العدد 3446 - الأحد 12 فبراير 2012م الموافق 20 ربيع الاول 1433هـ

رئيس الوزراء الباكستاني يمثل أمام المحكمة العليا اليوم في بادرة قد تقود لتنحيه

أعلن رفضه إعادة «طالبان» للسلطة... واعتبر الاتهامات الموجهة للرئيس «دوافعها سياسية»

رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني
رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني

من المنتظر أن يمثل رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني شخصياً اليوم (الإثنين) أمام المحكمة العليا في العاصمة إسلام آباد للنظر في الاتهامات الموجهة إليه بازدراء المحكمة. ومن الممكن أن يصدر حكم بالسجن لمدة تصل إلى ستة أشهر بحق جيلاني بالإضافة إلى عزله من منصبه في حال تم إدانته بهذه التهمة أمام المحكمة.

وكانت المحكمة العليا رفضت الجمعة استئنافاً تقدم به جيلاني ضد قرار اتهامه بازدراء المحكمة بسبب رفض الحكومة تنفيذ قرار للمحكمة خاص بإعادة فتح التحقيق في قضايا فساد ضد الرئيس آصف على زرداري.

وكان جيلاني رفض كتابة خطاب للسلطات السويسرية يطلب فيه إعادة فتح قضايا غسل أموال تتعلق بملايين الدولارات ضد الرئيس زرداري بدعوى حصانة الرئيس ضد الملاحقة القضائية. وتعود هذه القضايا إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي عندما كانت زوجة زرداري الراحلة بي نظير بوتو، رئيسة لوزراء البلاد.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني لقناة «الجزيرة» التلفزيونية الفضائية في مقابلة عرضت أمس الأول إن اتهامات الفساد الموجهة لرئيس باكستان، آصف علي زرداري «لها دوافع سياسية» وإن الرئيس لديه حصانة باعتباره رئيساً للبلاد. وقال جيلاني لـ «الجزيرة» في إشارة لرئيس باكستان «رفعت الكثير من الدعاوى ضده وهي جميعا لها دوافع سياسية... لديه حصانة وحصانته لا تقتصر على باكستان بل لديه حصانة عابرة للحدود... حتى في أنحاء العالم».

وفي المقابلة التي تناولت الكثير من القضايا انتقد أيضا هجمات الطائرات بلا طيار والتي استهدفت متشددين قرب الحدود الأفغانية قائلا إنها تحدث نتيجة عكسية مشيراً إلى أن باكستان لم تسمح بها قط. وقال إن باكستان تدعم أي خطة سلام تقودها أفغانستان لإحلال السلام في البلد المجاور وإنها لن تدعم بأي حال مقاتلي «طالبان».

عندما سئل عما إذا كان يفضل الاستقالة لمصلحة الرئيس قال جيلاني إنه في حالة إدانته في تهمة ازدراء المحكمة فسوف يفقد منصبه تلقائيا لذلك ليس هناك حاجة له للاستقالة.

وأضاف «ليست هناك حاجة للتنحي... في حالة إدانتي فليس من المفترض أن اكون عضوا في البرلمان.» وفي المقابلة قال جيلاني إن السلطات في اسلام اباد لم توافق على الضربات التي تنفذها الطائرات الأميركية بلا طيار. وأردف قائلا ً»أريد أن أبلغكم بأننا لم نسمح أو نعطي تصريحاً بتحليق طائرات بلا طيار من باكستان». وأضاف «ثانياً.. الطائرات بلا طيار حققت نتائج عكسية. ونحن بحثنا مع الإدارة الأميركية بشكل كامل أننا في بعض الأحيان نبذل الكثير من الجهد لعزل كل المتشددين بنجاح من القبائل المحلية».

وقال إن هجمات الطائرات بلا طيار أحدثت رد فعل عكسياً لدى القبائل في المناطق المتاخمة لأفغانستان. ومضى يقول «بعد ذلك فإن القبائل المحلية والمتشددين يوحدون الصفوف... إنها تجعل مهمتنا بالغة الصعوبة. ثم إن هناك قدراً أقل من المساحة السياسية لنا».

وقال جيلاني أيضا إنه تربطه علاقات طيبة مع الجيش «في الوقت الراهن». وكانت تلك إشارة إلى التوترات بين الحكومة المدنية والجيش بسبب مذكرة أرسلت إلى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والتي تطلب المساعدة الأميركية لمنع انقلاب عسكري محتمل بعد العملية الامريكية السرية التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن.

وعندما سئل عن مستقبل أفغانستان قال جيلاني إن باكستان ستدعم أي مبادرة سلام تقودها أفغانستان ولا تؤيد إعادة «طالبان» الأفغانية للسلطة. وقال «نحن لا ندعمهم. هذه ليست مهمتنا. لماذا ندعمهم؟» وقال جيلاني أيضاً إن الهند وباكستان لا يمكنهما تحمل المزيد من الصراعات -بعد أن خاضا ثلاثة حروب ومناوشات لا حصر لها منذ تقسيم الهند عام 1947- وإنهما مستعدتان لبحث القضايا التي أعاقت منذ زمن طويل تطبيع العلاقات.

وقال «وافقنا على بحث كل القضايا الرئيسية فيما بيننا بما في ذلك قضية كشمير» في إشارة إلى المنطقة التي يطالب كل من البلدين بالسيطرة الكاملة عليها ويتقاسمان إدارتها. وكانت كشمير محور حربين بين ثلاثة حروب نشبت بين البلدين

العدد 3446 - الأحد 12 فبراير 2012م الموافق 20 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً