العدد 3283 - الجمعة 02 سبتمبر 2011م الموافق 03 شوال 1432هـ

الشرطة الليبية متلهفة للعودة إلى شوارع طرابلس

يجلس العقيد جمال الغدامسي في مكتب محطم بمركز للشرطة في طرابلس وهو يتأمل من النافذة اليمنى ثوارا مسلحين يجولون في المقر الذي يستعد عناصره للعودة الى الشارع اليوم ضمن خطة امنية جديدة للعاصمة. ويقول الغدامسي وهو معاون رئيس قسم المدينة "عندما دخل الثوار الى طرابلس، انضمينا اليهم كل بحسب مركزه ومنطقته".

ويضيف "اليوم وبعد ان تحررت العاصمة نتلهف للعودة الى الشارع بقوة وممارسة مهامنا المعتادة في اطار الخطة التي سنبدأ في تطبيقها السبت حيث سيعود جميع العناصر الى عملهم وسسينتشر بعضهم عند الحواجز". وكان مسئول الداخلية لدى الثوار احمد ضراط اكد لفرانس برس ان "خططا امنية جديدة" سيبدأ تطبيقها صباح السبت، على ان تشمل عناصر الشرطة والاجهزة الامنية الاخرى.

واعتبر ان "رجال الشرطة اخوة لنا، هم ثاروا ايضا ولن نحيد الا الذين تلطخت اياديهم بالدم والفساد". ويمسك الثوار حاليا بالامن في طرابلس حيث تنتشر الحواجز التي يشرف عليها مسلحون بلباس مدني، فيما تجول سيارات مكشوفة رباعية الدفع المدينة تحمل متمردين يلوحون برشاشاتهم وبشارات النصر للمارة. وتشهد العاصمة ايضا حضورا خجولا لعناصر من الشرطة يركنون سياراتهم بالقرب من حواجز الثوار من دون مهمات محددة.
وفي منطقة باب البحر الراقية وسط طرابلس، يقف ثلاثة عناصر من قسم الجناية في الشرطة على بعد امتار من حاجز للثوار، يتاملون المارة ويردون على ابواق السيارات التي تطلق احتفاء بهم برفع شارة النصر وبعبارة "الله اكبر يا شباب".

ويقول الشرطي محمود عامر (25 عاما) وقد وضع قبعة على راسه تحمل علم الثوار "نحن هنا لخدمة الشعب". ويتابع "نقوم بتفتيش روتيني للسيارات احيانا، لكننا نستعد ايضا للعودة الى مهامنا السابقة". وامام مركز شرطة المدينة، تصدح مكبرات للصوت بالاناشيد الثورية، ويحمل الثوار عند حاجز تتوسطه صورة لمعمر القذافي وضعت على مستوعب نفايات صغير، لائحة باسماء مطلوبين يشكون في انهم قد يعمدوا الى تخريب الامن، ويدققون ايضا في ارقام لوحات السيارات قبل ان يسلموا المخالفين الى شرطة المركز.

ويشير الغدامسي الى ان "المركز تعرض للتخريب على ايدي كتائب القذافي التي عمد عناصرها الى احراق المكاتب الرئيسية فيه اضافة الى غرفة الارشيف التي تضم مئات الاوراق". وراى ان هؤلاء "ارادوا طمس المعالم التي تدينهم، وخططوا لعرقلة عملنا حتى لا نتمكن من الاستمرار في دعم الثورة". ويقول الغدامسي ان مراكز الشرطة في طرابلس وعددها 14 تخضع حاليا لسلطة المجلس الوطني، الا انها تنفذ من تلقاء نفسها مهاما متواضعة تتراوح بين تسجيل محاضر السرقات وحجز السيارات المخالفة.

ويؤكد فيما يشير الى باب غرفة الاسلحة ان مراكز الشرطة تعمد ايضا الى "جمع السلاح من اياد لا يجب ان تحمله". وتنتشر في ارجاء الغرفة المحصنة اسلحة رشاشة ومسدسات وسكاكين، وبينها رشاشات متطورة لم تستخدم من قبل عثر عليها في مراكز لكتائب القذافي، بحسب ما يقول الغدامسي. ويعبق الطابق الثاني المحترق بالكامل برائحة البارود، ويطغى اللون الاسود على جدران غرفه، فيما تنتشر النفايات والكراسي والطاولات المحطمة في الممرات، بينما تعمل مجموعة من الثوار على ازالتها واعادة طلاء الجدران باللون الابيض.

ويروي الغدامسي ان ضباط الشرطة "كانوا يستعدون لدخول الثوار اليها، وكنا ننتظر كلمة السر وهي عبارة +فتح مكة+ التي سمعناها تتردد على السنة مسئولين على شاشات التلفزيون، فما كان منا الا ان ادركنا حينها ان ساعة الصفر حلت". ويقول ان "حوالى 120 عنصرا كانوا يعملون حينها في المركز، ولم يرفض اي منهم الانضمام للثوار، علما ان 15 عنصرا بقوا يعملون في المركز خلال الايام الماضية على ان ينضم اليهم زملاؤهم الآخرون السبت". ويتابع "على كل حال، نحن في جبهة حرب ولا يوجد دوام معين".

ويسيطر الثوار على مركز عسكري في منطقة زاوية الدهماني وسط العاصمة، بالقرب من مركز للشرطة اغلق ابوابه. وعلى بعد امتار من مركز الثوار، يعرقل مجسم كبير للكتاب الاخضر الطريق الرئيسية، فيما تطلق مجموعات من النساء المارة بقربه هتافات تسخر من القذافي.
ويقول مسئول المركز ورئيس المجلس العسكري للمنطقة كمال سالم الطبيب (44 عاما) ان "عناصر الشرطة بداوا بممارسة مهامهم بالفعل، وقد سلمناهم المركز المجاور لنا وطلب منهم التعامل مع اي حادثة جنائية". ويشدد الطبيب وهو مدرس للقرآن على ان "المجالس العسكرية ستبقى تسيطر على المدينة حتى يحل الامن فيها وتستتب الاوضاع، وعندها نعود نحن الى عملنا وتعود الشرطة الى ممارسة مهامها بشكل كامل".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً