العدد 3212 - الخميس 23 يونيو 2011م الموافق 21 رجب 1432هـ

بيان من فخامة الرئيس!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أنا فخامة الرئيس زين العابدين بن علي، يسرني أن أعلن لجميع الأحرار وغير الأحرار في العالم الحر وغير الحر، أنني لم أترك منصبي كرئيس للجمهورية التونسية الديمقراطية الشعبية.

وأود أن أبيّن للقاصي والداني، أنني لم أهرب من تونس على الإطلاق، وإنما خرجت طواعيةً وعن طيب خاطر، وبعد أن خدعني أحدهم بقوله إن مغادرتي تونس لن تكون نهائية وإنما ستكون مؤقتة، وكان خطئي أنني صدَّقته وخرجت! وأعترف الآن وأنا بكامل قواي العقلية، بأنه القرار الوحيد الخاطئ الذي ارتكبْته طوال حياتي التي بلغت خمسة وسبعين عاماً.

ثم إن وسائل الإعلام المشبوهة، حاولت تشويه سمعتي وصورتي، فبعضها أطلق عليّ الرئيس الهارب، وبعضها أسماني الرئيس الفار، وطرف ثالث وصفني بالرئيس المخلوع، وأقلهم سوءًا وكذباً من وصفني بالرئيس السابق. فأنا مازلت حتى هذه اللحظة، الرئيس الشرعي والوحيد لجمهورية تونس الديمقراطية الشعبية، بحسب ما ينص عليه القانون والدستور والمواثيق الدولية، ومنظمات حقوق الانسان بما فيها «الامنستي انترناشيونال» و»هيومان رايتس ووتش».

لقد كنت ضحيةً لمؤامرةٍ وضيعةٍ، مازالت فصولها متواصلة حتى اللحظة، من أجل تشويه صورتي وتدمير تاريخي الناصع. وقد سمعت قبل أيامٍ مثلاً خليجيّاً أعجبني كثيراً، يقول: «إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه»، وهو ما يريد الإعلام المأجور صنعه معي، ويثيرون الكثير من الأكاذيب والشائعات عني، مثل إنني كنت أحكم تونس بقبضة حديد على مدى 23 عاماً، ونسوا أننا كنا دولة ديمقراطية تجرى فيها انتخابات حرة ونزيهة وشفافة.

لقد حاولوا تشويه صورتي وصورة زوجتي، وادّعوا أن لدينا حسابات سرية بالملايين في البنوك السويسرية، وأننا نمتلك قصوراً وعقارات في أميركا وفرنسا وجبال الألب في سويسرا وجزر المالديف بالمحيط الهندي.

إنني أكبر ضحايا الإعلام المضلل الجديد، «تويتر» و»انترنت» و»بوك فيس» وأيش يطلع هذا! لقد شوّهوا صورتي وصورة زوجتي، وادَّعوا أننا نخبّئ أموالاً (كاش) بملايين اليوروات في الوسائد والمزهريات. وبعضهم ادعى أننا نخفي مجوهرات وقطع ألماس في فتحات المكيّفات وخلف اللوحات الفنية المعلقة على الجدران في قصر سيدي بوسعيد!

على أن الكذبة الأكبر التي بطّت كبدي، اتهامنا بتعاطي وحيازة المخدرات، وإخفاء كميات منها في الأسِرّة وحديقة القصر. والأسوأ من ذلك اتهامنا بحيازة أسلحة في قصر قرطاج! ماذا أصنع بالأسلحة؟ آكلها أم أشرب ميَّتها؟ إنها مؤامرة. إنهم الخونة. الحشرات. الفئران. الجرذان. لعنة الله عليهم. وعاملين لهم محكمة في قصر العدالة؟ هذه محاكمة؟ هذه مهزلة وعملية تصفية حسابات سياسية! لن أركع! لن استسلم لهذه المسرحيات. سألاحقهم دار دار. زنقة زنقة.

الصحف الفرنسية الحاقدة وصفتها بأنها محاكمة تاريخية، وادعى أحد كتَّابها أنها أول مرة في تونس، يحاكم رئيس تحوّل فجأةً إلى دكتاتور ولص ودموي. اللص والدكتاتور والدموي هو رئيسكم ساركوزي وليس أنا! وسأبقى إلى الأبد رئيساً شرعيّاً لتونس، على رغم أنف الانترنت والفيسبوك

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3212 - الخميس 23 يونيو 2011م الموافق 21 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 1:44 م

      من انصار الفيسبوك

      زين انت مستحمق على شعبك اللي طردك، ليش تشب الانترنت والفيسبوك؟

    • زائر 17 | 9:47 ص

      نصيحه يا فخامه الرئيس (( الحقيقه المرة ))

      انصحك يا فخامه الرئيس ان تعمل برنامج اليك على حسابك الخاص واول كلمه تقولها هى (( وبعد أن خدعني أحدهم )) لان بصراحه امثال هذا البرامج منتشره فى الوطن العربى وخاصه فى الفتره الاخيره ... وبعدها احتمال ترجع معزز مكرم جربها وشوف صدقنى رايح ترجع بس يريد اليك مذيع بياع حجى ... ........

    • زائر 16 | 6:22 ص

      اشوي اشوي

      احلى شيء يوم سب بن علي صديقه القديم ساركوزي: اللص والدكتاتور والدموي هو رئيسكم ساركوزي وليس أنا!
      بس يا حبيب الشعب التونسي، هدئ اعصابك ولا تنفعل زيادة ترى انت كبير سن ويمكن تجيك سكتة قلبية.

    • زائر 15 | 4:51 ص

      الى الأخ أبو علي ......... ام محمود

      اليوم كتبت 4 تعليقات متتالية منذ الصباح. في تعليقي الأول فيه ما يناسب فكرتك بالضبط ولكن المراقب الفاضل لم ينزلهم جميعا __ أمس مساءا أيضا كتبت 3 تعليقات وراء بعض يعجبني اسلوب استاذ قاسم كثيرا............ لا نلوم زين العابدين على كلماته فهو يرى ان الانقلاب عليه كان أسود حالك السواد وليس أبيض كما كان يعتقد وان بامكانه الرجوع الى كرسي الرئاسة هروبه السريع دليل على براءه وسذاجه تفكيره

    • زائر 13 | 4:30 ص

      ارحمو

      ارحمو عزيز قوم ذل ...

    • زائر 12 | 4:26 ص

      الى ام محمود

      سبحانه مغير الاحوال ويعرف المرء وقت المصائب

    • زائر 11 | 2:58 ص

      ما شاء الله

      "على أن الكذبة الأكبر التي بطّت كبدي، اتهامنا بتعاطي وحيازة المخدرات"...... يبدو ان بن علي طالت اقامته واخذ يكتسب لهجتنا الخليجية، ويتعلم امثالنا الشعبية.

    • زائر 10 | 2:44 ص

      هههههههههههه

      ويش فيه امعصب زين العابدين بن علي. الحين احنا صدقناه كلش!!!!!

    • زائر 9 | 2:34 ص

      ردا على ام محمود .... أبو علي

      لماذا لا نسمع هذه التصريحات الا حين سقوط الانظمة ولماذا الاستكبار والطغيان قبل ذلك ؟؟ ولماذا سفك الدماء والتشفي بالقتل والتعذيب لشعوبهم قبل السقوط وحين المطالبة بالحقوق؟؟ , وكأنما يعيدون نفس التاريخ الذي تذكره الاية الشريفة ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) والعاقل يفهم

    • زائر 8 | 2:16 ص

      ...........

      هـ هـ هـ يعجبني دائما أسلوبك الساخر ! ........

    • زائر 7 | 2:16 ص

      بشار الاسد والقدافي

      مقارنه بين خطابات القذافى والأسد: السوريون .....بينما الليبيون ..........»، و«القذافى قال إلى الأمام، والأسد قال لا يمكن العودة إلى الوراء»، و«الشعب يطالب القذافى بتفسير خطاب الأسد»، و«الأسد قدم بعض التبريرات وحاول تهدئة الأمور ومازال القذافى يسأل من أنتم؟».

    • زائر 6 | 2:14 ص

      هلوسة الشعوب

      شر البلية ما يضحك، شنسوي دائما الشعوب على خطأ والدكتاتوريين حمامات السلام، اكيد الشعوب تتعاطى حبوب الهلوسة على رأي الأخ العقيد. مع تقديري لضميرك الحر يا سيد.

    • زائر 2 | 12:16 ص

      ربما يكون محقاً هو وبقية الرؤساء العرب الذين تعصف الثورات ببلدانهم بنظرية المؤامرة .... ام محمود

      أصبحنا في هذا الزمن المخيف لا نعرف من هو العاقل ومن هو المجنون ربما سيادة الرئيس المخلوع فقد صوابه وجن وربما العكس هو أعقل العاقلين ومدرك لحجم المؤامرة الغربية على الدول العربية ومحاولة ضرب الشعوب بالأنظمة ليصفو لها الجو وترجع للاستعمار ونهب الثروات .. لقد أثبتت الدول الكبرى ان حياة الشعوب العربية لا تهمها وهي المجرمة الوحيدة التي قتلت ملايين المسلمين في شتى الأقطار في عصرنا هذا.. زين العابدين-القذافي-بشار الأسد-علي عبدالله صالح .......كلامهم متشابهة في المؤامره يمكن يكونون على صواب

اقرأ ايضاً