العدد 3297 - الجمعة 16 سبتمبر 2011م الموافق 18 شوال 1432هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

الذكرى العاشرة لهجمات سبتمبر والتغيرات القادمة في الشرق الأوسط

أحيت الولايات المتحدة الأميركية الذكرى العاشرة لأحداث تدمير برجي التجارة في مدينة نيويورك والتي نسبت في حينها إلى تنظيم «القاعدة»، هذه الذكرى جعلت أكثر من 35 في المئة من الأميركان يتوجسون خيفة من الإسلام والمسلمين، وعليه فقد ضاعفت الشرطة الأميركية الحراسة على الأماكن العامة في تلك المنطقة من الشرق الأميركي وخصوصاً المناطق التي طالتها تلك الحوادث المؤلمة، ما ساعد في زيادة لهيب منطقة الشرق الأوسط والتي هي في الأساس من المناطق الأكثر حراكاً، منطقة الشرق الأوسط هذه المنطقة التي كانت ولاتزال مشتعلة بصراعات وحروب لها أول وليس لها آخر، والمتتبع لشأن هذه المنطقة يلاحظ عليها أنها منطقة دائمة الحركة شهدت وتشهد الحروب الصغيرة والكبيرة.

فقد عاصرت هذه المنطقة الكثير من الحروب التي خاضها أبناؤها منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة في العام 1948 حيث خاضت الجيوش العربية ما سمي حينها بحرب تحرير فلسطين في تلك الحرب اشتركت جيوش كلٍّ من الجمهورية المصرية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية العربية السورية، وجمهورية لبنان، لكن كلها فشلت في منع قيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة؛ وذلك لعدة أسباب أهمها: أن المستعمر الغربي كان هو الداعم الحقيقي للعصابات الصهيونية منذ عهد «بلفور» والذي تعهدت حينها الدولة المستعمرة لفلسطين المحتلة (وهي بريطانيا العظمى) في التكفل بإنشاء كيان صهيوني على أرض فلسطين المحتلة، كذلك هناك عدة أسباب وهي: عدم وجود تنسيق بين الجيوش العربية في تلك اللحظة، عدم وجود أسلحة متطورة لدى تلك الجيوش، عدم وجود حماس كافٍ لدى الجيوش العربية لتحرير تلك المنطقة من أيدي المحتلين الغاصبين، كذلك خاض العرب حرب العام 1967م وهي ما سيمت بحرب الأيام الستة والتي انهزمت فيها الجيوش العربية ومكنت الكيان الصهيوني من أن يتوسع على حساب الشعوب العربية القريبة من أراضي فلسطين المحتلة بحيث تمكن الكيان الصهيوني من احتلال أراضي شبه جزيرة سيناء وغزة من الجمهورية العربية المصرية، وأراضي هضبة الجولان من الجمهورية العربية السورية، وأراضي الضفة الغربية من المملكة الأردنية الهاشمية، وأراضي جنوب لبنان من الجمهورية اللبنانية.

وجاءت حرب العام 1973 والتي استعاد فيها العرب المبادرة بحيث تمكن الجيشان العربيان السوري والمصري من الزحف على الأراضي المحتلة، وتمكن الجيش السوري من تحرير بعض المناطق المحتلة من أيدي الصهاينة وخصوصاً منطقة القنيطرة الواقعة بالقرب من جبل الشيخ على الحدود مع هضبة الجولان، كذلك تمكن الجيش المصري من اختراق خط بارليف والعبور من الضفة الغربية لقناة السويس على الضفة الشرقية.

وجاءت بعدها الحرب العراقية الإيرانية بحيث قام النظام البعثي السابق الذي كان مسيطراً على جمهورية العراق بالحديد والنار بقيادة صدام حسين ببدء الحرب على الجمهورية الإسلامية في إيران بتاريخ 22 سبتمبر/ أيلول 1980 وذلك بهدف مساعدة الولايات المتحدة الأميركية في فك قيد رهائنها (52 رهينة) وهم الدبلوماسين الأميركان الذين تم احتجازهم من قبل الطلبة الإيرانيين الثائرين في السفارة الأميركية بطهران والذين احتجزهم الطلبة الإيرانيون وقتها لمدة (444 يوماً) بسبب اتهام الثورة الإسلامية الإيرانية للولايات المتحدة الأميركية بأنها ساعدت الشاه على الهرب وعدم قيام الولايات المتحدة بالإفراج عن الأرصدة الإيرانية البالغة نحو عشرة مليارات دولار المجمدة لغاية اليوم، كذلك قامت القوات العراقية بهذه الحرب الطويلة بالنسبة لهذا العصر الذي يتميز بالتكنولوجيا حيث امتدت تلك الحرب من العام 1980 لغاية 1988م والتي خلفت وراءها نحو مليوني قتيل ومثلهم أو أكثر من المعوقين والثكلى ومليارات الدولارات من الخسائر المادية.

بعدها بنحو أربع سنوات وفي العام 1982 قامت الجيوش الإسرائيلية باحتلال العاصمة اللبنانية (بيروت)؛ حيث قام قائد الأركان لتلك الجيوش الصهيونية المارشال أريل شارون باتخاذ فندق «الكمودور» مقراً له وأمر جيشه والمتعاونين معه من اللبنانيين بقتل قرابة 3000 فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا الواقعين بالقرب من السفارة الكويتية في بيروت عاصمة الجمهورية اللبنانية، وذلك بعد ترحيل قوات منظمة التحرير الفلسطينية إلى المنافي في الجمهورية التونسية والجمهورية العربية اليمنية عبر السفن الأميركية والفرنسية، وبعدها قام الشباب اللبناني المؤمن بتشكيل حزب الله الذي أخذ على عاتقه تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة بحيث تمكن هذا الحزب من تحرير جنوب لبنان البالغة مساحته نحو 8000 كيلومتر مربع في 25 مايو/ أيار 2000 لكن الكيان الصهيوني لم يرتض تلك الهدنة التي تكونت معه عبر الوسيط الألماني، وفي العام 2005م تم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني وإنشاء ما سمي لاحقاً بالمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة ذلك الشهيد.

وفي العام 2006 قامت القوات الإسرائيلية بالهجوم على الجمهورية اللبنانية وتخريب معظم البنى التحتية في تلك الجمهورية العربية الصغيرة لمدة (34 يوماً من الحرب العنيفة)، كذلك في العام 2008 قام الكيان الصهيوني بقصف قطاع غزة بكل قوة والذي أدى إلى قتل أكثر من 1400 شهيد فلسطيني وكل ذلك بحجة تحرير جندي صهيوني مأسور خلال حروبهم على قطاع غزة وهو جلعاد شاليط.

نعود إلى فترة حكم صقور البيت الأبيض وهم (جورج بوش الابن، ديك تشيني، رونالد رامسفيلد) وتحديداً العام 2001 عندما حدثت كارثة الهجوم على برجي التجارة في مدينة نيويورك الأميركية وكذلك على مبنى البنتاغون وهو مبنى وزارة الدفاع الأميركية بالطائرات المدنية التي قيل حينها إن مجموعة من تابعي «القاعدة» قامت بقيادة تلك الطائرات المدنية وارتطمت بها مع تلك الأبراج والتي يبلغ طولها نحو (110 طابقاً) ما أدى ذلك إلى قتل أكثر من 300 إنسان بريء وهم الذين يعملون داخل تلك الأبراج.

هذا العمل حرك صقور الإدارة الأميركية في ذلك الوقت وحينها أعلن البيت الأبيض ورئيسه (جورج بوش الابن) أن الولايات المتحدة ضُربت في عقر دارها وهي على أتم الاستعداد للانتقام ممن قام بذلك العمل؛ ما أهّل ذلك الولايات المتحدة الأميركية أن تحصل على تعاطف معظم دول العالم، وقد أعلنها الرئيس الأميركي بصراحة بأنه لديه سياسة جيدة واحدة تقوم على توزيع العالم إلى جزءين (معنا) (أم ضدنا)، وفي ذلك الوقت قام باحتلال جمهورية أفغانستان الإسلامية وتخليصها من قبضة حكومة «طالبان» ومجموعة «القاعدة» وأتباع بن لادن، كذلك بعدها بعامين (في العام 2003) قام باحتلال أو تحرير جمهورية العراق وإسقاط حزب البعث عن السلطة في جمهورية العراق، وقتها قال العرب كلمتهم بأن الغرب للتو بدأ يحس بمعاناة العرب، لكن الصحيح هو أن الغرب بدأ يتعرف بأن سياساته السابقة التي كانت تقوم على قهر الشعوب العربية وغيرها المقيمة في هذه المنطقة ربما هي أسباب جعلت تلك الشعوب ترغب في الانتقام من الدول الغربية بأيِّ شكلٍ من الأشكال، وما حصل في 11 سبتمبر 2001 إلا جزء من ذلك الحنق المكبوت لدى الكثير من الشعوب المقهورة في هذه المنطقة، لذلك فكر المنظرون الغربيون في تغيير نظرتهم إلى هذه الدول الشرق أوسطية القائمة وشعوبها، وخصوصاً أن معظمها دول غير ديمقراطية، وبعد انتخاب (باراك أوباما) في العام 2009 وخلال زيارته الأولى للجمهورية العربية المصرية وإلقائه لخطابه الشهير في جامعة القاهرة، وخلال ذلك الخطاب الذي كان موجهاً إلى الشعوب والحكومات العربية قال لها بصراحة إن «هناك قيماً عالمية مشتركة بين جميع شعوب الأرض وهي الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والمساواة والعدالة والاحتكام للقانون والمحاسبة»، بعد ذلك الخطاب لم يفكر أحد في أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية وهي القطب الأوحد اليوم بلا منازع قد تغيرت، وأن نظرتها إلى الدول الشرق أوسطية القائمة قد تغيرت، الكل كان ولايزال يعتقد بأن تلك السياسة لم تتغير، لكن بوادر ذلك التغير بدأت واضحة في موقف الإدارة الأميركية من انتخابات جمهورية ساحل العاج حيث سارعت الولايات المتحدة إلى الاعتراف بالفائز المعارض (الحسن وتارا) ضد الرئيس المتشبث بالسلطة (لوران غباغبو)، كذلك الولايات المتحدة لم تقم بمساعدة الرئيس التونسي في التغلب على الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي أزاحته من السلطة في 14 ديسمبر/ كانون الاول 2010 بعد حادثة قيام الشاب التونسي محمد البوعزيزي بحرق نفسه في منطقة سيدي بوزيد جنوب العاصمة التونسية ما أشعل المظاهرات العارمة التي في النهاية أدت إلى هروب الرئيس التونسي السابق بن علي من جمهورية تونس إلى المملكة العربية السعودية.

كذلك الحوادث نفسها التي حصلت في جمهورية مصر العربية بتاريخ 25 يناير/ كانون الثاني 2011. وموقف الولايات المتحدة الأميركية - على ما يعتقده الكثير من المراقبين بالشأن المصري - هو لم يتغير عن موقفها من أزمة تونس، وقد أصرت إدارة الرئيس باراك أوباما على تنحي الرئيس الذي قام قبل تنحيه بتعيين اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة نائباً له لكن هذا لم يرض الثوار المصريين حتى تنازل الرئيس عن الحكم وهو يحاكم حالياً مع أبنيه (علاء وجمال) ووزير داخليته (حبيب العادلي) والكثير من قيادات حزبه وطاقم حكمه بتهمة قتل أكثر من 875 متظاهراً، وجرح أكثر من 7000 منهم. كذلك ثار الشعب الليبي على العقيد معمر القذافي الذي حكم بلاده بقبضة من حديد طوال (42 عاماً) بدد فيها ثروة تلك البلاد الغنية بالنفط على مغامراته الطائشة، وبهدف التقارب مع الغرب قبل المسئولية عن حادث لوكربي ودفع للولايات المتحدة الأميركية أكثر من عشرة مليارات دولار تعويضاً لأهالي الذين ماتوا في حادث تحطم طائرة «بان أميركان» في منطقة لوكربي في بريطانيا، وكذلك دفع تعويضات إلى متضرري حادث الملهى الليلي في بون بألمانيا الغربية. وليس هذا فحسب بل إنه قام بتفكيك برنامجه النووي وحمله بكامل معداته إلى الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك أكثرَ من العلاقات مع أوروبا الغربية، ولم يغفر له ذلك بل عملت الدول الغربية بعد قيام نظام القذافي بقمع الثورة في شرق ليبيا بمنطقة بنغازي على استصدار قرار دولي من «مجلس الأمن» يبيح لها ولقوات «الناتو» حماية المدنيين الليبيين؛ ما ساعد الثوار في تدمير الآلة العسكرية للقذافي وانتصر الثوار عليه.

أحمد سلمان النصوح


أنت أقوى أم الشيطان؟

 

هل أنت أقوى من الشيطان أم أضعف؟ حقيقة يجهلها الكثير منا ولا يعقلها إلا العالمون فقط، وهي أننا أضعف من الشيطان اللعين. من منا لا يرى نفسه أقوى من الشيطان، وأذكى منه، وأقدر على التصدي لخططه ومغرياته ومفاتنه؟ قد تقول: الكل يقول إن الشيطان أقوى من الإنسان العادي، ونحن لا نخرج من هذه الدائرة، ودعوى أنه يوجد شخص أقوى من الشيطان عجيبة فلا أحد يدعي ذلك. ولكن الحق أن كل البشر يقولون ذلك لفظاً لا فعلاً. أما كيف؟

فأقول لك: من منا لا يستنكف من النصيحة، ويرفض أن يأتي أحد لينصحه ويوجهه؟ ماذا سيكون جواب الشخص عندما يأتيه أحد ليقول له: هذا حرام أو ذاك عيب؟ سيقول له: إني أعرف، ولست صغيراً حتى تعلمني أو لست جاهلاً حتى تنصحني. أليس كذلك؟ تأخذه العزة بالإثم عن قبول النصح والنصيحة وبذلك يتمرد على كل المصلحين وعلى كل الخيِّرين الذين يوجهون إليه النقد بحجة أنه يعرف، وهو عينه من يقول لك: إني أعرف كم هو حاصل ضرب اثنين في اثنين وهي أربعة ولا تعلمني. كذلك كل تصرفاته. أما المصلحون والعلماء وغيرهم فإنهم لا يخرجون دائرة أنفسهم عن إمكان غلبة الشيطان عليهم، ألا ترى قوله تعالى: «فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى» (النجم: 32).

لو كنا نعتقد بأننا ضعفاء وأن الشيطان الذي يحسب علينا أنفاسنا وخطواتنا ويرانا من حيث لا نراه، ويشاهدنا حيث لا نشاهده هو وجنوده لأخذنا الحيطة والحذر من كل أمر، ولكننا نرى أنفسنا فوق الشبهات والمحرمات، ولذلك نفعل ما يحلو لنا أو ما نراه صحيحاً حتى لو قال لنا العالم كله إن هذا خطأ أو حرام. فإنه سيقول: إن هؤلاء معقدون أو رجعيون، أو متحجرون أو انهم لا يملكون من الأمر إلا هذا حرام، وذاك حرام، وغير ذلك من الأقوال التي يقولها الفرد منا، وهو تعبير عن رفض الوصاية من أي أحد على نفسه، حتى لو كان الأمر في مصلحته ونفعه.

متى علمنا بأننا أضعف من الشيطان وأنه يملك القوى العظمى، ونحن لا نملك شيئاً سوى التوكل على الله وطلب العون منه أن يحفظنا من زلات الفتن... متى أدركنا أننا لا نملك الوسائل التي يملكها الشيطان، ولا الحيل والألاعيب التي يعرفها متى عرفنا ذلك، وتيقنا منه تيقناً حقيقياً سنجد أن أفعالنا تختلف عما عليه.

منى الحايكي


هايم في الدروب

 

نعم بكيت وببكي

مثل بكا يعقوب

بعد ثم صبرت

مثل صبر أيوب

ما ونت مثلي الخنسا

اسمعي ولعلمي يا لورقا

حزين وما ضحك نابي

انقطفت زهرة شبابي

آه ويلي من الحزن

من الحزن خايف أجن

بعد هايم في الدروب

أنا تعبت مع نفسي

ما أدري وين أرسي

دمع الآه خطف ونسي

عكس الناس أتسلى بأحزاني

الحزن مسافاته طويلة

والحزن عندي ثواني

يا ما سهرت ليالي

منهو يدري بحالي

وينكم يا أهل الشيم

طافح فيني هم وغم

متحمل كل عذاباتي

ومتحمل كل آهاتي

يا ربعي فهموا طبعي

صح تعرفوا أطباعي

بس ما تحسبوا بأوجاعي

أنا حزين مثل الناي

تايه مني الراي

تلقوني رايح وجاي

أمشي فوق الجمر

رايح ينطوي العمر

ما قصرت فيني السنين

ألم وأوجاع وقهر

واقف لي عرضين القهر

ما قصر فيني السهر

دموعي تجري كألنهر

أنثر لكم قصتي

يا ربع كفوا الملام

لكم مني تحياتي

كثر تغريد الحمام

جميل صلاح

العدد 3297 - الجمعة 16 سبتمبر 2011م الموافق 18 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:01 ص

      صح السانك جميل صلاح

      تسلم محمد جميل صلاح شاعر القرية

اقرأ ايضاً