العدد 3377 - الإثنين 05 ديسمبر 2011م الموافق 10 محرم 1433هـ

سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهرُ...

سبَّحت أملاك العلا بترنيمة الأحرار، فحين أمّ منحر الحسين (ع) شموخ الموت الأقدس، تناثرت قوافي الشهادة العصماء بثرى الأفئدة المستعرة، لتؤجج جحافل متعطشة تحج بهوى الحسين (ع)...

هاهي جراحاته المثخنة، تجدد البيعة، غادية رائحة في آناء ليلها وأطراف نهارها، تجدف بخمائله القانية، لا تكاد يفتر وجدها وولاؤها الأزلي الذي يرنو نحو معشوقها المضرج على بيداء الحرية والإباء... تلامس من ثرى كربلاء عنان السماء ووهج الرسالات.

هاهي تهتف رويداً رويداً سنا الطف على رسلك لتلتقي الزفرات، ولتتعانق الآهات، لتمتزج لوعة الهاشميات بأريج الحمام الزاكي، فتشم عبقه الأرجواني وتسقي الدماء شتلاته المدوية المنبسطة بربيع الحسين (ع)... لقد نصبت علماً يعج ويجلجل محمحماً بأوساط المهج المستميتة لتصارع بمنبره وتقرع به أنوف الطغيان... فتنتفض تلك الحرة، عقيلة الطالبيين زينب (ع)...

إنها زينب، وما أدراك ما زينب؟ حيث صدى الإمامة المزلزل بغضبه المحمدي الحسيني أرجاء المعمورة كلها، ما فتئت تسحب البساط من تحت قدمي الظلم، لتنتزع لثام الزيف، وقفت متحدية بشموخ الزهراء وبلاغة علي (ع)، تحيطها ملائك الرحمة التي تظلل سبايا أطهر بيتٍ على وجه البسيطة.

لقد آلت الحوراء على نفسها أن تحتضن ثورة أخيها المنتصر بمبادئه فتكمل المسيرة وتستقطب الألباب بفكرها، فتفصح عن مآثر أهل بيت النبوة الأكرمين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً...

سلامٌ على زينب التي قادت زمام الفراسة والبلاغة والعنفوان، لتذكِّر الناس بأبيها في كل موطن من مواطن العز، واستماتت في سبيل الله والدفاع عن أبي عبدالله، وتعهدت بمواصلة الرسالة وحمل لواء الثورة، لتفضح المستكبر وتعيد الروح إلى تلك الضمائر... لقد أعلنتها العقيلة مدوية: أن لا خنوع ولا هوادة لأهل هذا البيت الأبي.

فستظل ملحمة عاشوراء الحسين (ع) خالدة ما بقي الدهر، عصية على المحو من وحي لسان الحوراء حينما خطبت مجلجلة: «كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا، ولن تميت وحينا».

ستبقى زينب مدرسة الصبر والعزيمة والإصرار تخط حروف الإباء، لتلهم كل المستضعفين دروب الحرية التي ينشدون...

سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهر

وما أشرقت شمسٌ وما طلع البدر

سلام على القلب الكبير وصبره

بما قد جرت حزناً له الأدمعُ الحمر

نهاية الحواج

العدد 3377 - الإثنين 05 ديسمبر 2011م الموافق 10 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:37 م

      عاشق الحسين بن علي عليهما السلام

      اللهم صلي على محمد واله محمد السلم على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى زينب ام المصائب التي تحملة العناء
      اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وآخر تابع له على ذالك

    • محب البحرين | 10:10 ص

      سلام على الحوراء

      (وقفت بنت المعالي حائــــــــره)
      (تنذب الأحباب, هل من ناصـــرا)
      (فحسين السبط أضحى بالثرى)
      (إن شمرا حز منه الودجيـــــــن)

      (اهتزت الأفلاك من صرختهــــا)
      (والشموس انكسفت من وجدها)
      (خجل من زينب إذ أنهـــــــــــــا)
      (تبعث الشكوى لرب العالميــــــن)

      (تبعث الشكوى إلى رب عطوف)
      (هالها ماحل في يوم الطفــوف)
      (فحماها صار مقطوع الكفــــوف)
      (وسهام الغدر أعمت منـه عين)

      (جاءها الهاتف يا أخت اصبري)
      (إن ما يجري بعين القاهـــــــر)
      (جمعي الأيتام لا تنتظـــــــري)
      (فهجوم القوم يأتي بعد حيــن)

    • محب البحرين | 9:20 ص

      سلام على الحوراء

      (مهجتي تفداك يا سيدتـــــــــي)
      (شهدت عيناك غدر الأمــــــــــة)
      (مذ أتى القوم لباب البضعــــــــة)
      (أفزعوا الطهر...أخافوا الحسنين)

      (وهي في يوم الطفوف تستغيث)
      (لبلاء حل إذ قـــــــــــــل المغيث)
      (أمس كانت بين صنديد وليـــــث)
      (بالدما صاروا ضحايا مضرجيـــــن)

      (هذه الأبناء والأحباب قـــــــــــد)
      (ذبحوا والسبط مرضوض الجسد)
      وهي للسبي قريبا تستعــــــــد)
      (بعد ذاك الخدر في عـز الحسين)

    • زائر 1 | 5:59 ص

      نعم انها بنت علي والزهراء

      السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين.
      السلام عليك يا ام المصائب زينب وعلى اخيك وكافلك ابي الفضل العباس ورحمة الله وبركاته.

اقرأ ايضاً