العدد 1345 - الجمعة 12 مايو 2006م الموافق 13 ربيع الثاني 1427هـ

عقول من النوع السنجابي!

مشرفة منتدى رسيل الترحيب والنواعم (نبض قلبي) شاركت بهذا الموضوع على منتداها:

جاء في حكم وقصص الصين القديمة أن ملكاً أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له: امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيراً على قدميك... فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعاً ومهرولاً في جنون... سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها... ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد... سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفياً بما وصل إليه... لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد والمزيد... ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً... فقد ضل طريقه وضاع في الحياة، ويقال إنه وقع صريعاً من جراء الإنهاك الشديد... لم يمتلك شيئاً ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية (القناعة).

النجاح الكافي صيحة أطلقها لوراناش وهوارد ستيفنسون... يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشاً للمزيد من دون أن يشعر بالارتواء... من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب ويقاوم الشهرة والأضواء والثروة والجاه والسلطان؟

لا سقف للطموحات في هذه الدنيا... فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر... ونواصل الإرسال بعد الفاصل... بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط... الطموح مصيدة... تتصور إنك تصطاده... فإذا بك أنت الصيد الثمين... لا تصدق؟... إليك هذه القصة ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته ونهض لينصرف... فسأله الآخر: إلى أين تذهب؟... فأجابه الصديق: إلى البيت لقد اصطدت سمكة كبيرة جداً تكفيني... فرد الرجل: انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي... فسأله صديقه: ولماذا أفعل ذلك؟... فرد الرجل... عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها... فسأله صديقه: ولماذا أفعل هذا؟... قال له كي تحصل على المزيد من المال... فسأله صديقه: ولماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل: يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك... فسأله: ولماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل: لكي تصبح ثرياً... فسأله الصديق: وماذا سأفعل بالثراء؟ فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتك... فقال له الصديق العاقل هذا هو بالضبط ما أفعله الآن ولا أريد تأجيله حتي أكبر ويضيع العمر... رجل عاقل... أليس كذلك!

يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة، ولكن الإنسان كما يقول فنس بوسنت أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب على ظهر الفيل... تتجه شرقاً بينما هو يتجه غرباً... فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد... لماذا؟ لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا، أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية.

وهكذا يعيش الإنسان معركتين... معركة مع نفسه ومع العالم المتغير المتوحش... ولا يستطيع أن يصل إلى سر السعادة أبداً.

يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم... مشى الفتى أربعين يوماً حتي وصل إلى قصر جميل على قمة جبل... وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه... وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيراً من الناس... انتظر الشاب ساعتين حتى يحين دوره... انصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له: الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين... وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتان من الزيت: امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت.

أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة... ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله: هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟... الحديقة الجميلة؟... وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟... ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئاً، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة... فقال الحكيم: ارجع وتعرف على معالم القصر... فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه... عاد الفتى يتجول في القصر منتبهاً إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران... شاهد الحديقة والزهور الجميلة... وعندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى... فسأله الحكيم: ولكن أين قطرتا الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟... نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا... فقال له الحكيم: تلك هي النصيحة التي استطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها من دون أن تسكب أبداً قطرتي الزيت.

فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، وقطرتا الزيت هما الستر والصحة... فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.

يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو انها تمثل الفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنا اننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب... فالسناجب تفتقر إلى القدرة على التنظيم رغم نشاطها وحيويتها... فهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندق بكميات أكبر بكثير من قدر حاجتها.


الغترة والعقال ومصائر الشعوب

عضوة منتديات مملكة البحرين(عتيج الصوف) شاركت في منتداها بهذا الموضوع:

تؤكد قصص الزعماء و الملوك العرب ان الغترة كانت تحمل رسالة سياسية للاخرين اما العقال فكان يحدد مصائر الشعوب في الماضي .

و تشير الروايات التاريخية الى ان الازياء بصفة عامة حملت على مر العصور دلالات اقتصادية و اجتماعية لعبت دورا كبيرا في حياة الافراد و مصائرهم .

و ببساطة شديدة يمكنك ان تعرف الحالة النفسية و المزاجية للمواطن الخليجي من وضع الغترة و العقال فوق راسه فاذا جعلها مثلثة الشكل في الوسط فهذا يعني ان مزاجه معتدل و اذا حركها يمينا او يسارا ففي الامر شي لا يريحه .

و غالبا ما ينزع العقال في حالة وفاة اشخاص مهمين او عزيزين او قضايا تختص بالشرف .

و منذ 60 عاما لم يكن المواطن الخليجي يرتدي العقال بشكل دائم الا في المناسبات الرسمية او الدينية و الاعياد في حين كان مخصصا للشيوخ و طبقة التجار .

و كان يطلق على العقال اسماء عديدة منها الشطفة او الخزام و هو من الصوف الخالص تحزز اجزاء منه و هناك العقال الاسود الذي يغزل و يجدل من صوف الماعزو يسمى بالمرعز و يبدو رفيع الشكل حيث كان ينحل على شكل طولي يطوي بعضها على بعض فتكون دائرة اصغر بقدر استدارة الراس و قد يتدلى منه خيطان طويلان كما في حالة العقال القطري .

و العقال جديلة من صوف او حرير مقصب و ياتي بالوان منها الابيض و يرتديه شيوخ المساجد و منها الزري الذي يرتدى في المناسبات و المهرجانات الوطنية و الافراح و يعتبر العقال من متممات اللباس الخليجي .

و كان المواطن العادي يرتدي الغترة و هي تشبه الشال او العمة المصرية في الصعيد و كان يطلق على هذه الطريقة الحمدانية و مازال الشياب في الخليج يستخدمون الغترة بالطريقة الحمدانية .

و قماش الغترة ابيض هفهاف في الصيف يتلاءم مع طبيعة الجو الحار و منها الشتوي ذو اللون الاحمر و يسمى شماغا و قماشه اكثر سمكا و متانة من النوع الاول و به نقوش بديعة و يشاع استخدامه في المملكة العربية السعودية اما الشال الابيض فيشاع لبسه في دولة الامارات .

اما الشطفة فكان يرتديها الملوك في الخليج و ابرزها الشطفة او العقال الذي كان يرتديه حاكم البحرين السابق المرحوم الشيخ عيسى بن سلمان ال خليفة .

و مع التطور في شكل الشطفه اصبح كل المواطنين في الخليج

يرتدونها و كان اهل الكويت و الشارقة و السعودية اول من ارتدى العقال بعد ان كان مقتصرا على الملوك , و الزي الخليجي زي نابع من البيئة الصحراوية فهو فضفاض يتناسب مع ارتفاع درجة الحرارة الجو التي تتميز بها منطقة شبه الجزيرة العربية الصحراوية حيث يحتاج فيها الانسان الى تغطية راسه للحماية من حرارة الشمس اما اللون الابيض الذي يتميز به الزي الخليجي فهو يتلاءم ايضا مع ارتفاع درجة الحرارة و لا يمتص حرارة الجو

العدد 1345 - الجمعة 12 مايو 2006م الموافق 13 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً