العدد 3376 - الأحد 04 ديسمبر 2011م الموافق 09 محرم 1433هـ

الحسين يوحدنا

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يعتقد المسلمون بمختلف طوائفهم أن الحسن والحسين هما سيدا شباب أهل الجنة، كما يعتقدون بأن الحسن والحسين ريحانتا رسول الله (ص).

جميع طوائف المسلمين يلعنون من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك، كما هم بذلك يلعنون قاتل عمر، وعثمان، وعلي (الإمام القحطاني في نونيته: نونية القحطاني ج1/ ص24).

ويقول ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (ج4/ص559) «فلا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله».

باختصار، الحسين يوحدنا والحسين يجمعنا، ولعن قاتل الحسين سمة مشتركة بين جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض.

إن الإمام الحسين (ع) مثّل في نهضته الكبرى حركة إصلاحية شاملة تجسّدت بالمواجهة العلنية من قبل الذين يمثلون الإسلام من جهة، وبين الذين يمثلون النفاق من جهة أخرى، وهذا ما كان واضحاً في وصيته التي كتبها قبل شهادته قائلاً: «إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر...».

أمة جد الحسين لم تكن طائفة معينة بل كانت أمة إسلامية، ولذلك فإن وصية الحسين تجمعنا وتوحدنا، وقضيته العادلة خطّها بدمائه من أجل أن يبقى ديننا.

ما شهدناه خلال الأيام الماضية في المحرق، لا ينسجم أبداً وطبيعة أهل تلك المدينة التي عكست طوال تاريخها ملحمة التلاحم ونبذ الطائفية من خلال انتهاج الوطنية.

شدتني كثيراً تغريدات على صفحة تويتر، كانت تشير إلى سنوات خلت كيف كان الجميع ومن مختلف الطوائف يذهبون إلى المآتم لإحياء ذكرى الإمام الحسين، ويشاركون في العزاء، وهم حالياً يخافون من ذلك خوفاً من عبارات التخوين التي قد يوصمون بها.

الحسين يوحدنا، ويجمعنا على مبدأ واحد وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفض الظلم. فالإمام الحسين يجمعنا على عدم الخنوع إلى الظالمين، ورفض الاستكبار.

الحسين ليس حكراً على طائفة ما، الحسين للجميع، وكذلك المحرق للجميع بمختلف ألوانهم وأطيافهم، فهي تجمعنا بتاريخها العريق الذي كسر كل التحركات المشبوهة لتحويل هذه الجزيرة لكانتونة طائفية.

هناك من يتحرك في الخفاء لضرب الجزيرة الجميلة وتشويهها، وتحويلها إلى ساحة عراك مذهبي، لتحقيق مآربه السياسية، هناك من يريد أن يحرق المحرق بأفكاره البالية ومخططاته «العفنة». الحسين للجميع ويوحدنا، وكذلك المحرق ستبقى للجميع وستوحدنا

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3376 - الأحد 04 ديسمبر 2011م الموافق 09 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 6:52 ص

      سني محايد

      لعن قتلة عمر و عثمان؟ أنا لا أسمع سوى لعن بني أمية و منهم صحابة نجلهم و نوقرهم كعثمان (من زعمت يا هاني أن الأمة تلعن من قتله) و أبي سفيان و ابنه معاوية؟ يجب الابتعاد عن لعن الرموز الدينية و التعرض للرموز السياسية في مواكب العزاء لتخفيف الاحتقان.

    • زائر 7 | 5:32 ص

      هم معروفين ومرفوضين لكن

      هؤلاء مرفوضين و هم مو اولاد الجزيره المحرقيه هم حاملي السيوف والخناجر و محد يبيهم رعاه الفتنه و هم اعداء الحسين

    • زائر 5 | 2:04 ص

      آجركم الله

      أنا من المعجبين بمقالاتك المتزنة والجريئة ومن متابعي تغريداتك وصوت المنامة، أرجو أن تستمر في طريق صوت الحق محفوظا بعين الله.

    • زائر 4 | 1:13 ص

      أسمعوا كلام العلماء

      تبينت لنا الأن حكمة سماحة الشيخ عيسى قاسم عندما دعى لإبعاد الشعارات السياسية عن مواكب العزاء.

    • زائر 3 | 12:40 ص

      نعم الحسين يوحد الاحرار والاخيار

      عندما خطب في الناس في مكه قبل رحيله كربلاء وضع النقاط على الحروف بقوله اني لم اخرج اشرا ولا بطر ولا مفسد ا ولا ظالما انما خرجت للاصلاح في امت جدي رسول الله باربع كلمات حدد ملامح ثورته الخالده التى كانت الهزه الارتداديه لرساله محمد بن عبدالله فلحسين لكل الاحرار شيعه وسنه وما تخلى عن نهج الحسين الا عبيد الدنيا لان جين الحريه منزوع من لبنه تكوينهم

    • زائر 2 | 12:22 ص

      الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة

      إن من كثر الاحاديث الواردة عن سيدي شباب اهل الجنة يجعل كل المسلمين على درجة لا اقل من المحبة علاوة على التولي بهما عندنا نحن الشيعة والاعتراف بهما انهما اماما حق منصوص عليهما من قبل الرسول الاعظم ص
      فكل المسلمين يحبونهما ويجلونهما والفرق بين من يتخذ منهما امامين من الأئمة الاثنى عشر المنصوص عليهما في احاديث النبي وآخر يقول فقط انهما من اهل بيت النبي وسبطا رسول الله
      إذا فالحد الادني هو التقرب الى الله بمحبتهما وهو القاسم المشترك لدى الجميع

اقرأ ايضاً