العدد 3435 - الأربعاء 01 فبراير 2012م الموافق 09 ربيع الاول 1433هـ

الصحافيون المفصولون وباب النجار مخلّع!

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لم يكن شهرا مارس/ آذار وأبريل/ نيسان شهرين عاديين بالنسبة للصحافة البحرينية وللعاملين فيها. إذ كان مارس بداية التخلص من «الترهل» في الجسم العمالي لبعض الصحف التي وظفت فوق طاقتها ثم لم تعرف كيف تتخلص من العمالة الزائدة لديها، وتبعه أبريل الذي خلّص الصحف من الموظفين غير المرغوب فيهم بحسب مزاجية أصحاب القرار.

ما يجعلني أقول هذا بكل ثقة هو ما لاقاه بعض زملائي في الصحافة في شهر أبريل الذي شهد النسبة الأكبر من إقالاتهم من وظائفهم؛ فعلى سبيل المثال إحدى زميلاتي سيقت للتحقيق في النيابة العامة على رغم أنها لم تشارك في اعتصام الدوار (وهي التهمة الرائجة لجميع المفصولين)! ثم حقّقوا معها في الصحيفة برئاسة مدير الموارد البشرية، وحين أخبرته بأنها لم تغب يوماً أو تعتصم، أخبرها بأن الصحيفة بحاجة لتقليص المصروفات وهي واحدةٌ من الأعباء المالية للصحيفة وأجبروها على تقديم استقالتها كي تحصل على حقوقها.

ليست هذه الصحافية الوحيدة التي أجبرت على تقديم استقالتها لتنال حقوقها بعد الفصل التعسفي الذي مارسته الصحف، بل بلغ عدد المفصولين في إحدى الصحف 28 وفي أخرى 17، وفي الثالثة 10، إضافةً إلى عدد مفصولي وزارة الإعلام الكبير نسبياً، منهم من مارس حقه في التعبير عن رأيه وأفكاره وحقوقه بعيداً عن الصحيفة التي ينتمي إليها، ومنهم من لم يتفوّه بكلمةٍ أو يقم بفعلٍ سياسي، وجمعية الصحفيين مازالت تصرح بأنه «لا يوجد لدينا صحافيون فصلوا من أعمالهم»! علماً بأن لا أحد من هؤلاء عاد إلى وظيفته بعد التوجيهات بإعادة المفصولين، أو عاد إلى صحيفة أخرى عدا صحافيٌ وُظِّف في إحدى الصحف محرراً وليس صحافياً.

الأرقام التي ذكرت أعلاه تأكدت منها بنفسي، ومعظم هؤلاء أجبروا على تقديم استقالاتهم ووصل ببعض الصحف أن هدّدت الصحافيين بأن الاستقالة أخفّ وطأةً من الإقالة في ظروف كان المُقال فيها يُساق إلى تحقيق في النيابة العامة في بعض الأحيان.

ما يجعلني أطرق هذا الموضوع اليوم هو أن حديث عودة المفصولين إلى أعمالهم بات شغل الصحافة، فيما لم تلتفت الصحف إلى مفصوليها، ولو أن جمعية الصحفيين باعتبارها الجهة المفترض أن تدافع عن حقوق العاملين في الصحافة، أقامت منتدى ودعت إليه جميع الصحافيين قبل توقيعها على ميثاق الشرف الصحافي لوجدت أن كل هذا العدد من المفصولين لايزال يبحث عن عمل في مجاله. وقد اضطر بعضهم إلى العمل في «كراجات» تصليح سيارات وورش النجارة لأن الصحف لا تريد توظيفهم على رغم أنهم لم يكتبوا يوماً ما يمس سياسة الصحيفة أو يخالفها؛ وأن بعضهم لم يعرف يوماً ما هو دوار اللؤلؤة «إن اعتبرناه التهمة التي تجيز الفصل»؛ وبعضهم الآخر لم يكتب يوماً في الشأن السياسي حتى في مواقع التواصل الاجتماعي!

اليوم وبعض العقلاء في البلاد ينادون بضرورة المصالحة الوطنية، يطفو على السطح تساؤل حول مصير هؤلاء الصحافيين الذين يجب أن يقودوا الحملات الإعلامية المنادية بضرورة هذه المصالحة، وخصوصاً أن البحرين اعتُمِدت في أحد المنتديات عاصمةً للصحافة العربية كما انتشر مؤخراً. عاصمة للصحافة العربية ولدينا أكثر من 60 صحافياً مفصولاً لا يتحدث عنهم أحد إلا نادراً، ولا يعرف بمصيرهم أحد، بعد أن تنكّرت الجمعية المعنية بالدفاع عنهم لحقهم في العودة إلى مواقع عملهم، وبإمكان من يكذِّب ما ذُكِرَ في هذا المقال أن ينادي باجتماع ليتحدث كل مفصول عن نفسه ويحصي العدد الإجمالي، وهو الأمر الذي لا يتطلب كثيراً من الجهد أو الوقت

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3435 - الأربعاء 01 فبراير 2012م الموافق 09 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 10:56 ص

      جيفري

      نعم نحن إلى الآن لانستطيع أن نتكلم بحريه

      ولكن السؤال الي يطرح نفسه....

      إلى متى؟؟؟؟؟

    • زائر 6 | 3:04 ص

      في حفظ الله

      ليرعاكم الله أختي الكريمة هو من يأخذ الحق .... ستعودون لاعمالكم ورؤوسكم مرفوعة استاذة

    • زائر 5 | 2:33 ص

      هنا الامتحان

      هنا الامتحان هناك من نجح وهناك من رسب هناك من خرج مرفوع الراس عزيزا كريما جائعا وهناك من طأ طأ الراس خائبا شبعانا متخما من لحوم الغير


      وهل تتساوى العزة والكرامة والذلة العبودية ؟؟؟؟

    • زائر 4 | 2:05 ص

      بالامس القريب

      بالامس القريب وقعوا ميثاق الشرف

      الا يلزمهم هذا الميثاق وهذا أول امتحان واختبار له ؟؟؟

    • زائر 2 | 12:03 ص

      صباح الطهاره والشرف المهني

      يبنيتي بعض الصحفيين وان جاعوا وان شحتوا كسره الخيز ابرك واشرف واطهر لهم من ان يكونون ظمن طاقم جهاز او صحيفه اشتغلت ولازالت تشتغل كمعول لهدم الوطن و مكتسباته ولا ابجح عندما اجزم ان البعض يمارس العهر الصحفي وعيب ان يحسب كاتب اجج ويوجج فتن تفرق بين الاخ واخيه والاساءه لشخصيات لو عرفها حق المعرفه لكسر كل المرايا في بيته كي لا يرى وجهه فيها ثانيه والى الابد هذا حال بعض الصحف والصحفيين يا بنيتي

    • زائر 1 | 11:26 م

      الله يحميكم

      الله ياخذ حقكم وحقنا اختي الفاضلة
      لنا يوم تتحقق فيه جميع مطالبا ونكرمكم با اصحاب الحناجر الحرة الله يبعد عنكم الشر

اقرأ ايضاً