العدد 3387 - الخميس 15 ديسمبر 2011م الموافق 20 محرم 1433هـ

القوات الأميركية تحتفل بإسدال الستار على حرب العراق

جانب من مراسم إنزال العلم الأميركي في قاعدة مطار بغداد
جانب من مراسم إنزال العلم الأميركي في قاعدة مطار بغداد

احتفلت القوات الأميركية في بغداد أمس الخميس (15 ديسمبر/ كانون الأول 2011) بإسدال الستار على 9 أعوام من حرب دامية لم تتوقف فصولها منذ اجتياح البلاد في العام 2003 لإسقاط نظام الرئيس المخلوع صدام حسين.

ومن مركز في مطار بغداد الدولي الذي كان أحد المواقع الأولى التي سيطرت عليها القوات الأميركية في بغداد، قال قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال لويد اوستن بعد أن أنزل علم قواته من على المنصة «إنه حدث تاريخي». وأضاف في احتفال حضره مسئولون أميركيون كبار وطغت عليه الكلمات العاطفية المشحونة بفرحة انتهاء الحرب «قبل 8 سنوات وثمانية أشهر و26 يوماً أعطيت الأمر بعبور الحدود».

ولايزال يتواجد في العراق نحو أربعة آلاف جندي أميركي يفترض أن ينسحبوا بشكل كامل من البلاد بحلول نهاية العام الجاري. وأعرب المسئولون العسكريون الأميركيون عن أملهم في أن تتمكن القوات الأمنية العراقية التي يبلغ عديدها نحو 900 ألف من مواجهة التحديات الكثيرة والمتعددة التي تلوح أمام العراق.

وقال وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا الذي حضر الاحتفال أيضاً إلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي وقائد المنطقة الوسطى، الجنرال جيمس ماتيس إن «العراق سيواجه اختبارات في الأيام المقبلة من قبل الإرهابيين والأشخاص الذين يعملون على تقسيمه». و استدرك «لكن الولايات المتحدة ستبقى إلى جانبه حين يواجه هذه التحديات».

ورأى بانيتا أن «الوقت حان للعراق ليتطلع إلى المستقبل»، داعياً في الوقت ذاته العراقيين إلى عدم نسيان «التضحيات» التي قدمها الأميركيون في العراق، وبينها الجنود القتلى الذي بلغ عددهم نحو 4500.

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما قال مساء أمس الأول (الأربعاء) إن حرب العراق تمثل «نجاحاً باهراً تطلب 9 سنوات»، مشيراً في الوقت ذاته إلى «العمل الشاق والتضحيات» التي رأى أنها كانت ضرورية لتحقيق ما تحقق. وتابع «ندرك جيداً الثمن الباهظ لهذه الحرب. أكثر من 1.5 مليون أميركي خدموا في العراق وأكثر من 300 ألف جرحوا وهناك آخرون أصيبوا بكدمات لا تراها الأعين»، في إشارة إلى الجنود الذين عانوا من اضطرابات نفسية لدى عودتهم إلى بلادهم.

وأعاد الأميركيون بناء الجيش من الصفر وكذلك الشرطة ومؤسسات الدولة وأطلقوا من جديد الاقتصاد الذي يقوم على الاستهلاك وذلك من خلال استيراد السيارات والأجهزة المنزلية، مع الفشل في تأمين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة.

إلا أن الأميركيين نجحوا بعد العام 2007 وخصوصاً في 2008، في تغيير مسار الحرب التي كانوا يخسرونها، من خلال إرسال 170 ألف جندي على الأرض بهدف شل تحركات المتمردين، والاستعانة بزعماء العشائر السنة الذين أنقبلوا على تنظيم «القاعدة».

وكان بانيتا لخص قبيل وصوله إلى بغداد سنوات الحرب التسع بالقول إن «مهمتنا تقترب من نهايتها بعد أن قدمنا تضحيات كبيرة والكثير من القتلى إلا أننا نجحنا في هذه المهمة التي كانت تتركز على تأسيس عراق يستطيع أن يحكم بنفسه وأن يوفر الأمن لشعبه».

وأضاف أن «العراق يملك اليوم جيشاً يستطيع مواجهة التهديدات. لن يكون من السهل أن تواجه البلاد تحديات مثل الإرهاب، والانقسامات الاقتصادية والاجتماعية، لكننا وفرنا لهم فرص النجاح». ويغادر الجنود الأميركيون العراق بحلول نهاية العام تاركين قوات تبدو جاهزة للتعامل مع التهديدات الداخلية، إلا أنها عاجزة عن حماية الحدود البرية والجوية والمائية، بحسب ما يقول مسئولون عسكريون وسياسيون عراقيون وأميركيون

العدد 3387 - الخميس 15 ديسمبر 2011م الموافق 20 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً