العدد 3304 - الجمعة 23 سبتمبر 2011م الموافق 25 شوال 1432هـ

إجراءات تعمق الانقسام المجتمعي

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كلما حاولت أن أحلل ما يجري في بعض الوزارات من تصرفات تجري من غير حسيب ورقيب، لا من قبل البرلمان ولا من قبل الحكومة، وعدم التزامها وتقيدها بمواد الدستور التي تنص على أن المواطنين سواسية في الحقوق والواجبات، كلما ازددت حيرة.

فمن الملاحظ أنه كلما عملت القيادة السياسية لتحسين الوضع للحيلولة دون تأزيم البلد، وآخرها اجتماع جلالة الملك مع العائلات البحرينية، بهدف خلق إجماع وطني يجسد اللحمة الوطنية ووضع الخدمات العامة بالتساوي بين المواطنين، ظهرت بعض الجهات الرسمية بسلوك معاكس لتوجهات السياسة العامة، وكأنها تغرد خارج السرب وفي فلك مستقل عن القانون العام في البحرين. فهي لا تعير اهتماماً لمواد الدستور التي تنص على مبدأ تكافؤ الفرص، بل تتمادى وتعلق قانون مبدأ المساواة في الفرص ومنها «البعثات» و«الترقيات» وجميع الخدمات التي تقدمها.

من مسئولياتنا أن نتصدى لمن يريد أن يقسم الوطن لفئات، ولمن يعمل على شق الصف بأساليب غير مسئولة، ونذكّر من يعبث بحقوق الناس بأن البحرين لكل البحرينيين، والقانون يصنف الشعب كمواطنين على مبدأ تكافؤ الفرص، وليس على أساس انتماءات حزبية أو فئوية.

لحظنا في الآونة الأخيرة تكرس عدد من الاجراءات والسياسات الخاطئة، حيث تم إنزال درجات بعض الموظفين، وحرمان أبناء الموظفين من البعثات المخصصة لهم في كل سنة، فكل المبررات التي ساقتها هذه الوزارة أو تلك لتمرير فنون الإذلال لا تنطلي على العقلاء، ولذا نؤكد على ضرورة عدم استغلال الأزمة الطارئة في البلد للحصول على مغانم ومكتسبات على حساب ظلم الآخرين.

ما يثير الاهتمام هو العمل على تكريس الاجراءات القسرية التي تعمق الانقسام الاجتماعي، الذي لا يتذوق مرارته إلا من يتعرض إليه.

طامة أخرى، ما يتعلق بتوزيع البعثات في هذه السنة، فنجد طالبة بمعدل 98.5 تحصل على بعثة تمريض، بينما هي تستحق بعثة لدراسة الطب بكل جدارة، ما يضطر والدها للاقتراض لتدريسها على حسابه في الصين حرصاً منه على مستقبلها، وعدم قتل طموحها. وطالب آخر حاصل على معدل 96.7 تعطيه الوزارة منحة دراسية!

هناك بعض الموظفين نزلت بهم أقسى العقوبات من جزاءات، وبعضهم نال العقاب بتحويلهم من مرتبة وظيفية أعلى إلى أخرى أسفل منها، بعدما خدم الوزارة لأكثر من عشرين سنة بإخلاص وتفان. فأين حقوق المواطن؟

اللهم أصلح حال بلدنا، وسدد خطى أهلها جميعاً لما تحب وترضى

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3304 - الجمعة 23 سبتمبر 2011م الموافق 25 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 8:08 ص

      قل نصر من الله وفتح قريب

      فما عليك اذا اردت ان تحلل ماذا يجري من فساد وظلم وكفر واستبداد وطفيان الا ان تعرف ان هناك فريقان متناقظان فريق مؤمن بالاصلاح ويعمل من اجله بالغالي والنفيس والروح الزكية ، وفريق اخر مقابله نفسه شريره ولم يدخل الايمان قلبه ولو ظهر على لسانه ، لايؤمن بالاصلاح ويدعيه ، يضع القانون ويعمل بخلافة ينطق بالحق ويعمل بالظلم ، يتغنى بالدميقراطية ويعمل بالستبداد والتساط ، يتكلم عن الخير وهو موتور بالشر ، يدعي السلام ويسفك الدماء الزكية . ولكن طال الزمان او قصر لابد للخير ان ينتصر والشر ان ينكسر وينهزم.

    • زائر 7 | 5:53 ص

      من تنادي يادكتور

      أسفاً لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ، ونار لو نفخت فيها لأضاءت ولكن ضاع فخك في رماد

    • زائر 6 | 5:27 ص

      ليش التحليل

      معروف البرلمان حكومي ولا يهش ولا ينش والحكومة تبي كذا ، لكن المشتكى لله الواحد القهار

    • زائر 5 | 5:24 ص

      الحكومة السئولة

      هي السبب في تقسيم المجتمع

    • زائر 1 | 12:31 ص

      شكرا يا دكتور علي هذا المقال ولكن

      هناك من ينتظر هذة الفرصة من زمن بعيد ان يستغل هذة الازمة ليتسلق على اكتاف الاخرين .....او مسؤل يلمع صورتة عند فئة معينة بأنه يستحق البقاء في منصبه حته توافيه المنية

اقرأ ايضاً