العدد 1378 - الأربعاء 14 يونيو 2006م الموافق 17 جمادى الأولى 1427هـ

نصف الاقتصاد: المرأة

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

قال النبي (ص) في حديث له بأن نصف الدين هو الزواج. لا أحاول أن أفتي أو أتلو درساً في الدين، لكن أرى في ذلك حقيقة وصحة تخص أكثر من مجرد الزواج. فالكون بأكمله إذا نظرنا إليه يتوقف على الاتزان الثنائي. من الشروق إلى الغروب، من اليابسة إلى الماء ومن الذكور إلى الإناث، نرى الحكمة في كل تلك الأمور، والتي سخرها الله عز وجل لتتناسب مع بعضها بعضاً، مكملة هي الأخرى. فهناك حكمة في وضع الأمور على هذا الشكل. حكمة تغني ولا تفقر، تكبّر ولا تصغّر لأنها تتيح المجال للاندماج ولاختلاط الأشياء لتكوين ما يمكننا بتسميته الواقع الملموس. فلا يكتمل الصباح ويصبح يوماً إلا بالليل، كما أن الفرد لا يصبح كل ما يمكنه أن يصبح إلا بالزواج... وكذلك هو الأمر للاقتصاد. فلا اقتصاد حقيقي من دون المرأة.

نعم، المرأة هي النصف الآخر من الاقتصاد. فمن دون تشجيع ومنح فرص أكثر لنشاط المرأة الاقتصادي لا يمكننا أن نقول إننا تعدينا مرحلة التصنيف غير المنطقي في مجتمعنا والذي للأسف فيه الكثير من التصانيف، حتى الطائفية في الآونة الأخيرة. انظر في هذه الصفحة، وإذا وجدت صورة لامرأة مال وأعمال فابتسم، لأن هذا مؤشر خير لمستقبل الاقتصاد. ولكن لنكن واقعيين، فالمحتمل أن تجد البشوت وربطات العنق بدلاً من الجنس اللطيف على هذه الصفحات وغيرها. المشكلة ليس بالمرأة، بل بالتوقعات التي يضعها المجتمع على المرأة.

اعترف بأن البحرين دوماً تمتعت بمجتمع واعٍ و تقدمي في تطلعاته. فنساء البحرين سبقوا نساء الدول المجاورة من الجانب التعليمي والوظيفي وحتى السياسي لحد ما. لكن هذا لا يعني بأننا وصلنا إلى المريخ. لا. فنحن مازلنا في بداية الطريق للاستفادة من القوة الاقتصادية الهائلة التي توفرها المرأة العاملة؛ المنتجة اقتصادياً.

كل الاحترام للأمهات اللواتي كرسن حياتهن لتربية أبنائهن وتوفير جو منزلي وعائلي مستقر. لكن كل الاحترام والاحتفاء للسيدات اللواتي عملن بالمنزل وخارج المنزل. فأولئك السيدات ثابرن من الجانبين التربوي والاقتصادي. ثابرن في الاقتصاد والعمل ليس مجرد لمساعدة أزواجهن، بل لإثبات أنفسهن على رغم الصعوبات. من الطبيبات إلى المهندسات، من المدرسات إلى المصرفيات وغيرهن، كلهن يستحقن شكرنا وتقديرنا وتشجيعنا.

نظرة المجتمع بشكل عام للمرأة وقدرتها القيادية ستتغير حتماً، لكن ليس لوحدها. فيجب على كل شركة ومدير شركة، وكل جهاز حكومي أن يعملوا نحو شطب التصنيفات التافهة بين من يجب أن يكون أو لا يكون في موقع القوة. لا أحد يمكنه أن يصد العزيمة للمرأة، فهي في نهاية الأمر أساس المجتمع الحي وفيها ضمان مستقبله.

اليوم مازالت المرأة نادرة من بين الرجال في مجال المال والأعمال. لكن مع الوقت، ومع النشاطات والحوافز الحكومية و غير الحكومية، ستتغير الأمور ويصبح مصطلح رواد الأعمال يتضمن كل رائدة جنباً بجنب مع الرواد الآخرين. رائدات سعين لإثبات أنفسهن وفي الوقت نفسه بادرن في بناء البلد وتمهيد طريق البحرين نحو مستقبل يكتمل فيه الاقتصاد

العدد 1378 - الأربعاء 14 يونيو 2006م الموافق 17 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً