العدد 3376 - الأحد 04 ديسمبر 2011م الموافق 09 محرم 1433هـ

القلق حيال برنامج إيران النووي يطغى على مؤتمر الخليج والعالم في الرياض

مشاركون يطالبون بتسريع الإصلاحات لاستيعاب مطالب شعوب المنطقة ومنع التدخلات الأجنبية

طغت الهموم الأمنية الناجمة عن المخاوف حيال البرنامج النووي الإيراني على أعمال المسئولين والباحثين المشاركين في مؤتمر الخليج والعالم في الرياض أمس الأحد (4 ديسمبر/ كانون الأول 2011).

وقال رئيس الاستخبارات العامة في السعودية، الأمير مقرن بن عبد العزيز في كلمة أمام الحضور إن «البرنامج النووي الإيراني لا يزال مستمراً وكذلك تدخلات طهران في دول الخليج» مشيراً إلى وجود «مخاوف فعلية» حيال ذلك.

وأضاف «نأمل أن تكون هناك شفافية من جانب إيران لكي نطمئن مع العالم (...) فالحوار والشفافية لا بد أن يكونا الطريق الأمثل. ومن المهم لنا في الخليج أن نشعر بالارتياح».

وتابع خلال الرد على مداخلات بعد إلقاء كلمته «هناك مؤشرات إلى تجربة بالستية اليوم فلماذا الصواريخ البالستية وإلى أين ستصل»؟. واعتبر الأمير مقرن أن «روسيا يمكن أن تقنع إيران بأن تلتزم بالتطلعات الدولية (...) والحل العسكري ليس جيداً».

من جهة أخرى، أكد خلال لقاء مع الصحافيين أن الأميركيين «أطلعونا كما أطلعوا الدول الصديقة على الأشياء التي ضبطت» في ما يخص باتهام إيران بالتخطيط لاغتيال سفير المملكة لدى واشنطن، عادل الجبير.

ونفى أن تكون هناك «فبركة إذ لا يمكن أن يخرج وزير العدل الأميركي والأمن القومي على الملآ ليفبركا شيئاً إذا لم يكن هناك دليل، ودليل قاطع، وبالفعل أطلعونا وأطلعوا كل الدول الصديقة على كل الأشياء التي ضبطت».

من جهته، قال مسئول الحوار المتوسطي في حلف شمال الأطلسي، نيكولا دي سانتيس رداً على سؤال بعد مداخلته «أريد أن أوضح أن سورية وإيران ليستا على جدول الأعمال، فالحلف ليس له دور هناك. يجب أن يكون هذا واضحاً فليبيا مختلفة تماماً عما يحدث في سورية».

وأضاف أن «الأطلسي ليس شرطي العالم هناك 28 دولة (أعضاء) يجب الحصول على إجماع لاتخاذ القرار».

وتابع رداً على سؤال بشأن تهديدات إيران لتركيا بسبب الدرع الصاروخية «إذا تعرضت أي دولة في الحلف لهجوم فسندافع عنها طبقاً للميثاق الداخلي في الحلف». وختم مشيراً إلى احتمال توسيع الحلف الأطلسي بحيث «من الممكن أن تنضم ليبيا أو غيرها».

بدوره، قال وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل في كلمة ألقاها نيابة عنه وكيل الوزارة، الأمير تركي بن محمد بن سعود إن «التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول الخليجية لا تزال مستمرة».

وأضاف «كما إنها ماضية في تطوير برنامجها النووي وتجاهل مطالبات العالم ومخاوفه المشروعة من سعيها لتطوير هذا السلاح الفتاك، وخلق تهديد جدي للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي».

واعتبر أن «الخليج العربي يجاور مناطق تشهد توتراً وعدم استقرار غير مسبوقين، ويشمل ذلك تصعيد المواجهة بين إيران والعالم بشأن برنامجها النووي».

في مجال آخر، قال إن «المنطقة العربية تشهد تحولات عميقة لم تشهد مثلها من قبل، ما يتطلب منا جميعاً وقفة مسئولة (...) دون إغفال المطالب المشروعة لشعوب المنطقة».

وختم الفيصل مؤكداً أنه «لا يمكن لدولة أو منطقة أن تعيش في استقرار ورخاء بينما يعج بقية العالم بالقلاقل بشتى أنواعها (...) فمصادر الأزمات تشعبت بينها تهديدات الإرهاب والتلوث البيئي والتغير المناخي والأمراض الوبائية والهزات الاقتصادية والمالية والثقافية».

كما قال رئيس مركز الخليج للأبحاث، عبد العزيز بن صقر إن أبرز التحديات التي تواجهها دول الخليج هي «محاولات إيران المتكررة للتدخل في الشئون الداخلية واللعب بورقة الطائفية المقيتة».

ومن التحديات كذلك «ملء الفراغ الأمني في حال غياب أو ضعف الدور الأميركي أو حدوث حالة من ضعف الثقة بشكل تدريجي بين دول مجلس التعاون وواشنطن بسبب المواقف الأميركية المتناقضة حيال قضايا المنطقة (...) ناهيك عن غموض علاقتها بإيران».

وأكد أن «أبناء الخليج لا يطالبون بالتغيير كما حدث في دول عربية أخرى، بل بالإصلاح، وهذا ما تتبناه دول الخليج منذ فترة، لكنها مدعوة الآن أكثر من ذي قبل لاتخاذ خطوات جديدة وجادة نحو الإصلاح الكلي».

كما تواجه دول الخليج «تحديات الإسراع في الانتقال إلى تحديث مناهج التعليم، والقضاء على الفقر والبطالة وتعزيز وحدة صفوف شعوبها من خلال الإعلاء من شأن المواطنة، وتمكين المرأة».

ويستمر المؤتمر يومين بمشاركة العديد من الباحثين والمهتمين بشأن الخليج، وهو من تنظيم معهد الدراسات الدبلوماسية في وزارة الخارجية ومركز الخليج للأبحاث

العدد 3376 - الأحد 04 ديسمبر 2011م الموافق 09 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً