العدد -3 - السبت 24 أغسطس 2002م الموافق 15 جمادى الآخرة 1423هـ

لا قضية تؤثر على العلاقات

السفير البريطاني لـ «الوسط»:

قال السفير البريطاني لدى المملكة بيتر فورد رداً على سؤال يتعلق ببعض البريطانيين الذين كانوا يعملون في جهاز الأمن سابقاً: «إن العلاقات التاريخية بين البحرين وبريطانيا لن تتأثر بتناول الإعلام البريطاني قضايا انتهاكات حقوق الإنسان التي يتهم فيها بعض البريطانيين الذين كانوا يعملون في الجهاز الأمني البحريني».

وأضاف فورد في لقاء مع «الوسط» ان بلاده تدعم التوجه الديمقراطي للبحرين، كاشفا عن نية لارسال وفود برلمانية للإفادة من التجربة البريطانية في هذا الشأن.

وعلى الصعيد العربي نفى فورد أن تكون أميركا اتخذت قرارا بضرب العراق. وعلى رغم صعوبة الوضع الميداني في الشأن الفلسطيني قال: «اننا ينبغي أن ننظر إلى الوجه الإيجابي. فاليوم يدور الحديث بجدية عن دولة فلسطينية».


السفير البريطاني لـ «الوسط»:

ندعم التوجه الديمقراطي في البحرين ولاقضية تؤثر على العلاقات

أجرى اللقاء: منصور الجمري وهشام عدوان

قال سفير المملكة المتحدة لدى المملكة بيتر فورد إن بلاده تدعم التوجه الديمقراطي للبحرين، موضحاً أن هنالك نية لتبادل الوفود البرلمانية بهدف إفادة التجربة البرلمانية البحرينية، من الخبرات البريطانية في هذا الشأن، وأكد فورد في لقاء مع «الوسط» على متانة العلاقات البريطانية البحرينية، لافتاً الى أن هذه العلاقات التاريخية لن تتأثر بتناول الإعلام البريطاني لقضايا انتهاكات حقوق الانسان التي يتهم فيها بعض البريطانيين الذين كانوا يعملون في الجهاز الامني البحريني.

وعلى الصعيد العربي نفى فورد أن تكون الولايات المتحدة الاميركية قد اتخذت قرارا بضرب العراق، قائلا ان القرار البريطاني في هذا الخصوص «سيتخذ في حينه وحسب المعطيات المتاحة في حينها بخصوص العراق»، مشدداً على ضرورة أن يستجيب العراق لقرارات الامم المتحدة بخصوص عودة المفتشين الدوليين لضمان خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل» وأضاف «... وينبغي أن يمكنوا من تفتيش أي مكان في العراق في أي وقت».

من جهة ثانية قال فورد برغم صعوبة الوضع الميداني في فلسطين إلا أننا «ينبغي أن ننظر الى الوجه الايجابي في انفراج القضية الفلسطينية فاليوم يدور الحديث بجدية عن دولة فلسطينية».

وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

«الوسط»: تتميز البحرين والمملكة المتحدة بعلاقات تاريخية تمتد الى القرن الثامن عشر وأسست بريطانيا مطلع القرن العشرين البنية الادارية الحديثة للبحرين إبان فترة الحماية البريطانية، لكن في ذات الوقت لم تسهم بريطانيا في إحداث أي تطوير سياسي جاد مما جعل الامور تتأزم لتنفجر في 1938، 1954 - 1956، ثم في 1965 ما قولكم في هذا الخصوص؟

بيتر فورد: لا أعتقد أنه من المناسب أن نحكم على الماضي، على حقبة الحماية البريطانية للبحرين ولغاية استقلالها في 1971، لكن اعتقد بعد ذلك التاريخ كنا دوما ندعم المشاركة الشعبية في القرار السياسي البحريني، و لا يمكن ان نتجاهل ان المعارضين البحرينيين استضافتهم بريطانيا في الاوقات الصعبة و هذا امر ايجابي يحسب لبريطانيا وحقق عددا من المنافع. كما اريد ان اضيف انه خلال السنوات الثلاث الماضية قدمت بريطانيا دعما كبيرا للتنمية الدستورية في البحرين وتم دعمها عبر الخبراء، بالاضافة الى تعزيز التعاون الثنائي على الاصعدة التجارية والتبادل التعليمي.

«الوسط»: هل يعني هذا ان التعاون سيستمر على الصعيد التنموي السياسي بين البلدين؟

بيتر فورد: نحن سنواصل دعمنا لتعزيز التوجه الديمقراطي في البحرين ونريد دعم العلاقات النيابية خاصة وان البرلمان البحريني قادم والبرلمانيون قادمون وسيكون هنالك تعاون برلماني ونرجو ان يستفاد من النموذج البرلماني البريطاني.

نحن ندعم التوجه الديمقراطي في كل منطقة في العالم ونؤمن ان الديمقراطية تعزز الأمن... و تعزيز الديمقراطية ينسجم مع التوجه البريطاني تجاه القضايا الدولية وتجاه تعميم القيم الديمقراطية في كل دول العالم.

«الوسط»: هل هنالك خطة محددة بهذا الشأن؟

بيتر فورد: حتى الآن ليس هنالك خطة او برنامج محدد لكن هنالك تفكير لتحقيق هذا الامر.

«الوسط»: هل تظن ان التوجه الديمقراطي في البحرين يعزز من الأمن والاستقرار في البحرين؟

بيتر فورد: بالتأكيد سيعزز التوجه الديمقراطي في البحرين من استقرارها وازدهارها... مع ملاحظة أن المضي في طريق الديمقراطية يتطلب بالضرورة مزيدا من الجدال والنقاش وسيكون هنالك ضجيج وإثارة وهذا كما قلت جزء طبيعي من متطلبات العملية الديمقراطية وسيستمر ذلك كظاهرة صحية مع وجود مؤسسات الديمقراطية كالبرلمان والإعلام الحر... أنا متأكد أن هذا سيحدث، وبرغم ذلك الضجيج الذي تحدثه الديمقراطية سيكون استقرار البحرين متيناً مع بحث مختلف الشؤون دون موانع ودون حدود، وفيما يختص بالفترة الراهنة تبدو البحرين لي اكثر استقرارا بكثير منها قبل خمس سنوات.

«الوسط»: تناول الاعلام البريطاني مؤخراً قضية بعض البريطانيين الذين كانوا يعملون في جهاز الامن البحريني سابقاً ودورهم في انتهاك حقوق الانسان، هل يؤثر هذا الموضوع على العلاقات البحرينية البريطانية؟

بيتر فورد: لا يؤثر ذلك على علاقتنا مع البحرين بتاتا، الحكومة البريطانية غير معنية بموضوع أي شخص كان يعمل لدى جهاز الأمن، والمحاكم لدينا مستقلة والشرطة لدينا مستقلة، وهيئات حقوق الانسان مستقلة، والبحرين تعرف كيف يعمل النظام القظائي في بلادنا وهذا ليس موضوعا ذا علاقة بالشؤون الثنائية بين الحكومة البريطانية وحكومة البحرين.

«الوسط»: الى أي مدى تدعمون التوجه الاميركي والسياسات الهادفة الى ضرب العراق؟

بيتر فورد: أنا لا أتحدث نيابة عن الولايات المتحدة. ولكن أعتقد أن سؤالك يسبق الامور ويبقى سؤالا افتراضيا. وبرغم ذلك أقول نحن لا نعتقد أن الولايات المتحدة اتخذت قرارا بضرب العراق بل أن الإدارة الاميركية تعلن بوضوح أنها تريد تغيير النظام الحاكم في العراق، وبوش كان واضحا حول خياراته لانجاز هذا الهدف، و أحد تلك الخيارات هو التدخل العسكري الى جانب خيارات اخرى. فيما يختص بنا (المملكة المتحدة) نحن سنتخذ القرار المناسب بهذا الخصوص حسب الظروف والمعطيات المتوافرة في التوقيت الذي يتقرر فيه التعامل الاميركي مع العراق. لكن حسب المعطيات الحالية ليس هنالك ضربة اميركية للعراق، ونحن نركز في هذا الشأن على ضرورة اعادة المفتشين الدوليين الى العراق. رئيس الوزراء الاردني قال أخيراً وبوضوح، إن إعادة المفتشين الدوليين الى العراق فرصة صدام الاستثنائية لتفادي الضربة، وهي فعلا كذلك، واذا كان ليس لدى النظام العراقي ما يخفيه فلماذا يفتعل كل هذه المشاكل؟ إنه يدعو الامم المتحدة الى زيارة العراق للتداول حول عودتهم، لا يقول انني اقبل بعودتهم فليجيئوا ولنتحدث في التفاصيل، بل يدعو الامم المتحدة الى بحث جدول اعماله الخاص حول عودة المفتشين وبشروطه للسماح بعودتهم، وهو يقوم بهذا التمويه لتمييع الموقف وجعله ضبابياً و مراوغاً.

إن صدام يتجاهل ابسط المتطلبات التي اقرت من قبل قرارات مجلس الامن الدولي والتي صودقت بموافقة دول المنطقة.

وليس لأحد أن يتجاهل أن النظام العراقي استخدم الاسلحة الكيماوية ضد جارته ايران وضد شعبه من الاكراد... الجميع يريد من العراق أن يثبت خلوه من اسلحة الدمار الشامل وهو لا يستجيب لذلك.

«الوسط»: لكن هل لاميركا الحق في تغيير النظام العراقي؟

بيتر فورد: هذا يعتمد على الظروف والتوقيت ومن غير شك انه امام تطوير العراق لاسلحة دمار شامل لا ينبغي ان نقف مكتوفي الايدي، ما نريد ان نراه يتحقق هو ان نرى مفتشي الام المتحدة يذهبون الى أي مكان في اي وقت داخل العراق للتفتيش وعمل اي شيء لضمان خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل.

«الوسط»: يشعر العرب ان هنالك انتقائية في هذا الشأن فحين استخدم العراق الاسلحة الكيماوية ضد ايران لم يحدث اي رد فعل من قبل اميركا لأن النظام العراقي كان يلبي مطلبا لدى الاميركان، والآن لأن هنالك تهديدا يشكله السلاح العراقي لاسرائيل فالنقمة قائمة عليه ومطلوب اليوم خلع انيابه... ما رأيك؟؟

بيتر فورد: قد نكون ارتكبنا خطأ لسنوات مضت في عدم الاهتمام الكافي من جانبنا لاستخدام النظام العراقي الاسلحة الكيماوية ضد ايران والاكراد، لكن اليوم وبعد أن لمسنا عياناً خطورة النظام العراقي في غزوه للكويت و تعذيبه للمواطنين الكويتيين، حدثت لدينا خبرة كافية وفتح اعيننا على صدام، يبدو أننا لم نأخذ الامر بجدية كاملة قبل عام 1990 لكن الآن لا يمكن تجاهله وهو يشكل مصدر خطر لمنطقة الخليج وما وراء المنطقة ايضا.

«الوسط»: لقد كانت العلاقات البريطانية مع الاسلام مبكرة جدا على الصعيد الاوروبي، وأول ترجمة للقرآن الى الانجليزية قام بها أحد البريطانيين الذين أعلنوا أسلامهم قبل قرابة مئة عام (بيكثال)... و في العام الماضي 2001 رفع العلم البريطاني في مكة والمدينة مع وفد من الحجيج المسلمين البريطانيين، ودخل المسلمون البريطانيون البرلمان لأول مرة ولكن... مع الحادي عشر من سبتمبر تخلخل دور بريطانيا كجسر يعمل على بناء العلاقات بين الاسلام والغرب، بدأت الشكوك تركز على المسلمين كطابور خامس... وبدأت بريطانيا تسن قوانين طوارئ يبدو أنها موجهة للمسلمين فقط، ما تعليقك؟

بيتر فورد: لا اتفق مع تحليلك حول احداث السنة الماضية، صحيح أن عددا من المشاكل حدثت للجاليات المسلمة في الغرب بعد 11 سبتمبر/ايلول لكن في بريطانيا لا اعتقد ان رد الفعل كان يقاس برد الفعل الاميركي، لا يمكن المقارنة سواء في الاعتقالات التي حدثت للمسلمين او قوانين الحصول على تأشيرات الدخول، على سبيل المثال يمكن لأي أحد أن يحصل على تأشيرة دخول لبريطانيا في نفس اليوم، والعلاقات الاجتماعية لا تزال جيدة ولدينا مواطنون مسلمون في بريطانيا يمارسون دورهم دون تعقيد.

«الوسط»: الوضع في فلسطين جدا صعب؟

بيتر فورد: فعلا الوضع في فلسطين سيء... لكن يجب ان ننظر الى الجانب الايجابي ونبني عليه فهنالك اليوم حديث عن دولة فلسطينية وهذا يشكل ثورة في المفاهيم خلال السنوات الثلاث الماضية

العدد -3 - السبت 24 أغسطس 2002م الموافق 15 جمادى الآخرة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً