العدد 3390 - الأحد 18 ديسمبر 2011م الموافق 23 محرم 1433هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

مبادرة إصلاح ديمقراطية تمثل الجميع

يجتاح المشهد العربي ومعظم دول الساحة الخليجية بالخصوص، موجة عاتية من المد الثوري المطالب بالحقوق الأصيلة للمواطن عبر قنوات قانونية سلمية تعبر عن كونها حقوق طبيعية فيما يتعلق بالشأن الحقوقي والسياسي. إذ لم تقتصر هذه الموجة وهذه المطالب على النخب الثقافية المتعاطية في إطار ما يحسب على طبيعة اختصاصها ومجالها فحسب، بل امتدت إلى مختلف شرائح المجتمع وبات الأمر يمس مصالح الجميع أفراداً وجمعيات ونخباً وطالت حتى الفئات الصامتة.

لقد عبّر هذا المشهد، عن مدى عمق الوعي الاجتماعي والسياسي الذي يختزنه المواطنون في ذاكرتهم وعبر قراءاتهم ومن صميم واقعهم، ما زاد من وتيرة الإصرار والتشبث على لعب الدور الأساسي والتمسك على مبدأ الحق الممكن وغير المستحيل الذي يجعل من المواطن صاحب قراره الذي يمثله، وبالتالي هو قرار الغالبية الشعبية. وهذا ما أكدت عليه المادة (1) من الفقرة (د) من الدستور البحريني كما وردت في أكثر الدساتير على أن «نظام الحكم في مملكة البحرين ديمقراطي، السيادة فيه للشعب مصدر السلطات جميعاً، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور».

وإن ما وصلت إليه البحرين اليوم، جدير بفتح عيون المراقبة اللصيقة عليها، لا لشيء، سوى لترميم الشق الوهمي المفتعل ربما، ورأب الصدع الذي أحدثته بشكل أو بآخر فتنة مذهبية لم يكن يُعرف لها عنوان على مدى عقود من الدهر مضت، وليس الأمر سوى لتجسير الهوة الكبيرة التي تفاقمت بصورة لا تغيب عن بيان أدنى متابع عادي للشأن المحلي الداخلي.

إن الديمقراطية، المكونة من مصدرها اليوناني: ديمو/غراس تعني حكم الشعب. وقيل، وهي معلومة عابرة نوردها على سبيل الإثراء لا أكثر، إنها عربية الأصل وتعني ديمومة الكراسي، ومن منطلق تبادل الثقافات انتقلت إلى أوروبا، ونتيجة لاختلاف اللغة تم تخفيف الكلمتين بحذف آخر حرفين من كلمة ديمومة لتصبح «ديمو» وحذف ألف التعريف من كلمة الكراسي لتصبح «كراسي» وجمع المقطعين لتكتب بلغة أوروبا (democracy) وربما يكون ذلك هو ما يفسر ديمومة الرئيس في الحكومات الديمقراطية. وأحسب أن ذلك من حيث المصدر والتحليل لهو بعيد.

إذ تؤكد الديمقراطية على أن جميع المكونات، من «حركات احتجاجية ومعارضة وهيئات ومنظمات ومصادر رسمية»، كونها نظاماً قائماً على درجة من المنطقية في الطرح وعقلانية في الأسلوب، قادرة على استيعاب هذه الخلطة السياسية، المعقدة قطعاً، في ظل تجاذبات شارع أنذر بانقسامه الصوري على أقل تقدير، أنذر عن إمكانية الوصول إلى نتائج لا تحمد عقباها ما لم يتم التدارك السريع والعاجل من قبل جماعات الرأي وقادة التأثير؛ للملمة واقع أجبرَنا فيه إلى المثول نحو محاسبة النفس أولاً، ومحاولة الإفاقة من هاجس العقل الجمعي القائم على عدم قدرة تخطي بعض العصبيات ثانياً.

مرة أخرى، الديمقراطية التي هي مفتاح لقبول التعددية والحرية والمساواة والعدالة بما يفيد صلاحيتها لتستحق وصف مجتمع مدني ودولة مدنية، لابد أن تقترن في اختيارنا لها كنظام ديمقراطي، بتطبيق جاد لمفاهيمها والوقوف مليّاً عند تفاصيلها باحتكام جميع الأطراف المشاركة في صنع القرار الشعبي السياسي. فلا يكون حكم الشعب إلا وفق إجماع الغالبية الذي ينمّ عن قناعاته وإمكانيته في فرض نيله للمطالب، ولا تسير السلطة إلا وفقاً لما ترسمه الديمقراطية من خطوط عريضة لا يمكن المساس بموضوعها وجوهرها.

لقد عصف حراك المجتمع الدولي في مجال حقوق الإنسان بالكثير من الأنظمة، لكونها السلاح الأقوى والأنفع في إثبات، والتأكيد على دلائل الأحقية الإنسانية الواضحة، الممثلة لقيمة وأهمية الإنسان وفق ما تتضمنه وتنص عليه العهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية، وقد برزت منظمات المجتمع الدولي في إظهار الصورة الحقيقية لما اندلع من مآسٍ كارثية بحق الإنسانية، وهذا حق دولي مشروع على أي حال، ما يفيد ويدلل على أن الشعب له رمزية ومكانة خاصة في مجال القانون، فلا قيمة ولا وجود لمسمى دولة إذا لم يكن الشعب طرفاً ومقوماً أساساً فيها، إلى جانب السلطة والإقليم.

نستطيع القول، إن البحرين وصلت إلى المرحلة التي لا يمكن لنا غفلتها أو استغفالها والصد عنها، إلى المرحلة التي يجب أن يبقى فيها صوت العقل عالياً وحاضراً رغم التكاليف الباهظة القيمة والثمن، ورغم ما أفرزته من تقلبات في الفترة منذ فبراير/ شباط الماضي.

من ينتصر، هذا مجال آخر، ليس هنا مقامه، لكن الأهم كيف نقيّم ونقدر طريقة عيشنا في غضون الأيام المقبلة في ظل تمنياتٍ بتحول ديمقراطي يطرق الأبواب. بالمناسبة هي ليست دعوة لمحو آثار ورواسب ما مضى، فالتاريخ بطبيعته يسجل حركاتنا إن لم نكن نحن من يفعل ذلك، إنما الفكرة والنظرة تكمن في البحث عن المستفيد أولاً وأخيراً، عن المواطن البحريني بعيداً عن التنظيرات والحقائق التي لا يتسع المجال لذكرها.

البحرين، بحاجة إلى انتقالة وطفرة ومبادرة ونية صادقة، صحوة تستعيد فيها وهجها المشرق، بحاجة إلى إصلاح فعلي شامل تعنى به السلطة، ويباركه الشعب، لأن البحرين «تمثلنا» جميعاً ودون استثناء، نعم تمثلنا أساساً ونمثلها لاحقاً.

صادق أحمد


متقاعد حليم خير من حسود عنيف

 

أقول لك يا عزيزي المتقاعد لا تظن أن أسلوب العنف يمنحك شخصية قوية ومقبولة لدى الآخرين فإذا كنت تلمس من بعض الناس قبولاً فهو ليس مقبولاً اختيارياً لأن سببه الخوف الشديد والتقرب إليك بهدف المصلحة الخاصة.

يخلط من يخلط بين مفهوم العنف، فنجد كثيراً من الناس يفضلون التعامل العنيف في بيوتهم وبين أهلهم وليس في الخارج ظناً منهم أن إلقاء الرعب في قلوب الآخرين قوة شخصية ومن هنا يجب عليك إن كنت تحرص على نيل محبة من هم حولك فعليك أن تتبع أسلوباً في علاج المشكلات مطبقاً الدين والحكمة، وحاول أن تبتعد عن الانفعالات والتوتر والغضب بل تمسك بفكرة العفو عمن أساء إليك في هذه الدنيا، كذلك لا تنسى تأثير الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة فذلك يجعل لك رصيداً كبيراً ونابعاً من القلوب، فلو أخطأ إنسان في حقك لا تضع في حسبانك أن عليك معاقبته من قبيل الردع.

ولا تكف بأن تقول له قد أخطأت بل وجه إليه النصيحة بشكل غير مباشر فيها الكلمات الحسنة في التعبير عن رأيك الخاص فيه، وأن هذه الطريقة ستترك لك أثراً رائعاً في نفوس من حولك، وغني عن القول أن التأثير في الآخرين يخضع لوجود علاقة بين ما هو ظاهر في شعورنا وما هو باطن داخلنا فالإعجاب والثقة والحب الكبير أسرع انتقالاً من الحسد والبغضاء بل أسرع من الأشياء المادية. فنصيحتي لك يا أخي المتقاعد بالصبر على الشدائد ومواجهة هذه الأمور بقلب كبير فسيكون أجرك عند الله عظيم.

صالح بن علي


صدق حبي

 

ليتكَ تعلمُ بصدق حبي

كيف بي أشتاقُ إليك

أشتاقُ إلى ضوء عينيك

أضمك بقلبي وأقبّل كفيك

أحتاجك معي دائماً بقربي

لا تبتعد عني أحتاجُ إليك

***

لم أتنفس صدق المشاعر

لم أتغير إلا حين أحببتكَ

وثقتُ في مشاعركَ صدقتكَ

أخذتني الرياح إليكَ عشقتكَ

سرحتُ في نقائكَ الطاهر

تقدمتُ نحوكَ وبقلبي صارحتكَ

***

رأيتُ المستقبل بين همساتك

قلباً جميلاً يكتبُ ارتياحي

يسمعني يشعر بي بجراحي

يتفهم وضعي في سماحي

بين خوفكَ علي بين كلماتك

همست بحبكَ لأطيرا بجناحي

***

ليتكَ ترى دموع اشتياقي

عندما تبتعدُ عندما لا أراكَ

لتعلم كم أحبكَ كم أهواكَ

لا أستطيعُ العيش مع سواكَ

أنتَ ساكنٌ في داخل أعماقي

أفكر بكَ طويلاً كيف أنساكَ

***

معكَ مستقبلي الذي أريده

أشياءَ كثيرة أريدُ تحقيقها

مشاعرُ أريدُ منكَ تصدقيها

أحاسيس أود من تعميقها

معاكَ واقعي أحاولُ تأكيده

حياة جميلة أريدٌ منكَ توثيقها

***

كنتُ بالأمس طفلاً صغير

يخفي كل ما يراهُ أمامه

يستحي من بوحِ كلامه

يخجلُ من تصوير غرامه

لكن اليوم بحبكَ أنا كبير

لا يخافُ وحده أو من ظلامه

***

نعم أحتاجُ إليك كثيراً

فأنا بدونك أعودُ للأمس

ظلامٍ لا قمر بحياتي لا شمس

أحتاجُ لحبكَ لذلك الهمس

فكن قريباً جداً مني أسيراً

بكَ قوياً لا أشعرُ باليأس

ميرزا إبراهيم سرور

العدد 3390 - الأحد 18 ديسمبر 2011م الموافق 23 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً