العدد 3189 - الثلثاء 31 مايو 2011م الموافق 28 جمادى الآخرة 1432هـ

جرأة خطاب جلالة الملك!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كان خطاب عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة محورياً جريئاً، ذلك لإصراره على انتهاء قانون السلامة الوطنية في مطلع يونيو/ حزيران الحالي، وبدء الحوار الوطني غير المشروط في بداية شهر يوليو/ تموز من هذا العام، ونضيف إلى ذلك أنه كان خطاباً تفاؤلياً، توجَّه من خلاله عن الأحداث التي عصفت بالشعب البحريني، ونوَّه سموه إلى مقدار العبر المستفادة من هذه الأحداث.

نعتقد بأن ما ذكره جلالته عن أهمية الإعلام في حياة الشارع البحريني، وعن دور الصحافة بالذات في توجيه الشارع الى ترجيح الجانب العقلاني، يفتح الباب مرة أخرى الى عودة الحياة السياسية بنمطها المتنوع المفتوح، ذي الطابع الديمقراطي.

ولقد حمَّل العاهل على ظهور الصحافيين مسئولية كبيرة بتأكيده حرية الصحافة البحرينية، وأنها أمانة في أعناق الكتاب الذين يشكلون طبقة النخبة، وهذه مسئولية كبيرة، وخاصة على الأقلام النزيهة الذين سلكوا منهج الصدق والوطنية في ثنايا مقالاتهم، على عكس تلك الأقلام المأجورة المسمومة بالنفاق والوصولية.

وقد أكد مليكنا حمد مواصلة المشروع الإصلاحي، كما أكد بداية الحوار الوطني الجديد، الذي يحمل في طياته رفع البحرين ورقيها، في حوار غير مشروط يستفيد منه المواطن فقط لا غير، لا الأجانب ولا الدول الأخرى.

ونحن نضع أيدينا اليوم في يد الملك، ونقول له: سر على بركة الله، فالجميع أبناؤك والجميع يحمل دماً واحداً وهوية واحدة، ونتعطش اليوم للحوار، ولإرجاع الأمور الى مسارها الصحيح في ظل راحة المواطن قبل المسئول.

كادت هذه الأزمة الأخيرة أن تعصف بالبحرينيين، وأن تقسمهم الى شوارع، ولكن حَفِظَ الله البحرين من كل شر ومن كل من أراد بها سوءاً، ونحن في النهاية شارع واحد ولسنا عدة شوارع، كما نوّه الملك في خطابه، عندما قال إن الشعب ليس شيعياً أو سنياً بل الشعب بحريني متنوع بجميع أطيافه.

ولكننا نتوجس مع انتهاء قانون الأمن والسلامة من عودة الأمور الى ما كانت عليه، وأن تكون الممارسة بعيدة عن الكلام، فالمشهد السياسي يتطلب من أبناء البحرين التروي وعدم استعجال الأمور، وعدم التسرع في قرار قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه.

ذكر الملك أن أبناء البحرين «على الراس»، وأبناء البحرين يقولون له دوماً إنه «فوق الراس» مهما حدث، فمجتمعنا مجتمع أصيل أثبت على مدى السنين أصالته وحبه للوطن وللأرض، وهذا الحب لا يمكن أن يذهب هباء منثوراً، بل يزداد يوماً عن يوم.

فاحذروا يا إخوتي تعجُّل الأمور، واعلموا أن الملك مد يده، فهل لنا اليوم أن نمد أيدينا من أجل البحرين؟ نعم إننا جميعاً سنمد اليد، وسننتظر الفرج، وسنترقب خيراً بعد خطاب الملك.

الحوار ثم الحوار ثم الحوار ثم الحوار، فالتاريخ أثبت أن تحقيق المطالب لا يتم بالعنف، بل بالحوار الحضاري المفتوح، وندعو الله أن يحفظ البحرين ملكاً وحكومة وشعباً، وأن يكونوا أمة واحدة، لا أمماً متفرقة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3189 - الثلثاء 31 مايو 2011م الموافق 28 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً