العدد 3309 - الأربعاء 28 سبتمبر 2011م الموافق 29 شوال 1432هـ

نحو مستقبل جميل للبحرين

عباس المغني abbas.almughanni [at] alwasatnews.com

على رغم أن المؤشرات ترسم نهاية تبدو مأساوية، إلا أنني متفائل بالمستقبل، فهناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تحول البحرين إلى جنة اقتصادية ينعم الجميع فيها بالخير والبركة.

عندما تنظر إلى تضاعف الدين العام الحكومي، والنمو الهائل في عجز الموازنة العامة، وتقلبات أسعار النفط الذي تعتمد عليه الحكومة بنسبة 80 في المئة، ووجود مشاكل وأزمات متعددة، منها: الأوضاع الاقتصادية المحلية، الأزمة الإسكانية، والأوضاع المعيشية... سترى ملامح صورة مرعبة لم تكتمل بعد.

الصورة هي لقطة من قصة أخذت الأمور فيها تتعقد للأسوأ، تسير الحياة فيها على قاعدة معالجة الخطأ بالخطأ، وإطفاء النار بالبنزين. بما يوحي للمشاهدين أن الأمور اقتربت من حد السكين، لتختم النهاية المأساوية.

إلا أن ظهور الحكيم، وكلماته التي تبث الأمل وتحيي القلوب، جعلت المشاهدين يتمنون أن تكون نهاية القصة سعيدة على عكس ما تصوروه عند تعقد الأحداث. البحرين بحاجة إلى حكماء لتغيير مجريات الأحداث، من اليأس إلى الأمل، ومن الظلمات إلى النور.

إلا أن كلمات الحكماء غالباً ما تكون غير مسموعة في بداية اشتعال الفتنة، لأن النزعة المسيطرة تتمحور ولا تخرج عن فكرة «الفئة الغالبة والفئة المغلوبة».

بعد أن يحترق الجميع بنيران الفتنة، ويكتشف الناس أن الفتنة لا يوجد فيها رابح، بل الخسران المبين، ومن ثم يراجعون أنفسهم، ويستمعون لصوت الحكمة والعقل بما يبث الأمل ويحي القلوب نحو حياة ينعم فيها الجميع بالخير والسعادة.

على رغم أن الصورة الحالية للمستقبل تبدو مظلمة، إلا أن البحرين مازال أمامها الكثير من الخيارات لتنطلق لتصبح أكبر قوة اقتصادية في المنطقة من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، فقواعد اللعبة الاقتصادية تغيرت، وإذا تم فهم القواعد الجديدة، وأجادت البحرين تحريك الخيوط فأنها ستصبح «يابان الخليج» أو «سويسرا الخليج».

وهناك فرص ضائعة يمكن أن تعطي قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، تقدر بمليارات الدنانير في العديد من القطاعات أهمها قطاع السياحة، قطاع الخدمات، قطاع الصناعات.

إذا تم اقتناص الفرص الضائعة، فإنها ستولد عشرات الآلاف من فرص العمل ذات الدخل العالي، ونمو الطبقة المتوسطة التي ستكون محركاً للتنمية الاقتصادية.

أما بخصوص الأزمات الحالية، فلكل مشكلة حلولها، والإنسان قادر على أن يحول الأزمات إلى برامج وطنية يستفيد منها الجميع، مثل تاجر حول أرضاً مليئة بالثعابين إلى مصنع للجلود الثمينة.

ولهذا، كلما زادت المشاكل، زاد تفاؤلي بمستقبل البحرين، وأكثر ما يبعث الأمل قوله تعالى: «فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً» (الشرح: 5 و6).

ربما أن منتصف القصة الحزين، ما هو إلا فصل تعيش فيه البحرين مخاضاً عسيراً، تنتشر آلامه في كل خلايا جسمها، لولادة مستقبل مشرق في فصل آخر، يعيش فيه الجميع بمختلف دياناتهم وأعراقهم في أمن وسلام، وتشهد ازدهاراً اقتصادياً غير مسبوق لتصبح أقوى اقتصاد في المنطقة من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي

إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"

العدد 3309 - الأربعاء 28 سبتمبر 2011م الموافق 29 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً