العدد 3446 - الأحد 12 فبراير 2012م الموافق 20 ربيع الاول 1433هـ

وزير الطاقة: تآكل المعادن يكلف مليارات الدولارات سنوياً

في افتتاح مؤتمر متخصص لمناقشة الظاهرة

المنامة - الهيئة الوطنية للنفط 

12 فبراير 2012

افتتح وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط الرابع عشر حول تآكل المعادن مساء أمس (الأحد) بحضور عدد من المهنيين والمتخصصين وأصحاب الاهتمام بموضوعات المؤتمر الذي يقام في مركز الخليج الدولي للمؤتمرات بفندق الخليج.

وقال الوزير: «إن هذا المؤتمر الذي يركز بصفة خاصة على دراسة تآكل المعادن، يقام بانتظام منذ ثلاثة عقود، وسبب أهميته هي في غاية البساطة هو أن تآكل المعادن يكلف كوكبنا الأرضي مليارات الدولارات في كل سنة. وهذا يحدث في آسيا وفي الشرق الأوسط، ومن القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، وفي القرى الصغيرة أو المناطق الحضرية الكبيرة، وفي الصحاري أو في الغابات المطيرة، وعلى المحيطات والأرض، وفي الهواء أو داخل المناجم تحت الأرض، ويؤثر على كل فرد منا وفي كل يوم. وعلاوة على الخسائر المادية التي يمكن إحصاؤها ومشاهدتها، فإنه يمتد إلى المعاناة الإنسانية والإصابات الخطيرة والخسائر في الأرواح. وإزاء هذا الوضع، يتحتم علينا إيجاد الحلول لهذه المشكلة الخطيرة التي تواجهنا. وعلى نطاق العالم، تنفق المؤسسات الطبية ومعاهد الأبحاث ملايين الدولارات كل سنة لإيجاد علاج للأمراض، وأبرزها أمراض السرطان. ومطلوب من الجهات الإنسانية أن تكرس جهوداً مماثلة لعلاج سرطان المعادن، وهو التآكل الذي تتعرض له».

وذكر وزير الطاقة أنه على مدى العقود الزمنية القليلة الماضية، تم اتخاذ خطوات مهمة في مجال علم المواد والبتروكيماويات والسيراميك، فقد تم تطوير مئات من البوليمرات الجديدة وغيرها من العناصر البتروكيماوية أو السيراميك لتحل محل معادن كانت تستخدم على نطاق واسع في حياتنا اليومية ومن المستحيل تقريباً الاستغناء عن هذه المواد فالسيارات وقطع غيارها وأبدان الطائرات وخطوط الأنابيب والقنوات مصنوعة من مواد كانت مصنوعة من المعدن سابقاً أضف إلى ذلك، قائمة طويلة من المستلزمات المنزلية أو الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية. وقد حققت هذه الخطوات نتائج باهرة في منع الآثار التي تنتج عن تآكل المعادن، إلاّ أنها لم تصل لدرجة القضاء على التآكل. وسيواصل العالم اعتماده على المعادن لأن استبدالها بشكل كلي بمواد من صنع الإنسان أمر يصعب تصوره تقريباً ولذا، لا مفر من أن يظل تآكل المعادن ملازماً لنا لمدة من الزمن.

وأكد الوزير أن الجهة المنظمة وهي جمعية المهندسين البحرينية والجمعية الدولية لمهندسي التآكل -فرع غربي آسيا وإفريقيا وفرع الظهران بالمملكة العربية السعودية- قد حالفهم الصواب لاختيارهم شهر فبراير لعقد هذا المؤتمر، لأن الصيف في هذه المنطقة قد يكون خانقاً فارتفاع نسبة الرطوبة المتزامن مع التربة المالحة على الأرض أو المياه عالية الملوحة في المناطق البحرية هي من أهم أسباب تآكل المعادن في منطقتنا، أضف إلى ذلك أن المنطقة تنتج كميات كبيرة من النفط الثقيل الذي يحتوي على نسبة عالية من مادة الكبريت. والكبريت هو في حد ذاته مصدر لبيئة تسبب التآكل. وإذا «ما أضفنا لذلك المحيط الجوي الأكّال بسبب التلوث الناتج عن الانبعاثات من عوادم السيارات والشاحنات والطائرات والسفن وغيرها، فإن المشكلة تتضاعف في حجمها وخطورتها».

وتابع الوزير «وتعتبر تنمية البنية التحتية أمراً ضرورياً لكل دولة ترغب في تحسين مستوى معيشة مواطنيها. والبنية التحية تعني أساساً هياكل معدنية لتشييد المباني والجسور ومحطات الكهرباء ومصافي النفط والسكك الحديدية والسفنوكل هذه البنى التحتية عرضة للتآكل. إن حماية أصولنا التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات هي في أيديكم. فمنذ أن بدأ تنظيم هذا المؤتمر في العام 1979، وهدفه هو بالضبط حماية أصولنا وحماية مواطنينا وحماية بيئتنا. وقد شهد هذا المؤتمر على مر السنوات آلافاً من المشاركين وقدمت فيه آلاف الأبحاث الفنية من جانب ممثلين عن الشركات ومراكز الأبحاث والجامعات والمؤسسات الحكومية والجمعيات الصناعية من مختلف أنحاء العالم. وعلى مدى الثلاثين سنة الماضية، استقطب هذا المنتدى عدداً من الخبراء والمهندسين من مختلف الصناعات، وأمكن توفير ملايين الدولارات في المنطقة نتيجة لتطبيق أفكار وحلول جرى تقديمها من خلال هذا المؤتمر ومن تقاسم المعرفة وتبني الأبحاث من أفكار نبتت في هذا المؤتمر.

كما شارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المدير التنفيذي للخدمات الهندسية بشركة أرامكو السعودية، عمر بازهير، ورئيس إن.أ.سي.إي العالمية اوليفر موجهيسي ورئيس جمعية المهندسين البحرينية عبدالمجيد القصاب ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر هذا العام بدر بوسبيت

العدد 3446 - الأحد 12 فبراير 2012م الموافق 20 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً