العدد 3342 - الإثنين 31 أكتوبر 2011م الموافق 04 ذي الحجة 1432هـ

من المسرحيات الكويتية الخالدة

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

مسرحية «حرم سعادة المسئول» التي قدّمها المسرح الكويتي الكوميدي في مطلع الثمانينيات، جسّدت واقعاً ملموساً في مجتمعاتنا الشرقية، فحرم المسئول تأمر وتنهي وتتدخّل في شئون الوزارة، ولا أحد يستطيع فتح فمه للتعليق أو النقد.

ليس هذا فقط، بل أصبح الناس يهدّدون بحرم سعادة المسئول ووكيلها الذي امتهن مهنة المدافع عنها، بدل أن يلتفت إلى شئونه وواجباته في الوزارة، وهذا إجحاف في حقّه وحق المسئول إذا لم يتمكن من إيقاف الناس والموظفين عند حدودهم.

إلى ذلك، استطاعت الفنانة القديرة حياة الفهد التي مثّلت الدور أن تتقنه، حتى تكاد تقول إنّ كاتب هذه المسرحية عانى الأمرّين من حرم سعادة المسئول، التي انتقلت من حياة إلى حياة أخرى، وصدّقت بأنّها فوق القانون.

في بعض الأحيان لا تكون حرم سعادة المسئول بالشكل الذي رأيناه في تمثيل الفنّانة حياة الفهد لهذا الدور، ولكن تقوّل الناس عنها وعدم رد زوجها المسئول عليهم، يُعتبر من الآفات المضرّة التي تلحق بسمعة المسئول والوزارة.

في النقد العام للمسئولين، لا يكون النقد موجهاً لشخص معين في شأنه، ولكن النقد يكون للتصرّف العام، فلحرم المسئول سلطتها في بيتها، إلاّ أنّها لا تملك سلطة على موظّفي الوزارة ولا تملك الحق في التدخّل في شئونهم. فإذا خرجت الضوابط والمراكز عن دورها الصحيح، فإنّ هذه بدايات سقوط المسئول، فزوجته المصونة توظّف هذا وتحتقر ذاك، وتستطيع إرجاع المفصول أو تفصل من يعمل بجد.

ومن الظواهر السلبية في المجتمع الشرقي، عندما يقوم موظّف حكومي بتأدية واجبه، بتطبيق القانون الذي وضعته الوزارة، فيقوم أحدهم بردعه عن عمله من خلال تهديده بزوجة المسئول، ولكأنّ الموازين انقلبت.

المسئول، موظّف لدى الدولة يؤدّي مهماته، والموظّف العادي كذلك يؤدّي مهماته ويُحاسب عليها، فلا سعادة المسئول ولا الموظّف أفضل من بعضهما بعضاً.

ولو تركنا عنّا الترّهات، وانشغلنا بأعمالنا، لكانت هذه الأعمال هي الأفضل على الإطلاق، ولكن ابن آدم يحصد الخراب عندما يشخصن وظيفته ويحوّلها إلى مجلس يتدخّل فيه القاصي والداني.

خلاصة القول من هذا كلّه، أنّ تضارب القرارات وتدخّل البعض في شئون غيره، بما لا يناسب وظيفته ومسئوليته، تؤول في النهاية إلى مشكلات عقيمة وإحباط لدى الموظّفين، ما يجعلهم يتقاعسون عن أداء مهماتهم، فالسب والشتم والتهديد ليست عوامل قوّة بقدر ما هي دليل على خواء صاحبها، ومن ينتهج هذا النهج ما هو إلاّ قَزَم لم يعطِ نفسه قدرها الصحيح، والعبرة في النهايات دوماً

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3342 - الإثنين 31 أكتوبر 2011م الموافق 04 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 9:45 ص

      اسم المسرحية

      بنت الشروقي اسم المسرحية حرم سعادة الوززززير وليس المسئول.ماعتقد ان عنوانها يفوتك الا اذا كانت تورية مقصودة من حضرتك مؤداها اللي على راسه صلعة اعني بطحة يحسس عليها- دمت ودام قلمك ومدادك ناطقا بالحق. 

    • زائر 11 | 9:23 ص

      اسم المسرحية

      بنت الشروقي اسم المسرحية حرم سعادة الوززززير وليس المسئول. .. دمت ودام قلمك ومدادك ناطقا بالحق. 

    • زائر 3 | 1:46 ص

      قانون الحياة

      وراء كل رجل عظيم امراه اعظم .

    • زائر 1 | 11:47 م

      زوجة الواشي

      كان فصل احدهم من وظيفته بسبب شهادة زوجه موظف معهم وللعلم هي ربة بيت وليس لها دخل في الوزارة هل هذا يعقل اين الانصاف ؟؟؟

اقرأ ايضاً