العدد 3438 - السبت 04 فبراير 2012م الموافق 12 ربيع الاول 1433هـ

حتمية العيش المشترك

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كما كان متوقعاً، فإن هذا الشهر (فبراير/ شباط 2012) يشهد تصعيداً ملحوظاً في النشاطات السياسية، وكان الاجتماع الجماهيري للمعارضة في المقشع واحداً من مظاهره، كما كانت مسيرة المعارضة أمس الأول مظهراً آخر للوضع المتصاعد في وتيرته وسخونته.

ولعلنا بحاجة إلى مراجعة بعض التصورات التي سادت في الفترة الأخيرة لنقض السيئ منها وتثبيت الحسن. فعلى الجانب الحسن، فإن الإصرار على إبعاد أي مظهر غير سلمي عن الساحة، وأن يحرص الجميع على ذلك، لأن صاحب الحق ينتصر بالقيم وليس بالقوة. ولكننا نحتاج إلى أن ننقض فكرة انتشرت بين أوساط هنا وهناك، وهي فكرة الانفصال المجتمعي، ومأسسة الفصل بين فئات المجتمع. هذا المنحى خطير، وخطره على الجميع، بمن فيهم أولئك الذين قد يعتقدون بأن «الكعكة» أصبحت لهم، وأنهم يستطيعون الاستغناء عن غيرهم. وهذا ينطبق على آخرين يتصرفون وكأن البلد لا تحتوي إلا من يشبههم، وبالتالي فإن العقل الباطن يحرك النشاطات نحو مسارات غير سليمة.

يوم أمس كانت هناك محاولة لبعض الشباب البحريني لتداول قضايا الوطن عبر النقاش والحوار، ويجب أن نشجع مثل هذه المبادرات، ومن المؤسف أن الأولوية التي خصصتها جميع المؤسسات الرسمية للأمن طغت على كل شيء، وحتى أن البيوت والتسهيلات التي كانت مخصصة للشباب أصبحت الآن تستخدم في مجالات أخرى.

لو نظرنا إلى ما نمر به في البحرين من زاوية مختلفة فلربما ساعدنا بعضنا البعض على احتواء الجوانب السلبية ولربما ساهمنا في إيجاد المخارج العملية من الأزمة. فما مررنا به في البحرين لم يكن مستغرباً مع التطورات التي مرت بها منطقتنا، وهي جزء من تطورات جوهرية في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما أن انفتاح الشعوب على بعضها البعض وزيادة الاتصالات وارتفاع مستوى التعليم، كل ذلك أدى إلى تحريك المجتمعات نحو طموحات (مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان) يرى الكثيرون أنها أصبحت مطلباً أساسياً في حياتها.

ومن المتوقع أن تحدث اختلافات، وأن تسير الأحداث بطريقة غير متوقعة، ولكننا كمجتمع صغير في البحرين علينا ألا نغفل عن «حتمية العيش المشترك»... فمهما حدث ويحدث أو سيحدث، ففي النهاية أننا سنعيش مع بعضنا البعض. وفكرة التعايش تقوم على أساس الاحترام المتبادل، وهذا الاحترام يجب أن ينعكس في الخطابات السياسية، وفي الجوانب الثقافية التي تتحكم في تلك الخطابات، بحيث لا نسمح إلى «اللاوعي» أن يتحكم في مشاعرنا وتصرفاتنا

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3438 - السبت 04 فبراير 2012م الموافق 12 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 6:36 ص

      لسنا الهنود الحمر

      ومن يريد ان يغير ويلعب بالتاريخ فلأنه ليس له تاريخ وتاريخ الارض التي نعيش عليها تسع للجميع ونقول للمجنسين والسكان الجدد لاتلعبو بنار الطائفيه فالبحرينيون جميعا متفقين على صون ارضهم من الدخلاء مهما اختلفو فامتزاج دمهم اقوى من ان يتفارقو

    • زائر 12 | 5:40 ص

      ايها المنبر التقدمي استفق قد غدونا غرباء

      ايها المنبر التقدمي استفق ، قد غدونا غرباء ، وطغى على الساحة فكر الضعفاء ، سادت الامية والفرقة الطائفية والمذهبية في اوساط الشباب ، ليتك تنهض من سباتك العميق والطويل ، قد غدونا غرباء ، حرر العقل من فكر الجمود ، واسبح في بحر الوطن لتجمع الشمل بين اوساط الاباء ، قد غدونا غرباء ، وذهبنا في سبات ووعينا على الانقسام ، يا عمر حب علي ، وياعلي حب عمر ، لم نعد نحتمل هذا الانقسام ، اجعلوا الحب مباح للجميع واجعلوا الارض كيان يضم الفرقاء ، لا تعيشوا في قرون الظلمات ، نحن نحيا تحت ضوء الشمس في عز النهار

    • زائر 9 | 2:33 ص

      من هو اكثر وعياً,,,,

      عدد المواطنين في البحرين اقل من مليون < اما في الهند فيربو على المليار,,,
      في البحرين ديانة واحدة < و في الهند عدد الديانات و المذاهب لا يعلمها إلا الله,,,
      لغتنا واحدة < و في الهند اكثر من 400 لغة,,,
      مساحة البحرين 700كم < و الهند 3,3 مليون كم

      هم متعايشين اما نحن ؟؟؟؟؟؟
      فمن هو اكثر وعياً,,,,,,بالله عليكم

    • زائر 6 | 1:28 ص

      الوطن اصبح وطنين والشعب صار شعبين وفقا لمعيار الطائفة والمذهب

      انا مواطن ضائع على الحدود بين ضفتي الوطن ، قدري هو انني لا انتمي الى قبيلة او طائفة او مذهب ، فالوطن لم يعد تلك المساحة من الارض الذي يجمع الانسان بأخيه الآخر بل اصبح مذهب وطائفة وقبيلة ، قد رجعنا الى الوراء ، الى ما قبل 14 قرن ، اسأل نفسي واسأل صاحب المقال لعلي احصل على جواب شافي لغليلي ، على اي ضفة من الوطن اعيش عليّا ان انحني واطوّع عقلي ولساني بالنطق وفقا الى ما هو سائدا من حولي ، فأنا انسان اجتماعي لا استطيع الحياة خارج فضاء وبحر المجتمع فيه اتنفس واذا ما خرجت حتما مصيري الفناء والهلاك

    • زائر 5 | 11:30 م

      البعض يحاول القدح في أصولنا ليبرر سياسة الإقصاء التي يمارسها

      سياسة الإقصاء لن تجلب على البلد إلا دمارا ولن يكون احد رابح فيها فحتى من يظن انه حظي بجزء من الكعكة سوف لن يهنأ عيشه بها لأن من نهبة من هذه الكعكة لن يسكت ولن يدع الهدوء يعم البلد خاصة وبعد ان تكشف الوجوه وبانت واتضحة النوايا.
      البحرين ليست كعكة وليست ملكا لأحد يلعب في خيراتها
      ليستحوذ هذا على جزء من الكعكة ويمنع ذاك فهذا المنطق ولّى من غير رجعة فلسنا في زمن يمكن معه
      ممارسة مثل هذه الأعمال التي اثبتت فشلها في جنوب افريقيا وباقي الدول ومحاولة الاصرار على هذا النهج سوف يستنزف البلد وينهكه

    • زائر 4 | 10:59 م

      حتمية العيش المشترك

      حتمية العيش المشترك جبل عليه اهل البحرين منذ ان نشأت البحرين وليست الاحداث الاخيرة 2011 هي التي ستفرق المجتمع البحريني بل مرت البحرين بأسوأ منها منذ ال20 نات ودائما يخرج منها المواطن سالما على انه (( بحريني )) والله اعلم

    • زائر 2 | 10:28 م

      أنا فهمتك

      هل فهم الشارع البحريني كلامك يا دكتور وتخلآ عن العصبيه المذهبيه؟

اقرأ ايضاً