العدد 3390 - الأحد 18 ديسمبر 2011م الموافق 23 محرم 1433هـ

معاً منذ كنّا... ومعاً نواصل المسيرة

الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

.

بين مملكة البحرين وبين المملكة العربية السعودية الشقيقة تمتد جسور من المحبة والأخوة والثقة والتعاون، وهي جسور بنيت على أسس راسخة عبر تاريخ طويل من العلاقات الوطيدة بين القيادتين والأسرتين المالكتين الكريمتين ضربت جذورها عميقاً في التاريخ وفي تربة خصبة عززتها نفوس كريمة وإرادات قوية وعزائم صادقة.

واليوم لي الشرف العظيم أن أكون مساهماً بسيطاً في هذه المسيرة المباركة الطويلة والعلاقات الوطيدة الراسخة التي أرسى دعائمها ملك مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأخوه عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظهما الله ولأعمل ما وسعني الجهد على تطويرها وتنميتها في سائر المجالات.

وما احتفالنا بالعيد الوطني المجيد وعيد الجلوس الملكي السعيد في هذه الأيام المباركة إلا اعتزاز وافتخار بما حققته مملكة البحرين العزيزة من منجزات ونمو وتقدم وازدهار في جميع المجالات مما وفر لشعبنا كل ما يصبو إليه من عزة وسؤدد ورفعة واستقرار ورخاء.

ومن الطبيعي أن نشير هنا إلى أن مملكتنا الغالية تعتز بكونها عضواً في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي منظومة إقليمية عززت أواصر القربى والأخوة والتنسيق والتعاون ووثقتها بين الدول الست مما جعلها قوة ذات تأثير واضح في الإطار العربي والإقليمي والدولي. وهذا ما يرسخ هويتنا العربية وانتماءنا الإسلامي ودورنا في المجتمع الدولي. ولعل من المناسب أن أشير إلى أن علاقاتنا وسياساتنا مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في شئون الغير الداخلية إلى جانب قيم التسامح والتفاهم والحوار البناء والحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي والإقليمي والعالمي لنكفل لشعوبنا وشعوب العالم أجمع الحياة الكريمة والمستقبل الأفضل.

ولا يفوتني الإشارة إلى أن البحرين كانت سباقة دائماً إلى توفير العيش الكريم لمواطنيها مشفوعاً بالكرامة والحقوق الإنسانية وكفالة الحريات العامة بما فيها الحريات السياسية والتعددية الفكرية واحترام العقائد والشعائر والأديان. ولا أجد أن الحديث عن ذلك سيكتمل دون أن أوضح أن هذا كله كان مضمون المشروع الإصلاحي والديموقراطي الذي أراده صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لشعبه الوفي في السنوات الأولى لتوليه مقاليد الحكم العام 1999م وشمل المشروع التوافق الشعبي الكامل على ميثاق العمل الوطني عبر استفتاء عام و إيجاد دستور جديد وإجراء انتخابات نيابية وبلدية نزيهة وحرة وإنشاء مجلس وطني بجناحين: منتخب (مجلس النواب ) ومعين (مجلس الشورى) وكذلك حرية العمل السياسي والمشاركة الشعبية والجمعيات السياسية وقد حق لنا أن نفتخر ونعتز بهذه التجربة الرائدة.

لقد اعتمدت القيادة البحرينية نهج الديموقراطية والإصلاح المستمر بخطى هادئة وواثقة، وبلا تسرع ولا إبطاء. وظلت السياسة البحرينية تهتدي بقيم الإسلام السمحة في الاعتدال والوسطية والتسامح؛ الأمر الذي مكننا من تجاوز العديد من العقبات والأزمات والتحديات الإقليمية والخارجية. وهذا كله بفضل حكمة القيادة وتعاون الأسرة البحرينية الواحدة وما لديها من مبادئ التعاطف والتكاتف والتفاهم وإيمان بالبحرين ووحدة شعبها تحت الراية الخليفية الخفاقة. ولهذا؛ فإن البحرين لا تخشى التحولات التي تشهدها المنطقة بل تؤمن بأن إرادة الشعوب أولى بأن تحترم وتطلعاتها جديرة بأن تلبى لتبقى الشرعية راسخة ويظل الإصلاح مستمرّاً وتكون الديموقراطية نهج حياة وسبيلاً واسعاً للتقدم والاستقرار والعدالة

إقرأ أيضا لـ "الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة"

العدد 3390 - الأحد 18 ديسمبر 2011م الموافق 23 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:47 ص

      ما شاء الله

      الكلام المذكور في المقالة جميل و رائع... و لكن لو يطبق على الارض يكون اروع.. شكرا

    • زائر 2 | 12:21 ص

      تحية لشيخ حمود ولكن ...

      الشيخ حمود
      كلام جميل والأجمل منه أن نرسخ الديمقراطية ونعزز مباديء العدالة والمساواة وحقوق الإنسان

    • زائر 1 | 12:09 ص

      ماذا نريد أكثر من ذلك؟

      من هذا الكلام نعرف رؤية الآخر!

اقرأ ايضاً