العدد 3364 - الثلثاء 22 نوفمبر 2011م الموافق 26 ذي الحجة 1432هـ

مرضى السكلر... حيث الموت والألم

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يحدث هنا في البحرين أن تتصاعد أعداد موتى السكلر دونما موقف مسئول، وكأنها حال طبيعية لا تستدعي الاستنفار، إنها حال أشبه بكارثة إنسانية، وأزمة صحية تنتظر الانتشال، في الأسبوع الماضي ارتفع عدد ضحايا مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) إلى 26 منذ مطلع العام بوفاة شاب لا يتجاوز عمره 25 عاماً، وذلك بعد انتكاس حالته في مجمع السلمانية الطبي، ومعها لا ندري إلى متى سيتوقف مسلسل الموت، وهل الدولة جادة في وقف هذا التصاعد؟

هو بلاشك مؤشر تراجع يسجل ضد المعنيين بالأمر في وزارة الصحة البحرينية التي بدأت تتخبط في إيجاد خطة وبرنامج إنقاذ، فقد بدأت الوزارة في منع استقبال مرضى السكلر في طوارئ السلمانية والاكتفاء بعلاجهم في المراكز الصحية والتي تفتقر إلى الأطباء الاستشاريين، هذا الوضع انعكس سلبيا على المرضى، فسارعت الوزارة إلى تخصيص غرفة بالطوارئ لاستقبالهم من دون الحاجة للمرور بإجراءات مطولة للعلاج، لكن هذا الوضع خلق ضغطا على الأطباء مسببا مشاكل إدارية، الأمر الذي دفع بالوزارة إلى تبني مركز كانو الصحي والاجتماعي، ليكون مركزاً لعلاج مرضى السكلر، ونظراً لقلة سعته لم يستطع استيعاب العدد الكبير من المرضى الذين يتعرضون لنوبات المرض الشديدة، فاكتفى المركز باستقبال المرضى من الرجال دون النساء اللواتي يتم تحويلهن إلى طوارئ السلمانية لتلقي العلاج.

وزارة الصحة قررت أخيرا إغلاق مركز إبراهيم خليل كانو الصحي لاستقبال طوارئ السكلر، واعتبرت جمعية السكلر البحرينية القرار «ضد مصلحة مرضى، وهو أحادي الجانب، وأن القرار مثل صدمة لكل المرضى» مشددين في الوقت ذاته على ان مثل هذا القرار ومن خلال التجربة أثبت فشله في المرة السابقة، الصحة أرادت أن تعود بالوضع إلى مرمى المراكز الصحية، إذ دشنت ما يعرف بتطبيق البروتوكول العلاجي الموحد، إذ ستتولى إدارة المراكز الصحية بوزارة الصحة مسئولية إصدار بطاقة لمرضى السكلر والثلاسيميا، وذلك لتسهيل إجراءات حصول المرضى على الخدمات الطبية والعلاجية بالمراكز الصحية، إذ سيطبق على حد قول مدير إدارة المراكز الصحية البروتوكول العلاجي وانه «ذاته المطبق في قسم الطوارئ، إذ تتوافر جميع الأدوية المنصوص عليها في هذا البروتوكول في جميع المراكز الصحية، كما تم تدريب أطباء العائلة على كيفية تطبيقه» لكن هذا البروتوكول لا يخرج عن إعطاء المغذي، وفي غالب الأحيان لا يتمكن الطبيب من الحصول على مكان في جسم المريض لوضع المغذي عليه، وقد اشتكى كثير من المرضى أنه في حال فشل بعض الأطباء في عدد من المراكز في إعطاء المغذي يرفضون علاج المريض بإعطائه بديلاً عنه، بل يتركون المريض لحاله.

الحلول الترقيعية لا تنفع، ورمي الكرة في كل مرة في جانب لا يحل المشكلة بل يعقدها، الوضع بحاجة إلى تبني خطة عمل تعالج الوضع بصورة علمية خاصة تستمر إلى سنوات وتمد بموازنة كفيلة بإيجاد مركز خاص متسع للجميع به أخصائيون وإداريون يؤمنون وضع المرضى، الذين يتألمون ومن فرط ألمهم لا يجدون ملاذا في أوطانهم، مدوا أيديكم إليهم ولا تجعلوهم كأنهم يعيشون في حال انتظار الموت المرتقب

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3364 - الثلثاء 22 نوفمبر 2011م الموافق 26 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً