العدد 3337 - الأربعاء 26 أكتوبر 2011م الموافق 28 ذي القعدة 1432هـ

عندما يحزن الطغاة!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

عندما هرب زين العابدين بن علي فاراً بجلده من شعبه الذي أسقاه الذلة والمهانة لأكثر من عقدين حزن عليه طاغية ليبيا المأفون وطالب التونسيين بإعادته لأنه أفضل رئيس يمكن أن يحكمهم، وانتقد بشدة ما جرى لزميله الطاغية من شعبه الذي لا يفهم أبجديات العدالة كما يفهمها القذافي!

وسقط طاغية مصر حسني مبارك بعد أن حكم شعبه مستبداً بكل شيء لأكثر من ثلاثة عقود؛ نهب خيرات مصر، وأذل شعبها وأفقرهم، وسلم مقدراتهم للأجانب، عجماً وعرباً، وكان عبداً ذليلاً للصهاينة والأميركان ففقدت مصر في عهده معظم مكانتها التي كانت قبله.

ومرة أخرى يحزن طاغية ليبيا؛ فالطغاة يسيرون على منهج واحد، وأظهر القذافي انتقاده لشعب مصر الذي لا يقدر الطغاة ولا يصبر على ضيمهم، وطالبهم – كما فعل مع طاغية تونس - أن يصبروا على حسني حتى تنتهي فترته الرئاسية!

ولم يكن طاغية ليبيا وحده من حزن على طاغية مصر وتونس فهناك آخرون كان بعضهم مثله وبعضهم أشد منه حزناً، وكل عبر عن حزنه بحسب قراراته وإمكانيته!

وأخيراً سقط طاغية ليبيا بعد أن قتل من أبناء بلده أكثر من ثلاثين ألفاً، وبعضهم قال خمسين! هذا غير المصابين وغير تدمير البلد بأكمله محققاً كثيراً من تهديداته بأنه لن يترك ليبيا إلا بعد إحراقها!

أخرجه قومه من حفرة كان فيها كالجرذ، ينتفض خوفاً من سوء أعماله، ويتسول إلى من وصفهم مراراً بالجرذان ألا يقتلوه! فهم الآن أبناؤه وأحباؤه! وانطبق عليه كما الطغاة قبله وبعده قوله تعالى على لسان كبير الطواغيت «فرعون» فلما أدركه الغرق قال: «آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ» (يونس: 90).

وغرق طاغية ليبيا في سوء أعماله فبكاه بشار كثيراً، كما ذرف الدمع عليه ابن صالح طاغية اليمن وسفاحها! الآن اقترب الموت منهم، وبدأت مفاصلهم ترتعد خشية منهم ورهبة! وتساءلا: أين المفر؟!

فأجابتهم شعوبهم بلسان الحال والمقال: سنة الله واحدة، ومصير الطغاة إلى مزبلة التاريخ، وسينالكم قريباً ما نال أمثالكم من الطغاة السابقين...

الطغاة يحزن بعضهم على البعض الآخر ليس محبة فيهم ولكن خشية أن يصيبهم ما أصابهم! ولو أن هؤلاء الطغاة عقلوا – وما أبعد ذلك عنهم – لأنصفوا شعوبهم، ولكن الله يريد لهم نهاية تليق بهم، وهذه عدالة الله التي لا تخيب!

طاغية اليمن لايزال سائراً في غيه ومثله طاغية سورية، وكنت أتمنى أن يتفهما المثل العربي «العاقل من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه»

لكن أمنيتي لن تتحقق لأنه ليس في الطغاة عقلاء

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3337 - الأربعاء 26 أكتوبر 2011م الموافق 28 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:21 ص

      كلام صحيح

      ما اقدر اقول الا كلام صحيح وهذه الحقيقه التى نراها

      بالتوفيف لى الامام

    • زائر 1 | 11:44 م

      على قول المصريين{عبال كل طغات العالم يرحلون(أن شاء اااه)}

      بحق فاطمة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها(صلوات اااه عليهم أجمعين)أنصر الربيع الأسلامي على جميع طغات العالم.

اقرأ ايضاً