العدد 3230 - الإثنين 11 يوليو 2011م الموافق 09 شعبان 1432هـ

العرب و«إسرائيل»... صراع الإرادات!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

المتأمل لما تقوم به «إسرائيل» في سبيل تحقيق مصالحها وما يقوم به العرب للهدف نفسه، يشعر بالفرق الهائل بين ما يقوم به الطرفان، فرق يجعل الكثير من العرب يطأطئون رؤوسهم خجلاً مما يرون.

«إسرائيل» تتحرك في كل اتجاه، ودبلوماسيوها لا يكادون يتوقفون عن العمل دفاعاً عن مصالحهم في بعض الأحيان، وهجوماً على أعدائهم العرب أحياناً أخرى. بينما الدبلوماسيون العرب يغطون في نوم عميق لا يكادون يشعرون بالخطر الذي يحيق ببلادهم.

عندما عزم الفلسطينيون على التوجه إلى الأمم المتحدة للاعتراف بدولتهم بعد فشل كل الحلول الأخرى مارس الصهاينة كل الوسائل لكي يفشلوا هذا المسعى؛ فأعلن أعوانهم الأميركان أنهم سيقفون ضد هذا المشروع حتى لو استخدموا الفيتو. وقد تناسى هؤلاء كل وعودهم السابقة بأنهم مع قيام دولة فلسطينية وعلى حدود 1967، بل وهدّدوا الأمم المتحدة بقطع الدعم المادي عنها إذا اعترفت بدولة فلسطين! وتحرك الصهاينة أيضاً لإثناء الأوروبيين وغيرهم عن الاعتراف بدولة فلسطين، وفوق هذا كله هددوا الرئيس الفلسطيني بعقوبات كثيرة إذا أصر على التوجه للأمم المتحدة. وفي خضم كل تلك الأعمال التي قاموا بها لم نر أي تحرك عربي جاد دعماً للدولة الفلسطينية التي يجب أن تقوم وبما يوازي ما يقوم به الصهاينة، مع أن العرب يملكون كل مقومات النجاح المادية والمعنوية، لكن إرادتهم الضعيفة حالت بينهم وبين ما كان يجب أن يفعلوه.

«إسرائيل» كما نعرف، تصر على حصار غزة وتفعل كل شيء من أجل إبقاء ذلك الحصار، ومعروف ما فعلته العام الماضي في أسطول الحرية الأول، وهي الآن تمارس الدور نفسه ضد أسطول الحرية الثاني، فقد ضغطت على اليونان لمنع توجه الأسطول إلى غزة، كما نجحت في جعل وزيرة خارجية أميركا تبيح لهم قتل المتضامنين مع الغزاويين بحجة أنه دفاع عن النفس! من يصدق أن أميركا التي تدّعي الديمقراطية تشرع للصهاينة قتل أناس عزل يحملون مواد إغاثية لمليون ونصف من المحاصرين؟!

وفي ظل هذا كله يصمت العرب تماماً وكأن ما يجري لدولة عربية لها خصوصية لدى كل مسلم لا يشكل لهم أية أهمية! كان من المفترض أن ينطلق هذا الأسطول من إحدى الدول العربية، فإن لم يكن فعلى الأقل أن تتحرك الدبلوماسية العربية لتسهيل تحركه من اليونان، أما الصمت فهو مسيء لكل عربي ومسلم.

وفي سبيل إسكات الأصوات الحرة التي تفضح مخازي الصهاينة، ضغطت «إسرائيل» على بريطانيا لكي تطرد الشيخ رائد صلاح من أراضيها لكي لا يفضح جرائمهم ويبدو أنها ستنجح في هذا المسعى، وفي السياق نفسه ضغطت على إدارة الفيسبوك وآبل لكي لا تتيحا أي مجال للتحدث عن جرائمها وقد نجحت في ذلك!

باختصار «إسرائيل» فعلت الكثير من أجل حماية مصالحها وبكل الوسائل غير القانونية وغير الإنسانية، وإذا كنت أرى أن من حق «إسرائيل» أن تدافع عن مصالحها فإني أرى أن من واجب العرب أن يفعلوا الشيء نفسه من أجل الدفاع عن مصالحهم لاسيما وأن لديهم من الإمكانات المادية والمعنوية ما لا تملكه «إسرائيل» وحلفاؤها والإرادة القوية هي التي تحقق كل ذلك

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3230 - الإثنين 11 يوليو 2011م الموافق 09 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 11:07 ص

      إرادة الله عز وجل هي التي ستحقق ما عجز عنه البشر اقترب الانتصار على اليهود .... ام محمود

      إن إسرائيل واصدقائها على الأرض وصلوا الى مراحل متقدمة من الغرور والبطش والظلم والطغيان و لقد آن الأوان لتسليط غضب الخالق وغضب الشعوب عليهم وهنا سيتحقق النصر
      قال تعالى"يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون"
      لقد استخف اليهود بجميع المواثيق والرسالات السماوية والقيم الانسانية واعتقدوا ان القوة ستنفعهم
      لقد اقترب عقابهم
      لقد قتلوا معظم طاقم اسطول الحرية بوحشية وبصلافة ومنعوا اسطول الكرامة
      وتمادوا في قتل الفلسطينيين
      والقادة العرب تمادوا في قتل شعوبهم
      ما في فرق الاثنان وجهان لعمله واحدة

    • زائر 6 | 5:05 ص

      القادم اسوأ

      هالحين اسرائيل رتبت امورها مع جنوب السودان ليلتفو على مصر ويخنقوها وهي من سنوات ترتب لهذا العمل والعرب ساكتون بمن فيهم مصر ولهذا العرب يقدمون للصهاينة اكثر مما تطلب ولهذا لاغرابة ان نرى الصهاينة يحتقرون العرب ويفعلون مايريدون

    • زائر 6 | 5:04 ص

      القادم اسوأ

      هالحين اسرائيل رتبت امورها مع جنوب السودان ليلتفو على مصر ويخنقوها وهي من سنوات ترتب لهذا العمل والعرب ساكتون بمن فيهم مصر ولهذا العرب يقدمون للصهاينة اكثر مما تطلب ولهذا لاغرابة ان نرى الصهاينة يحتقرون العرب ويفعلون مايريدون

    • زائر 5 | 4:59 ص

      النهاية

      الصهاينة عربدو في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق علنا وغيرها شبه العلن وحكامنا صامتون أو مؤيدون احيانا وهذا سر قوتهم

    • زائر 4 | 4:55 ص

      ننتظر

      لولا صمت بعض الحكام لما فعلت اسرائيل كل هذا بالعرب ولكن هناك امل بالقادم

    • زائر 3 | 4:07 ص

      يا عم العرب خلاص إسرائيل صارت قطر شقيق

      اصبحت إسرائيل شقيقة الحين وما له داعي ذكر الصراع
      بلاش نتوهم عدو ما له وجود
      يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

    • مواطن مستضعف | 1:32 ص

      عندما "تُعيّر" إسرائيل .. العرب!!

      بقمع شعوبهم و سحقهم ...............
      لا ..................................(لا يسمح بالنشر كاملاً)
      مع خالص المودة أستاذي العزيز

    • زائر 1 | 12:15 ص

      عبد علي البصري

      انتظر قليلا حتى تكمل البوصله الدوره كامله ايران العراق مصر اليمن ، وتستقر الاوضاع بعدين أكتب مقالك

اقرأ ايضاً