العدد 3225 - الأربعاء 06 يوليو 2011م الموافق 04 شعبان 1432هـ

المعارضة في بيلاروس تدعو للثورة ضد الرئيس من خلال «الإنترنت»

أصبح في بيلاروس (روسيا البيضاء) التي يحكمها نظام سلطوي معارضة جديدة تتردد أصداء دعوتها للثورة على كافة شبكات التواصل الاجتماعي مثل موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وموقع «فيس بوك» ونظيرهما الناطق بالروسية «فكونكاكتي». لكن رئيس بيلاروس الحالي ألكسندر لوكاشينكو تعهد بتدمير هؤلاء المنتقدين الجدد والتكنولوجيا التي يستخدمونها. أكثر تكتيك مفضل لدى الشباب هو التجمع في مكان عام والتصفيق بشكل تهكمي كأنما يدعمون قيادة البلاد.

يقومون بذلك قبل أن يتمكن مسئولو الأمن من الوصول إلى مكان تجمعهم واعتقالهم. وعادة، تتمكن قوات الشرطة التي تتمتع بالكفاءة من الحيلولة دون وجود مهرب لهؤلاء الشباب. جعلت أوروبا من لوكاشينكو شخصاً منبوذاً واصفة إياه بـ «آخر ديكتاتور» في القارة. يحكم لوكاشينكو البلاد بقبضة من حديد منذ 1996. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أطلق لوكاشينكو شرطة مكافحة الشغب على المتظاهرين الذين خرجوا للاحتجاج على إعادة انتخابه لولاية ثالثة بعدما أجرى تعديلاً دستورياً يسمح بذلك.

وخلال الأشهر الأخيرة، اتجه لوكاشينكو إلى حظر الاحتجاجات الواسعة بكافة أشكالها قائلاً إنه لن يسمح بالاضطرابات الاجتماعية في بيلاروس كما حدث مؤخراً في العالم العربي أو «الثورات الملونة» من النوع الذي جاء بالانتخابات الديمقراطية لجورجيا وأوكرانيا.

وظهر لوكاشينكو يوم الأحد الماضي على شاشات التلفاز بمناسبة احتفال البلاد باليوم الرسمي للاستقلال وبدا في كامل سيطرته بينما كان يشاهد عرضاً عسكرياً مرتدياً الزي العسكري. ووقف ابنه نيكولاي البالغ من العمر ثمانية أعوام إلى جواره وكان هو الآخر يرتدي زياً عسكرياً كاملاً. لكن المتابعين للموقف يقولون إن حالة من الضيق والاحتجاج على لوكاشينكو (56 عاماً) آخذة في التصاعد. لقد نجح لوكاشينكو في قمع المعارضة التقليدية من خلال تطويق وحبس زعمائها في غالبية الأحيان. لكن الجيل الشاب من المعارضة البيلاروسية يثبت أنه هدف ليس سهل المنال.

وقالت مجموعة «حركة المستقبل في بيلاروس»على صفحتها على الموقع الروسي: «نحن لا نقاتل من أجل قطعة من النقانق بل من أجل الحرية». وليست هناك أسماء أو عناوين أو أشخاص متاحة أمام الشرطة البيلاروسية لمطاردتهم. وعلى صفحات الإنترنت الاجتماعية خلال الأسابيع الأخيرة، خرجت دعوة بسيطة تطالب زوار الصفحة بالتجمهر في مدنهم في مواقع عامة والوقوف إلى جانب بعضهم البعض ثم التصفيق بأياديهم وهو أمر يعد تهكماً على لوكاشينكو وقياداته في البلاد. وفي العاصمة مينسك والمدن الأصغر مثل جوميل وبريست، كان رد فعل النظام واضحاً وسريعاً. فقد قامت قوات الأمن في زي مدني بمهاجمة المحتجين مستخدمة صنوف الضرب باليد والركل والغاز المسيل للدموع لاعتقالهم. واعتقل أكثر من 400 شخص أول من أمس الأحد وصدر بحق معظمهم أحكام بالسجن لمدد قصيرة. لكن الشكاوى تواصلت واتهم أحد نشطاء الإنترنت في خطاب مفتوح على موقع «ثورية الإنترنت» أو «إنترنت ريفوليوشيناري» لوكاشينكو بإصدار «أوامر جنائية» للشرطة التي هاجمت مواطنين سلميين لم يفعلوا شيئاً سوى الوقوف في مكان عام والتصفيق بأياديهم. أيضاً، تمر بيلاروس بأسوأ أزمة اقتصادية خلال عقدين من الزمان حيث تواجه عقوبات اقتصادية فرضها عليها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة الذي أملته روسيا المصدر الوحيد لتزويدها بالنفط والغاز.

وتراجعت قيمة الروبل البيلاروسي بشكل كبير بينما تجاوز معدل التضخم 30 في المئة. ويعتزم العمال القيام بإضراب لأن رب العمل (الدولة الروسية) غير قادر على دفع أجورهم. وقال لوكاشينكو إن بيلاروس ستخرج من معاناتها الاقتصادية نهاية العام الجاري 2011. لكنه في الوقت نفسه أوضح أن البلاد تحتاج بشدة لقروض من روسيا وصندوق النقد الدولي.

وقال عالم السياسة، فاليري كارباليفيتش: «السلطات لم تعد تعرف ما يجري في البلاد فلقد فقدت التواصل مع الشعب وهذا التجاهل يخلق حالة من القلق»

العدد 3225 - الأربعاء 06 يوليو 2011م الموافق 04 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً