العدد 3297 - الجمعة 16 سبتمبر 2011م الموافق 18 شوال 1432هـ

خسارة «يو.بي.إس» ستدفعه لتقليص الأنشطة المصرفية الاستثمارية

يواجه بنك يو.بي.اس السويسري ضغوطاً متزايدة لتقليص أو عزل وحدة الأنشطة المصرفية الاستثمارية التي كبدته خسارة قدرها مليارا دولار بسبب تعاملات غير مصرح بها إذ حذرت مؤسسات التصنيف الائتماني من أن التراخي في إدارة المخاطر قد يدفعها إلى خفض تصنيف البنك.

وذكرت صحيفة «تاجس انتسايجر» أمس الجمعة (16 سبتمبر/أيلول 2011) أنه من المتوقع أن يعلن البنك خطة ضخمة لإعادة الهيكلة تتضمن إلغاء آلاف الوظائف في اجتماع مقرر في نيويورك في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني في إطار سعيه لطمأنة عملاء الخدمات المصرفية الخاصة.

وقال محللون إن الخسارة الضخمة التي تم الإعلان عنها هي المسمار الأخير في نعش بنك الاستثمار التابع ليو.بي.اس الذي واجه صعوبات كغيره من البنوك العاملة في هذا المجال بسبب هبوط الأسواق وفرض لوائح مشددة جديدة بالإضافة إلى ارتفاع سعر الفرنك السويسري.

ويطالب حزب الشعب السويسري أكبر حزب في البلاد وعضو الائتلاف الحاكم بأن يفصل يو.بي.اس وحدة الأنشطة المصرفية الخاصة عن ذراع إدارة الثروات ومن المتوقع أن تتزايد عليه الضغوط لاتخاذ إجراء حاسم بعد الفضيحة.

ورفض متحدث باسم يو.بي.اس التعقيب. وقال محللون من جيه.بي مورجان في مذكرة «نتوقع تعرض يو.بي.اس لضغط كبير من المساهمين ومن هيئة رقابة السوق المالية السويسرية لمراجعة أنشطته المصرفية الاستثمارية... ولأن هذه الخسارة في التعاملات هي القشة الأخيرة فإنها ستقود إلى إعادة هيكلة ضخمة».

ووضعت مؤسسات التصنيف الائتماني ستاندرد اند بورز وفيتش وموديز التصنيف الائتماني ليو.بي.اس قيد المراقبة السلبية. وقالت فيتش إن الواقعة «تعزز الحجج لتقليص وحدة الأنشطة المصرفية الاستثمارية في يو.بي.اس».

وقالت ستاندرد اند بورز «الخسارة انتكاسة لجهود يو.بي.اس لاستعادة سمعته وإظهار تحسن في إدارة المخاطر بعد أدائه الضعيف في 2007-2009».

وأضافت «يو.بي.اس يجري حالياً مراجعة إستراتيجية لحجم وشكل قسم بنك الاستثمار ونرى أن الخسارة في التعاملات قد تؤثر على نتيجة هذه العملية».

وبددت هذه الخسارة التي تبلغ ملياري دولار - والتي أعلن البنك أن متعاملاً في لندن خسرها في تعاملات غير مصرح بها - فعلياً وفورات العام الأول في خطة لخفض التكاليف تم الإعلان عنها في الآونة الأخيرة وتتضمن إلغاء 3500 وظيفة.

ومازالت شرطة لندن تحتجز المشتبه به الذي اعتقلته في الساعات الأولى من يوم أمس الخميس للاشتباه في تورطه في عملية احتيال.

وقالت مصادر قريبة من الموقف إن المشتبه به هو كويكو ادوبولي (31 عاماً) وهو مدير لقسم صناديق المؤشرات في يو.بي.اس. ورفض يو.بي.اس الإدلاء بأس معلومات جديدة في القضية صباح أمس (الجمعة).

ورفضت شرطة لندن التعقيب أيضاً، لكن يتعين عليها البت في توجيه اتهام إلى المشتبه به أو الإفراج عنه بكفالة أو إخلاء سبيله أو تمديد احتجازه رسمياً. وتمحورت معظم تكهنات السوق حول إمكانية أن يكون ادوبولي قد أصيب بصدمة بسبب قرار البنك المركزي السويسري المفاجئ في الأسبوع الماضي بتحديد سقف لصعود الفرنك السويسري وهو ما جعل العملة تهوي نحو تسعة في المئة.

وذكرت تقارير إعلامية أن ادوبولي كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في ذلك اليوم «أحتاج معجزة». واكتفت متحدثة باسم يو.بي.اس بالقول إن الخسائر حدثت في الأسهم دون الخوض في تفاصيل.

وكان يو.بي.اس قد بدأ يستعيد ثقة العملاء هذا العام بعدما أنقذته الدولة في 2008 بعد خسائر ضخمة في أصول عالية المخاطر كانت في حوزة وحدة بنك الاستثمار.

وقال الرئيس التنفيذي للبنك أوسفالد جروبل إنه يراجع حجم وهيكل الوحدة الاستثمارية خاصة ما يتعلق باستثمارات الدخل الثابت بعد أن اضطر للتراجع عن المستويات المستهدفة للأرباح في الأجل المتوسط

العدد 3297 - الجمعة 16 سبتمبر 2011م الموافق 18 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً