العدد 3363 - الإثنين 21 نوفمبر 2011م الموافق 25 ذي الحجة 1432هـ

حتى في بلد الحرّية... لم تسلم الحرّية!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

الولايات المتحدة الأميركية ذات الأسطورة المشهورة بوطن الحرّيات، لم يجد متظاهرو «وول ستريت» تلك الحرّية فيها، بل وجدوا عنفاً من قبل القوّات الخاصة لتفريق المتظاهرين، وازالة الخيام الموجودة في ذلك الشارع، ناهيك عن بعض الأعمال غير القانونية كرشّ المتظاهرين بالفلفل وضربهم. فحتّى في بلد الحرّية... لم تسلم الحرّية!

تدخلت الولايات المتّحدة الأميركية في الربيع العربي، ولم تعلم بأنّ العدوى ستطولها وستطول البلدان الغربية، وفوجئت بهذه الأزمة التي بيّتت النيّة على التظاهر ضد البنوك والاحتكار والرأسمالية.

كيف لنا أن نضع أصبعاً على حكومات العرب ونحن نرى هذه الدولة ذات الحرّيات المتعدّدة في الرأي ونبذ الطائفية والعنصرية وغيرها، أوّل من يهاجم متظاهرين عزّلاً، فما الفرق اليوم بينها وبيننا؟!

إنّ بعض الدول العربية إن مارست العنف، فهي معروف عنها ذلك؛ سواء القمع أو إسالة الدماء، ونحن ضد مذهب القمع والعنف قلباً وقالباً، لكن أميركا اليوم لا تستطيع رفع أصبعها على الآخرين في وقت تجاهد فيه من أجل إسكات كلمات الناس وحرّياتهم في التعبير.

كانت تستطيع أميركا أن تتظاهر بالتحضّر في عدم رفع السلاح على المتظاهرين، ولكن الأقنعة سقطت، لأنّ البقاء يبقى للأقوى، وهنا لا نعلم هل ستبقى الحرّية أم ستبقى سلطة القوّات الخاصة على ساحة وول ستريت أو في بعض الولايات الأخرى ككاليفورنيا؟!

لانزال نؤمن بحرّية البشر، فلقد خلقنا الله وفطرنا على هذه الحرّية، ولا يستطيع الانسان الرجوع مرّة أخرى الى الوراء بعد استنشاقها ودخولها الى مسالكه الهوائية وصولاً الى عقله، فلقد فُتِحت الأعين وانقشع ذلك الظلام عن الناس، بعد أن كانت العين مُغمضة عن حقوقها وعن إبداء رأيها.

على صعيد آخر؛ فانّه لم يبقَ الا يومان على لجنة بسيوني ليظهر تقريره عن حقوق الانسان في البحرين، وستأتينا لبيبة بالأخبار عما اذا كانت هناك انتهاكات وغيره، ونحن نخاطب القيادات الشعبية ونرجوهم ضبط النفس، لأنّ الفتنة إن حدثت بعد تقرير بسيوني، سيكون من الصعب اطفاؤها، ونحن نناشد ونخاطب الجميع من أجل الوطن وأهله لا شيء غيره. فالتقرير قد يكون مع أو ضد أو في كفّة متوازنة بين الطرفين، لكن الفتنة لن تكون في توازن، بل ستكون شديدة هذه المرّة، وستحصد الوطن الجريح إن لم نتفادها، فالعقلاء والحكماء يواجهون في هذه الفترات الحرجة تيّاراً قويّاً، وكان الله في عونهم من أجل البحرين.

نحن عوام الناس لا دخل لنا في السياسة، ولا نريد الخوض في أمور لا تهمّنا، ما نريده هو مطالبات شرعية يلتف حولها الجميع وأوّلهم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، فلنضع يدنا بيده من أجل وطننا، حتى لا نخسر أكثر مما خسرناه.

ولنعلم بأنّ من أراد الفتنة؛ فإنّها ستحرقه هو أوّلا، ومن أراد الخير والصلاح للوطن فانّ الخير سيلازمه لا محالة، ولنضبط أنفسنا ولنحاول ترقيع ما حدث في بحريننا، التي سالت عليها دماء الناس سواء الأبرياء وغير الأبرياء، فالجميع خسر في هذه الشهور والجميع تألّم لفقد عزيز له، وما نطلبه اليوم هو أصعب شيء من مراحل ردم الفتنة وتغيير الوضع الى ما هو خير في البحرين

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3363 - الإثنين 21 نوفمبر 2011م الموافق 25 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 8:54 ص

      المصلي

      صفحتش بيضه يابنت الأجاويد انتي فخر هذا الوطن مواقفش الوطنية لا ولن تنسى ابدا فالكلمة الطيبة صدقه سيري على بركة الله اطال الله في عمرك وحفظك الله واسرتك من كل سوء ومكروه وبصوتك الحر وصوت الأحرار في جريدتنا الوسط سيبنى وطننا الغالي البحرين على اسس ديمقراطيه صحيحة عاشت البحرين وعاش شعبها الأصيل يرفل بالعزة والكرامة

    • زائر 8 | 6:26 ص

      كل البلدان

      فيها اخطاء لا يوجد بلد معصوم ولا حكومه معصومه ولا شعب معصوم ولاكن لا مقارنة بين امريكا والدول العربيه في امريكا هناك ديمقراطية ولاكنها بلد متسلطه على العالم تريد كلشي لشعبها اما الدول العربيه فيقمع الناس على ارائهم وعلى مطالبهم بالديمقراطيه والحرية

    • زائر 7 | 5:14 ص

      ابوغازي

      صح الله لسانك ونقول معكب امييييييييييين يارب العالمين بأن تحفض بحريننا واهلهاء من المتمصلحين
      من الازمات من كتاب وخطباء مساجد ومقدمين برامج تلفزيونيه.

    • زائر 6 | 3:12 ص

      مع الاسف

      ان الحكومات المتحضره وبعض الشعوب التي تصفنا بالعالم الثالث قد تأثرت بحكوماتنا كثيرا فبدلا من ان تغير كحوماتنا وتعمل على تطويرها لتحقيق العدل والمساواه واحترام حقوق الإنسان وجدت نفسها هي التي تغيرت فبدأت تقمع وتسجن وتقتل وتفعل مايفعلون

    • زائر 5 | 12:03 ص

      الى الزائر رقم واحد. مقال جميل يا استاذة مريم

      إنّ بعض الدول العربية إن مارست العنف، فهي معروف عنها ذلك؛ سواء القمع أو إسالة الدماء، ونحن ضد مذهب القمع والعنف قلباً وقالباً، لكن أميركا اليوم لا تستطيع رفع أصبعها على الآخرين في وقت تجاهد فيه من أجل إسكات كلمات الناس وحرّياتهم في التعبير.

    • زائر 3 | 11:05 م

      خارج النص

      اختي الكريمة ..
      هذه مقاربة ومقارنة غير موفقة وغير دقيقة .. ولكيلا اطيل عليك ، احيلك لمقال الاستاذ محمد عبدالله تحت عنوان "الرَّقصُ بالسَّراويل ومن دونها" في اغسطس الماضي، وهو مقال جامع مانع لمن يظلون بمناسية ودون مناسبة يقارنون بين "قمع" الغرب وقمع العرب! .. ويسعدون و يجدون المبرر والذريعة لقمعهم وقتلهم وتعذيبهم لشعوبهم ..وهنا أضيف سؤآل واحد: ماذا يريد "محتلوا وول ستريت" ؟ يعني ما هي مطالبهم وهل هي معقولة .. وماذا تريد الشعوب العربية وهل مطالبهم معقولة.. هنا السؤال!

    • زائر 2 | 10:59 م

      صباح الخير يا دانه الحد

      يبنيتي وضع العالم صار اشبه بشريعه الغاب وهي المصلحه هنا وهناك انه حساب الربح والخساره وظهر للمتامل يابنتي ان كل ما اختلف عليه الناس اغلى من الانسان نفسه لذلك عندما تزهق ارواح الابرياء تتم الماطله بصياغه لجان تحقيق لتضييع حرمه الدم المسفوك في كل بقاع الارض ولكن عندما ينزل سعر برميل برنت دولار واحد يقرر العالم الاجتماع الطارىء والنظر والبحث في سبب النزول وتصليح الخطاء الذي ادى لتدهور النفط دولار واحد اما حين يتدهور وطن بما فيه فأن العالم يقرر الجتماع بعد سته اشهر والدنيا يبنتي ترى بس ترانزيت

    • زائر 1 | 9:00 م

      جزيتي خيرا اختي

      نحن معكي ومستعدون دائما لنضع ايدينا مع قرار جريء ينقذ الوطن وينقذ الشعب كل الشعب والقرار بيد السلطه اي الملك لاقرارات المتسلقون اكلين لحوم البشر المتغذين على الطائفيه المقيته . مع خالص شكري مفصول عن العمل منذ 8 شهور

اقرأ ايضاً