العدد 3356 - الإثنين 14 نوفمبر 2011م الموافق 18 ذي الحجة 1432هـ

الرياضة العالمية إلى أين؟

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تعاني معظم دول العالم في الوقت الحالي من أزمة اقتصادية خانقة ومن ديون متراكمة وأزمة مالية ناتجة عن سياسات النظام الرأسمالي المهيمن على العالم.

وهذه الأزمة ضربت الدول العظمى وآثارها وتبعاتها بدأت تشمل الجميع نظرا إلى ارتباط الاقتصاد العالمي ببعضه بعضاً.

في ظل هذا الواقع الجديد فإن الرياضة هي احد القطاعات التي سيشتد تأثرها بهذه الأزمة إلى جانب بقية القطاعات، وفي ظل الطفرة التي شهدتها السوق الرياضية في العقدين الأخيرين حتى وصلت مبالغ انتقال اللاعبين إلى أرقام خيالية فإن الأمور بدأت تسير بشكل عكسي كما يبدو.

فدوري المحترفين الأميركي لكرة السلة (NBA) يعتبر أكثر المسابقات الرياضية العالمية إنفاقا من الناحية المالية وعقود اللاعبين فيه لا تضاهيها أي مسابقة رياضية أخرى كان أول المتأثرين بالأزمة الاقتصادية العالمية كون الولايات المتحدة الأميركية في قلب العاصفة المالية.

هذا الدوري مازال على كف عفريت ولا يعلم إن كان سيلعب بالفعل أو لن يلعب هذا الموسم وإذا لعب هل سيستمر إلى النهاية في ظل الخلافات الكبيرة بين اللاعبين وملاك الأندية والتي تذكرنا بثورات المزارعين ضد الإقطاعيين في القرن الماضي!

ودوري المحترفين الأميركي هو أقوى دوري كرة السلة بل هو دوري الأحلام العالمي.

وإذا كان هذا نصيب كرة السلة فإن كرة القدم ليست في حال أفضل، فالدوريات العالمية تعصف بها هذه الأزمة من كل جانب، فإذا كانت اليونان أول المتأثرين في أوروبا فإن إيطاليا التي تمتلك أحد أقوى الدوريات العالمية هي البلد الثاني أوروبيا تأثرا بالأزمة الاقتصادية وهو ما سيؤدي بلا شك إلى آثار سلبية على الدوري الايطالي الذي يعاني مسبقا من مشاكل بنيوية كثيرة أدت إلى تراجعه من صدارة الدوريات العالمية إلى الدوري الثالث أو الرابع عالميا.

أما إسبانيا التي تصنف أنها تمتلك أقوى دوري عالمي في كرة القدم إلى جانب إنجلترا فإنها تعتبر البلد الثالث الأكثر تأثرا بالأزمة المالية وأزمة الديون الأوروبية، ووضع إسبانيا على كف عفريت وفي حال إعلان اليونان وإيطاليا إفلاسهما فإن إسبانيا ستتبعهما بلاشك والكل بات يترقب المستقبل المجهول.

حتى إنجلترا لا تبدو بعيدة عن الأزمة العالمية وعندما تتدحرج الكرة فإنها لن تستثني أحدا.

أمام هذا الواقع فإن العالم كله بات ينتقل إلى مرحلة التقشف بعد مرحلة البحبوحة التي عاشها خلال العقد الأخير، والرياضة ستحظى بنصيب الأسد من أي خطة تقشف عالمي، كونها قطاعا أقل أهمية من ناحية التأثير المباشر على حياة المواطنين وهو ما بدأنا نلحظه من خلال توجه الاتحاد الدولي والاتحاد الأوروبي لتحديد سقف أعلى لرواتب اللاعبين.

من الملاحظ أيضا في المرحلة الأخيرة المشكلات التي تواجهها البرازيل في الإعداد لاستضافة كأس العالم والتأخير الحاصل في عملية الإعداد ما استوجب انتقادا مباشرا من الاتحاد الدولي للعبة ومطالبته البرازيل بسرعة إنجاز المطلوب منها على رغم أنها أقل تأثرا بالأزمة العالمية ومع ذلك تعاني الكثير.

على المستوى العربي والمستوى المحلي لم تظهر حتى الآن بشكل مباشر آثار هذه الأزمة على القطاع الرياضي لأننا مازلنا غير مرتبطين مباشرة بالركب العالمي وخصوصا من الناحية الرياضية، ومازلنا لا ندير مسابقاتنا وأنديتنا بعقلية الاحتراف وبعقلية الشركات الكبرى، وربما هذا ما سيشفع لنا ويقلل من الآثار التي يمكن أن تصيب رياضتنا وهذا من سخرية القدر إلا إذا قررت الحكومات والشخصيات الداعمة خلاف ذلك!

أما الرياضة العالمية فإلى أين؟ هذا ما سيكشفه المستقبل القريب

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3356 - الإثنين 14 نوفمبر 2011م الموافق 18 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً