أعلنت إيران أمس الأحد (11 ديسمبر/ كانون الأول 2011) أنها ستحتفظ بالطائرة الأميركية بدون طيار التي استولت عليها مؤخراً وأنها لن تعيدها، مشيرة في الوقت نفسه إلى استعدادها للتوصل إلى «صفقة».

وقال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني: «سنحتفظ بطائرة التجسس الأميركية وسنفحصها ونحللها، لنعرف إلى أي مدى يمكننا الاستفادة منها لتعزيز خبرتنا التقنية». وأشار حسين سلامي إلى أنه «بإمكان الولايات المتحدة التعويض عن هذا الفعل العدواني باتخاذ بعض الإجراءات (السياسية) الصحيحة». ولم يعط سلامي المزيد من التفاصيل بشأن كيف يمكن للولايات المتحدة التعويض عما اعتبرته إيران عملاً عدائياً وعدوانياً تجاه سيادة أراضيها.

وأعلنت إيران أنها تمكنت من إنزال الطائرة في وقت سابق من الشهر الجاري لدى تحليقها فوق الأراضي الإيرانية، وذلك بالتزامن مع إعلان حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنه فقد طائرة بدون طيار كانت تقوم بمهمة غربي أفغانستان. ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن سلامي القول: «لا يهم من أين أتت الطائرة، المهم هو أنه لا توجد دولة ترحب بوجود طائرة تجسس في مجالها الجوي». وقال: «إضافة إلى هذا فالطائرة لا تخص وزارة الدفاع الأميركية وإنما تخص جهاز الاستخبارات الأميركي... نحن في المركز الثاني عالمياً في تقنية الطائرات بدون طيار ونعرف جيداً كيف تعمل ولأي غرض». ووفقاً للحرس الثوري، فإن الطائرة طراز (آر كيو - 170) كانت في مهمة تجسس، وتمكنت إدارة الشئون التقنية بالحرس من رصد الطائرة وإنزالها بالقرب من مدينة كشمر ( نحو 200 كم من الحدود الأفغانية). واحتجت إيران لدى الأمم المتحدة على ما وصفته بأنه انتهاك طائرة أميركية لمجالها الجوي، واستدعت سفيري أفغانستان وسويسرا التي تتولى رعاية المصالح الأميركية في إيران.

من جانب آخر، انتقد وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي الأحد الهجوم على السفارة البريطانية في طهران نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني مؤكداً أنه «كان الأجدر أن لا يحدث» على ما أفادت وكالة «مهر».

وصرح صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الناميبي، يوتوني نوجوما الذي يقوم بزيارة غلى طهران «إننا نأسف لما حدث وكان الأجدر أن لا يحدث».

وأضاف أن «اقتحام السفارة لم يكن في الحسبان (...) تم الترخيص لتظاهرة احتجاج في إطار القانون».

وقد أعرب صالحي عن أسفه لهذا الهجوم خلال لقاء مع نظيره الألماني غيدو فسترفيلي الأسبوع الماضي في بون لكنها أول مرة يتحدث فيها الوزير عن ذلك الحادث أمام الصحافة الإيرانية.

وهاجم المئات من الطلاب في 29 تشرين الثاني/نوفمبر سفارة المملكة المتحدة وإقامة دبلوماسيين بريطانيين في طهران واتهمت لندن النظام الإيراني بالوقوف وراء الهجوم.

وانتقد عدة مسئولين إيرانيين الهجوم الذي نفذه طلبة «الباسيج».

وانتقد صالحي أيضاً الحكومة البريطانية لأنها فرضت عقوبات جديدة على البنك المركزي الإيراني وسحبت دبلوماسييها مؤكداً أن البريطانيين تحركوا «بدون ترو» في هذه القضية