قال وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا إن ضخ النفط الخام إلى المصفاة بلغ رقما قياسيا هذا العام وساهم في تغطية النقص الذي حدث في شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار من العام 2011 خلال الاضطرابات السياسية، وإن أرباح الشركة خلال العام الجاري ستكون أعلى من العام الماضي.

وأفاد ميرزا، وهو رئيس مجلس إدارة «بابكو»، بأن النقص في النفط الخام بلغ نحو 1,2 مليون برميل من النفط، «وإذا استمر العمل على هذا المنوال خلال الأيام المقبلة حتى نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، فسيكون لدينا فائض».

وأبلغ ميرزا الصحافيين على هامش معرض أقامته الشركة في نادي عوالي لدائرة مراقبة العمليات والآلات الدقيقة «لم يحدث لشركة بابكو في تاريخها أن قامت بتكرير رقم قياسي من النفط الخام كما حدث هذا العام والذي بلغ 271 ألف برميل يوميا. تخطينا الرقم المخطط له سابقا، وان أرباح «بابكو» هذا العام ستكون أعلى من العام 2011».

ورد على سؤال بشأن أرباح «بابكو» المتوقعة خلال العام 2011، فاكتفى بالقول إن الزيادة في الأرباح ستكون «جيدة». لكنه لم يعط أية أرقام.

وأرجع ميرزا سبب تحقيق الرقم القياسي في ضخ النفط الخام إلى المصفاة إلى «الموظفين والإدارة الذين تمكنوا بخبرتهم من زيادة الإنتاج، وأن صيانة وحدات المصفاة كانت بطريقة صحيحة، لأنه لا يمكن تحقيق هذا الرقم من الإنتاج من وحدات قديمة».

وبين ميرزا أن ضخ النفط الخام إلى المصفاة «غطى النقص الذي حصل في شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار، وسيزيد عن المعدل، وبمعنى آخر، لن تكون هناك خسائر في المصفاة».

وأضاف «يتم ضخ نحو 1,8 مليون برميل يوميا من النفط الخام إلى المصفاة الذي يتم تكريره، وأنه إذا استمر العمل في الأيام المتبقية في شهر ديسمبر/ كانون الأول، سيكون لدينا 50 ألف برميل يوميا من النفط الخام يضخ إلى المصفاة زيادة على ما كان مخططا له».

وشرح ميرزا أن «الحديث من قبل بعض الأعضاء في البرلمان عن خسائر بمبلغ 99 مليون دولار جميعها غير صحيحة، بسبب أن بابكو قامت بتغطية النقص»، الذي حدث بسبب الأزمة السياسية التي واجهتها البحرين في بداية العام الجاري.

وكان مجلس الإدارة قد أقر الخطة الرئيسية التي تهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية للمصفاة إلى 450 ألف برميل يوميا عن طريق تغيير الوحدات القديمة بأخرى متطورة، مواصلة بذلك جهودها لتطوير وتحديث المصنع الذي أقيم في العام 1936.

وبموجب عملية التطوير فإن السعة الجديدة للمصفاة ستتم زيادتها من 265 ألف برميل إلى 450 ألف برميل يوميا. وسوف يتضمن المشروع تحديث العديد من الوحدات التي ستقوم بتحويل منتجات الزيت الأسود إلى منتجات بيضاء ذات قيمة أعلى مثل الديزل».

وبموجب الخطة، فإن العديد من الوحدات القديمة، بعضها وضعت في الثلاثينيات، ستختفي وستبقى الوحدات الجديدة، بحيث سيتم التخلي عن الوحدات القديمة وسيتم بناء وحدات جديدة أكبر منها، وإدخال تكنولوجيا جديدة. وقد تم تعيين 3 شركات عالمية للمساهمة في أضخم مشروع لتطوير مصفاة النفط بحيث تصبح «مصفاة جديدة». ويقدر أن إجمالي كلفة تطوير المصفاة تبلغ بين 5 و6 مليارات دولار. واستثمرت «بابكو» نحو 1,2 مليار دولار لضمان استمرارية عمل المصفاة، التي تعتبر إحدى الركائز القوية في الاقتصاد البحريني. وتعمل المصفاة في الوقت الحاضر بكامل طاقتها لإنتاج نحو 270 ألف برميل يوميا من مختلف المنتجات التي يتم تسويقها في أسواق الشرق الأقصى والشرق الأوسط.

والبحرين هي منتج ومصدر صغير للنفط، إذ تنتج نحو 44 ألف برميل من حقولها، وتتسلم نحو 150 ألف برميل من حقل أبوسعفة المشترك مع المملكة العربية السعودية، والتي يتم بيعها مباشرة في الأسواق الدولية. كما تستورد نحو 200 ألف برميل يوميا من النفط الخام السعودي لتصفيته، وإعادة بيعه في الأسواق.

وقال ميرزا إن من المقرر أن يبحث مجلس إدارة الشركة التغييرات المرتقبة في إدارة «بابكو»، والتي من ضمنها تعيين نائب الرئيس التنفيذي الحالي جوردن سميث رئيسا تنفيذيا محل فيصل المحروس الذي يتقاعد يوم السبت المقبل (31 ديسمبر العام 2011)، بعد خدمة في الشركة استمرت 35 عاما. كما سيتم كذلك بحث موازنة الشركة للعام 2012.

وذكر بعض مسئولي الشركة أن المحروس ربما يواصل العمل مع «بابكو» كمستشار لوزير الطاقة في الفترة المقبلة، وخصوصا أن الشركة مقدمة على تنفيذ العديد من التطوير في مصفاة التكرير التي بنيت في العام 1963