العدد 3414 - الأربعاء 11 يناير 2012م الموافق 17 صفر 1433هـ

كعكة المناصب والترقيات في الزمن الطائفي!

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مرت أيام وشهور وسنوات، ونحن نراقب الترقيات وتوزيع المناصب من وزراء ووكلاء وزارة ومساعدين لهم وسفراء وغيرهم في بلد القوانين والمؤسسات! ولم نلحظ ترقية من المناصب المذكورة إلا لفئة معينة. كنت مترددا عن الكتابة عن هذا الموضوع المهم حتى لا تكال لي تهمة جاهزة وانعت بها وهي أنني طائفي.

أعتقد بأن هذه المناصب محصورة وممنوعة عن هذه الفئة، وأعلى منصب يصل إليه من ينتمي لهذه الطائفة مدير إدارة فقط، ولا أتفهم لماذا هذه السياسة العمياء التي تقصم ظهر البلد وتشق صفوفه وتكسر أحد جناحيه وتمنعه من التحليق عاليا بين الامم، ومن الذي يديرها؟، وما الهدف من الاقصاء والتهميش والتمييز ضد تلك الطائفة؟

إن هذه الفئة أثبتت جدارتها في التعليم والتدريب، إلا اذا كان هناك تقييم خاص لدى الحكومة يغيب عنا أو لا نعلمه، فليعلمونا لماذا تقتصر هذه المناصب وتنحصر في طائفة بعينها؟

وعندما أطلع على قرارات ترقيات موظفي الدولة على مدى السنوات الماضية في موقع وكالة أنباء البحرين «بنا»، أو أتابع الترقيات في الصحف اليومية، أجد أن المناصب كلها تصب في خانة واحدة، فأين المساواة في بلد المؤسسات؟

لم نثر هذا الموضوع اعتباطا، بل بهدف توصيل رسالة، أن الناس واعية وتعرف ماذا يجري، وتتابع ماذا يدور في هذا الوطن من أساليب التمييز والتطفيش وخطط غير صحيحة، وتوجيه المسئولين بأن هذه القرارات تؤزم الوضع وهي عامل مساعد على زيادة التوتر، ولا تخدم البلد واستقراره، فهذا الاقصاء يزيد من الاحتقان، واعتقد بأنكم تلمسون غضب الناس من أي خطوات أو إجراءات لا تصب في خدمة البلد ورفعته واستقراره. وبالمناسبة، كان هناك انتقاد من الأمين العام لجمعية الوفاق، فيما يخص توزيع المناصب والترقيات والتمييز في هذا البلد على موقع تويتر.

رسالة أخرى نسمعها ونريد توصيلها بكل أمانة، لإخلاصنا لهذا الوطن وتمسكا بترابه الغالي، وبهدف الإصلاح والصلاح، بأن هذه الفئة ساكتة عن حقها، وكاظمة غيظها، فلا تزيدوا الطين بلة ولنعمل سوية في إنقاذ البلد من الغرق.

ما يهمني في هذا الطرح هو تصليح الأخطاء والنظر إلى الاعوجاج لتقويمه، لا التسبب في الاعوجاج من غير اكتراث، فهذا يجعل الفئة المظلومة أكثر إحساسا بالغبن.

لو كنت أود عمل إحصاء في هذا الشأن، فهو منشور في المواقع الإلكترونية، ضد هذه الفئة وخاصة في بعض الوزارات المحسوبة على تيارات وجمعيات معينة ولبينت الفساد المستشري، وأعطيت أمثلة صارخة من التمييز والتهميش. لا نود ذكر هذه المؤسسات والهيئات لأن الكاتب المخلص لبلده لا يكون معول هدم، بل قلمه يصب في خدمة البلد، وانتقاد ما يجب تصحيحه وتقويمه.

ما يثير الاشمئزاز وتمقته النفس أن يسمع المرء أو يستشعر بأن بلده يقوم على التمييز ومن أهم سلطة «تشريعية». والدليل على ذلك أن بعض النواب لا يروق له أن يكون مسئول كبير من هذه الطائفة مسئولا عن مَن ينتمي إلى طائفته، فهل هذا ممثل للشعب؟! حيث أصر بعض النواب على إقالة بعض الوطنيين المخلصين المتفانين في عملهم، كرئيس تنفيذي لهيئة حكومية أسسها ونشأت على ساعديه، ولم تٌسجّل ضده اي جناية أو جنحة، وليس لديه تقصير في العمل ويحارب الفساد الاداري.

لم أقل ذلك عبثا أو مدحا للرجل لأنه لا تربطني علاقة معه، وانما يُذكر لحرصه على القانون، وتمت إقالته بسبب انتمائه المذهبي والعقائدي!

والآن كون هذا الرئيس الحالي - نحترمه كشخص ولا نعرف عنه إلا خيرا - ينتمي لفئة يرتضونها لا يجب محاسبته، وإنما ما يجب مساءلة مسئوله، لأنه من تلك الطائفة الممقوتة في قاموسهم البغيض، ولتفسيرهم بأنه لا يجب أن يوضع مسئول من هذه الطائفة أعلى مرتبة مِمَن ينتمي لطائفتهم! فهل هذا مجلس للنواب أم مجلس للطوائف!؟ اللهم اصلح بلدنا ووفقنا لما تحب وترضى واعف عنا وعنهم يا رب العالمين. والله من وراء القصد

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3414 - الأربعاء 11 يناير 2012م الموافق 17 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 12:12 م

      أقل الوظائف

      حتى حراس المدارس لم يسلمو من التمييز والإضطهاد والابتعاد عن مواقع مدارسهم ومناطقهم الى مناطق بعيدة جدا ومن محافظة الى اخرى والاجازات السنوية لا يحصل عليها الحارس في الشهر الذي اختاره ويكون له فائض من الايام ونهاية العام تقطع الايام الفائضة من قبل ديوان الخدمة المدنية ولا يعوض عنها لا بمبلغ ولا أيام الخاسر الحارس المغلوب على امره

    • زائر 16 | 9:01 ص

      أحسنت

      أحسنت بس التميز والتهميش من زمن بعيد وليس ولد اليوم حتى الاجنبي يعرف تماماً اذا كان في موقع قوه يرفع من ويترك من لان وجوده في وظيفته مرتبط بسلك هذا النهج بكل قوه ... فنقول الله على الظالم الظلم ظلمات....

    • زائر 15 | 7:49 ص

      وادياتي

      سياسة السكلات

    • زائر 12 | 5:17 ص

      دكتور ستراواي أصل وفصل

      شكرا لطرحك الهام وأول الادلة ما حصل اليوم ضد المهندس عبدالكريم حسن، ولمزيد من طرح قضايا تهم الناس.

    • زائر 10 | 2:50 ص

      أنت فخر سترة

      نتفاخر بك يا بويوسف ليس بسبب انتمائك، وانما باشهار الحق ومتابعة قضايا البلد المتوجب وضع البوصلة عليها. شكرا لكم دكتور ويسلم قلمك والله يكثر من أمثالك يا فخرنا

    • زائر 7 | 1:55 ص

      ديوان الخدمة نموذج واضح

      قبل ما يقارب ثلاث سنوان تم احالة نحو 50 موظف الى التقاعد المبكر الالزامي بحجة وجود فائض في موظفي الديوان واغلبهم من فئة معينة، وبعد فترة وجيزة تم البدء في تعييين البديل عنهم بشكل مضاعف حتى أن الميزانية التشغيلية لديوان تضاعفت، واذا اخذنا في الاعتبار ميزانية معهد الادارة العامة الذي كانت اختصاصاته جزء من الديوان والذي لوحده تعادل ميزانيته ضعف ميزانية الديوان قبل انشأءه،نحتاج الى انسان شريف من الاخوة النواب ليحقق في هذه المسالة ليجد حجم الفساد والتمييز في هذا البلد

    • زائر 5 | 12:49 ص

      شكرا استاذنا للمقال الرائع

      الكل يعلم أن هناك سياسة تطهير وتمييز طائفي تشرف عليه جهات عليا متعاونة من جمعيات سياسية دينية معروفة مستغلة نفوذها الواسع ... تبدء سياسية الاحلال من الوظائف القيادية العليا وتصل حتى الوظائف الدنيا ... وهي سياسة ممنهجة تهدف إلى إقصاء وتطفيش وتهميش طائفة معينة في البلد بهدف تهجيرهم وإذلالهم ... لكن نقول زمن الانكسار والخنوع والذل ولى ... وسنلجىء للدفاع عن وجودنا بمختلف الوسائل والاساليب وسنطالب بحق تقرير المصير عبر الامم المتحدة ... لانهم يمارسون جريمة دولية وهو إبادة الجنس البشري والتطهير العرقي

    • زائر 4 | 12:25 ص

      إصرخوا بأعلى أصواتكم يامنتقم

      أعتقد بأن كل ما ذكرته ياأستاذ أحمد هو متطلباب وشفافيات المصالحة الوطنية والمبادرات السلمية ومد يد لليد والشد عليها لكي ندخل خندق الخير الوطني
      أرجع وأقول إنها إخطبوطات تدمير الكائنات الوطنية
      فليأكلوا الكعك وليرتقوا بالرتب ولكن ليتذكروا المنتقم

    • زائر 3 | 12:06 ص

      جامعة البحرين " أنموذج "

      ولكم في جامعة البحرين مثالا ناصعا على ما ذكر في المقال. ولي فقط في المؤسسات التي ذكرت.

    • زائر 2 | 11:23 م

      استاذ احمد سلمت وسلم قلمك الشجاع

      جميع المؤشرات والتحاليل توكد ما ذهبت اليه وهذا ما يدفعنا الى الكلام عن هندسه التازيم مع سبق الاصرار فدوامه العقم االسياسي التى دفع الناس الى الاحتكام الى الشارع بعد ان طفح الكيل وانا اوكد لك ان بعد المسؤليين حصلوا على شهادات من جامعات لا يستطيعون لفظ اسمها من بلدان لم تطائها اقدامهم للوصول الى المركز المرموق ولاكن اذا كالوهم او وزنوهم يخسرون عنده سته في سته اثنعش وسته زائد سته اثنعش والشهاده مبروزه ومعلقه في مكتبه الساتر الله والكفائات الوطنيه تستوردهم منا دول الجوار فبمن ينهض الوطن ياحكماء

اقرأ ايضاً