العدد 1313 - الإثنين 10 أبريل 2006م الموافق 11 ربيع الاول 1427هـ

الجيل الجديد من اليسار الجديد

الكتاب يرد على الليبراليين بتسليط الضوء على مفهوم جديد وهو «الجيل الجديد من اليسار الجديد» وبتصوير هذا الجيل على أنه خطر متنام يهدد الاقتصاد والسياسة الأميركية من الداخل.

يرى مالانجا أن نفوذ الجيل الجديد من اليسار الجديد تنامى سياسيا خلال التسعينات من القرن الماضي على المستوى المحلي في عدد من أكبر المدن الأميركية خصوصاً في الولايات ذات التوجه الليبرالي.

وأن هذا الجيل نشأ نتيجة لصعود قوى جديدة وغير تقليدية بالسياسات المحلية للمدن الأميركية، وتتكون هذه القوى من اتحادات العمال التقليدية، واتحادات العاملين بالمؤسسات الحكومية والذين كانوا محرومين من الانضمام لاتحادات خاصة بهم حتى منتصف الخمسينات، ومنظمات الخدمات الاجتماعية الذين يساندهم تحالف واسع من الجماعات اليسارية كالجماعات المدافعة عن البيئة وعن حقوق المرأة وعن حقوق الأقليات والحقوق المدنية والإعلاميين والأكاديميين والسياسيين الليبراليين.

ويقول مالانجا إن خطورة هذا الجيل الجديد تكمن في كونه تحالفاً ضد مصالح دافعي الضرائب الأميركيين، وهدفه الرئيسي هو وضع مزيد من الضغوط على المؤسسات الحكومية المحلية لزيادة الضرائب على الشركات الرأسمالية، وزيادة الإنفاق الحكومي على الخدمات الاجتماعية وأنشطة الرفاهية، وعلى مزايا موظفي القطاع الحكومي، لذلك يصف الكاتب التحالف السابق بأنه تحالف «آكلي الضرائب» مقارنة بتحالف «دافعي الضرائب» الذي يمثل مصالح الشعب الأميركي.

كما يتهم الجيل الجديد من اليسار أنه يعيش عالة على أموال الدولة والتي تأتي منها معظم موارده، وبأنه يعمل في سرية تامة في معظم الأحيان ولا يظهر إلى السطح أو يستفز معارضيه إلا قرب وصوله لهدفه وهو تمرير التشريعات والسياسات المساندة لأجندته.

يرى مالانجا أن ولادة الجيل الجديد من اليسار الجديد بدأت في النصف الثاني من القرن العشرين، وبفعل عدد من السياسات التي تبنتها الحكومة الأميركية لمواجهة الفقر والتي أدت إلى ضخ مليارات الدولارات لدعم المنظمات الخيرية وأنشطة الدولة في مجال رعاية الفقراء وتقديم أنشطة الرفاهية لمحدودي الدخل.

وكان أول المستفيدين من تلك التحولات هم المنظمات الخيرية، ومنظمات الخدمات الاجتماعية التي استطاعت الحصول على مليارات الدولارات.

قامت الجماعات السابقة باستغلال الثروات التي حصلت عليها من تعاملها مع الدولة في استئجار شركات اللوبي، والعلاقات العامة لممارسة مزيد من الضغوط على الدولة لزيادة إنفاقها على أنشطتها. وقد زاد من مشكلة هذه الجماعات فلسفاتها الخاطئة والتي تسيء استغلال مفهوم العدالة الاجتماعية وتدفع الفقراء للكسل وتراجع الإنتاج.

يتعرض مالانجا خلال الكتاب لعدد من السياسات والأفكار المركزية لدى حركة الجيل الجديد من اليسار، وعلى رأس هذه الأفكار مفهوم «الأجر المعيشي» وهو مصطلح يروجه الجيل الجديد للمطالبة برفع الحد الأدنى من الأجور إذ يرى أن الحد الأدنى من الأجور لا يكفي ومن ثم هناك حاجة لتشريع مستوى آخر من الأجور يكفي لمعيشة الفرد.

يتناول الفصل الثاني من الكتاب تأثير حركة الجيل الجديد على الجامعات وانتشارها فيها لاستخدام الدعم الذي تقدمه الدولة للجامعات في تنظيم برامج تعليمية، واستصدار دراسات تخدم أهداف اليسار والحركة العمالية، وهو ما أدى لانتشار البرامج الدراسية الخاصة بتاريخ الحركة العمالية، وبسبل تنظيمها وتنظيم عمل الاتحادات العمالية، حتى ان بعض البرامج تمنح الطلاب الفرصة في العمل في الاتحادات العمالية، وتنظيم المظاهرات المؤيدة لحقوق العمال كجزء من المتطلبات الدراسية المفروضة عليهم.

ويفرد الكاتب الفصل الثالث من كتابه للدفاع عن واحدة من تلك الشركات وهي شركة وال مارت التجارية العملاقة والتي تمتلك مئات المتاجر عبر الولايات المتحدة.

وينتقد الكاتب هذا الجيل الجديد في الفصل الرابع من كتابه بسبب نشره لأفكار تصور الفقراء على أنهم ضحايا للطبقات الثرية، وتطالب بضخ مستمر للأموال الحكومية في برامج موجهة لمساعدة الفقراء، وهنا يرى أن الدولة الأميركية أنفقت منذ الستينات 10 تريليوناً دولار أميركي على برامج مكافحة الفقر ولم يؤد ذلك لنتائج إيجابية ملموسة.

كما أن المساعدات التي منحت لمكافحة الفقر، والثقافة التي ارتبطت بهذه المعونات أفسدت الفقراء لأنها صورت لهم أنفسهم على أنهم ضحايا وأضعفت من هممهم ومن رغبتهم في العمل، لذلك فهي ساهمت في إيجاد ثقافة من الكراهية لدى الفقراء تجاه الطبقات الوسطى والثرية وأبعدت أميركا عن الحل الصحيح لمشكلة الفقر ومشكلات الاقتصاد عموماً والتي تكمن في الحد من دور الدولة وتشجيع اقتصاد السوق على العمل بحرية.

- المؤلف: ستيفين مالانجا

- الناشر: إيفان آر دي - شيكاغو

- الطبعة: مايو/ أيار 2005

- عرض: علاء بيومي

العدد 1313 - الإثنين 10 أبريل 2006م الموافق 11 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً