العدد 3399 - الثلثاء 27 ديسمبر 2011م الموافق 02 صفر 1433هـ

الأطباق الطائرة والربيع العربي!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في أوج الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، برزت ظاهرة الـ (UFO) وهي اختصار لكلمة الأجسام مجهولة الهوية (Unidentified flying object).

ولأنها اختراع غربي، لم يجد الإعلام العربي المهتم دائماً بالأكل والمعدة، إلا أن يترجمها إلى «الأطباق الطائرة»، نسبةً إلى أطباق البرياني والمندي، أو «الصحون الطائرة»، احتفاءً بصحون الفول والطعمية! وفي الحالتين ظلت موضوعاً يتعلق بمخلوقات فضائية مجهولة الهوية... في زمن الأقمار الاصطناعية!

في زمن الربيع العربي عادت ظاهرة المخلوقات الفضائية إلى الوجود بلباس عربي قشيب! فما لا يليق بالجيوش النظامية، وما تعجز قوى الأمن المدجّجة بالهراوات القيام به، تقوم به هذه المخلوقات مجهولة الهوية!

في مصر، تصدى جيشها الباسل للعدوان الثلاثي في 56، واستعاد سمعته في حرب 73، ولعب دوراً في إزاحة الدكتاتور حسني مبارك في ثورة 25 يناير. مع وجود هذا الجيش الوطني، تعرضت مصر إلى هجوم مباغت من قبل الـ (UFO)، حيث شهد العالم وقائعه التفصيلية في ما عُرف بـ «غزوة الجمل». يومها هاجم مئاتٌ من هذه العناصر الفضائية مجهولة الهوية المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير على ظهور الجمال والبغال!

وفيما كانت العناصر التي ظهرت في بلدانٍ غربيةٍ في الخمسينيات وهي تحمل أسلحة ليزر متطورة، فإن النسخة التي ظهرت في مصر كانت تستخدم الفؤوس والسيوف والسكاكين! وفي أغلب الأحيان كانت تستهدف المتظاهرين بالطوب والحجارة من فوق الكوبري! ولأن هذه العناصر كانت مجهولة الهوية أطلق عليها المصريون كلمة «البلطجية»!

هذه المخلوقات الفضائية مجهولة الهوية ظهرت في اليمن أيضاً، وكانت أكثر خطورةً وشراسةً لأنها كانت تستخدم الأسلحة النارية وقذائف الـ (آر بي جي) وتقصف الأحياء السكنية بصورةٍ عشوائية. ولأنها كانت غريبةً على اليمنيين فإنهم استعاروا لها تسمية المصريين، بعد تحويرها قليلاً إلى وزن «البلاشفة» و «المناشفة»!

في سورية نزلت عناصر فضائية أخرى من السماء، لتقوم بمهمات أرضيةٍ شبيهةٍ بما قامت به المخلوقات الفضائية في مصر واليمن! اضرب واقتل وافعل ما تريد... بشرط ألا يصوّرك أحد! ففي هذه الأيام توجد كاميرات في كل بيت، وتوجد موبايلات وبلاكبيري وآي فون وآيباد وبلاي ستيشن وسبونج بوب!

فرقة شامية أخرى هبطت في الأردن، وكانت تقوم بمهاجمة الاعتصامات السلمية ورمي الحجارة على المتظاهرين، وآخرها في المفرق، حيث خرجت مظاهرةٌ كبيرةٌ يوم الجمعة الماضي للمطالبة بمعرفتها. ولم يتمكن أحدٌ من تحديد هويتها ولا طرق هبوطها من السماء، هل كانت على متن طبقٍ أم على ظهر صحنٍ طائر!

هذا ما تعرّض له المشرق من غزوات، أما في المغرب العربي فقد ظهرت المخلوقات الفضائية أولاً في ليبيا، ولأنها بلدٌ صحراوي، وحاكمها مولعٌ باستخدام كلمات أسماء الحيوانات (جرذان، فئران، حيوانات، كلاب، حشرات...) في مخاطبة شعبه، فقد أسموها بالقراريص، من كلمة قرص، يقرص، قرصاً كما في القاموس المحيط الأطلسي!

أما في أقصى الغرب، فقد ظهرت فلول المخلوقات المجهولة الهوية في سماء موريتانيا، وهناك أسموها «جعابو»، ومفردها «جَعْبُو»، وهو نوعٌ من النمل الإفريقي الأسود المتوحش من جنوب الصحراء، الذي يسبّب قرصه ألماً وانتفاخاً في جلدك يستمر لعدة ساعات

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3399 - الثلثاء 27 ديسمبر 2011م الموافق 02 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 10:43 ص

      حلول الامس لا تنفع مشاكل اليوم

      الاطباق الطائرة و العنف هذه الادوات استخدمت في العصر السابق.. نحن في عصر السرعة. فظاهرة لم تظهر للعيان ولم يثبتهاباحث بالطرق العلمية تبد وكأنها من أجل اشغال الناس بها.
      أما الاداة الاخرى وهي استخدام العنف لاسكات الناس عن المطالبة بات غير فعال.
      تبدو السرعة في عصر السرعة ليس في الطائرة والصاروخ بل في شئ آخر...!!
      الادوات لدى الشعوب متوفره وبلا عنف ولا كذب فيها صادقة ومدعومة من واحد أحد..
      ومن يصارع الحق صرعه!

    • زائر 13 | 3:47 ص

      حتى سبونك بوب

      ذهذ سياستهم الفاشلة: اضرب واقتل وافعل ما تريد... بشرط ألا يصوّرك أحد! ففي هذه الأيام توجد كاميرات في كل بيت، وتوجد موبايلات وبلاكبيري وآي فون وآيباد وبلاي ستيشن وسبونج بوب!

    • زائر 12 | 2:01 ص

      نفيش احمر

      اشكرك يا أستاذ على هذا المقال الرائع " لكن انا عندي تعليق : بما أن بلدنا البحرين هي جزيرة والبحر يحيط كل الجهات يمكن إللي ظهروا في المنطقة الغربية قباقب طلعوا من الحضرة إللي على الساحل وكان الهامور في الفشت ويدري عنهم وكشله هو قال إليهم . ولا بعد إلا ويالهم جراجير علشان ما يجون إليهم لان الجرجور يعض .

    • زائر 8 | 1:00 ص

      كلهم ملةواحدة

      بلطجية وشبيحة وبلاطجة وجعابو وقراريص... كلهم ملة واحدة. قتل وسحل وقمع الشعوب العربية الحرة.

    • زائر 7 | 12:55 ص

      عاد جعابو

      عاد جعابو وقراريص، مو كان هذه الكلمات تستخدم عندنا في الخليج؟؟؟؟؟

    • زائر 6 | 12:40 ص

      طابت أوقاتك يا سيد

      اقتباس:
      ((............وكانت تقوم بمهاجمة الاعتصامات السلمية ورمي الحجارة على المتظاهرين،......))

      متى و أين؟!!

    • زائر 5 | 12:24 ص

      أعانكم الله يا مطبقين

      المستجار بالله ، كم هي أطباق خفية لا يفك رموزها الا الراسخون في العلم ولكن يفهمها أصحاب الحقوق.

    • زائر 3 | 11:52 م

      بلاد العجائب

      وماذا اسموها يا سيد في بلد العجائب !!!

اقرأ ايضاً