العدد 3203 - الثلثاء 14 يونيو 2011م الموافق 12 رجب 1432هـ

الاضطرابات في سورية تثير قلق حزب الله وتدفعه إلى الاعتدال

يعيش حزب الله اللبناني، حليف سورية الاستراتيجي، حالة من «القلق والترقب» في انتظار جلاء المشهد في سورية حيث تتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، منتهجاً خط الاعتدال وساعياً إلى «تقليص خسائره» على ما يقول محللون وخبراء.

ويقول مدير مركز الأهرام للترجمة والنشر ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وحيد عبد المجيد «يبدو حزب الله في موقع القلق (...) لا سيما بسبب نظرة الناس في العالم العربي والإسلامي إليه، إذ يفترض أنه حزب مقاوم، لكنه يقف الآن إلى جانب نظام يقتل كل يوم العشرات من أبناء شعبه».

ويضيف من القاهرة في اتصال مع وكالة «فرانس برس»: «لا يختلف اثنان على أن كل ما يجري في سورية اليوم يؤثر سلباً على حزب الله في لبنان. فسورية شديدة الأهمية بالنسبة إلى حزب الله، إنها منفذ أساسي له وداعم سياسي مهم».

ويعد حزب الله العمود الفقري لقوى الثامن من آذار المؤيدة لدمشق التي تتقاسم ولاءات اللبنانيين مع قوى الرابع عشر من آذار المناهضة للنظام السوري وابرز أركانها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.

وتضطلع سورية بدور مهم في الحياة السياسية اللبنانية من خلال حلفائها، رغم انسحابها العسكري من لبنان في 2005 بعد ثلاثين سنة من الوجود ومن التحكم بمفاصل السياسة الداخلية.

وباستثناء إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في 25 مايو/ أيار وقوفه إلى جانب النظام السوري ودعوته السوريين إلى دعم رئيسهم، يتجنب حزب الله التعليق على التطورات السورية منذ بدئها في منتصف مارس/ آذار، لكن الوسائل الإعلامية التابعة للحزب تتبنى وجهة النظر السورية الرسمية في تفسير ما يجري في سورية.

ويقول الأستاذ الجامعي والكاتب اللبناني سعود المولى لـ»فرانس برس»: «السكوت المطبق الذي يبديه حزب الله يؤشر على الأزمة التي يعيشها بسبب الأوضاع في سورية».

ويتوقع «ألا يتجه الحزب إلى القفز إلى الأمام سواء في الداخل اللبناني أو على الحدود الجنوبية، بل إن يتجه إلى تسوية داخلية نبيلة مع باقي الأطراف اللبنانيين، وفي هذا السياق أتى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير (في مطلع يونيو/ حزيران) هادئاً». وتجنب نصرالله في الخطاب المذكور الخوض في القضايا الخلافية المحتدمة، داعياً الأطراف اللبنانيين إلى الحوار والتعاون على «تطوير» النظام السياسي اللبناني، بعيداً عن «منطق الغلبة» و»الحسابات الطائفية والمذهبية».

ويرى المولى أن حزب الله، الذي بات يملك مع حلفائه الأكثرية النيابية، لن يدفع في اتجاه تشكيل حكومة «من لون واحد» قريب من دمشق، لما يعنيه ذلك من «تحمل مسئوليات واستحقاقات غير يسيرة» في الداخل اللبناني إضافة إلى ما قد تشكله مثل هذه الحكومة من تحد للمجتمع الدولي في ظل ما يحدث في سورية.

وترى الباحثة اللبنانية أمل سعد غريب، صاحبة كتاب «حزب الله، السياسة والدين»، من جهتها إن الهدوء في خطاب نصر الله «قد يكون سببه أن المزاج الشعبي العربي الذي يعول عليه حزب الله يبدي تعاطفاً كبيراً مع المحتجين السوريين».

ورغم إصرار غريب على أن «ما تشهده سورية ليس ثورة بل احتجاجات متفرقة وتدخل أجنبي»، فإنها تقر بموقع سورية المهم بالنسبة إلى حزب الله وتقول إن «الحدود السورية ممر لأسلحة حزب الله وان كان ذلك غير معلن، والنظام السوري يشكل مظلة سياسية داعمة للمقاومة».

وترى استناداً إلى ذلك «أن حزب الله قد يجد نفسه أمام اشتداد الضغوط على دمشق مضطرا للسيطرة على لبنان، سياسيا أو امنيا، لحماية عمله المقاوم، أو للرد على الدور الأميركي في الاحتجاجات السورية من خلال الضغط على إسرائيل عبر الحدود الجنوبية».

ولا يستبعد عبد المجيد أن يعمل حزب الله على فتح علاقات مع القوى السورية المعارضة، لا سيما الإسلامية منها، في حال اتجهت الأمور في سورية إلى ما اتجهت إليه في تونس ومصر، مرتكزاً على علاقاته الجيدة مع بعض القوى الإسلامية العربية

العدد 3203 - الثلثاء 14 يونيو 2011م الموافق 12 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً