العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ

«أفندية الوفاق» ينسحبون من منافسة العمائم

جاسم حسين وحسن سلطان أنموذجاً...

ربما يكون عزاء «الأفندية الوفاقيين» الوحيد أن جمعيتهم تمارس عليها ضغوط كبيرة لتقليل عدد رجال الدين في قائمتها النيابية، فبعض هؤلاء فضلوا الانسحاب مبكراً من منافسة محسومة، فقد كان لزاماً على الناشط الاقتصادي والأستاذ الجامعي جاسم حسين أن ينسحب من المنافسة في «سابعة الشمالية» (مدينة حمد) إلى الدائرة الثالثة من محافظة العاصمة التي تضم النعيم وأجزاء من المنامة، وذلك رغبة منه في عدم الاصطدام بعمامة رجل دين بارز هو الشيخ حسن سلطان.

لم يشفع لحسين لا درجته الأكاديمية المرموقة، كونه رئيس وحدة البحوث الاقتصادية في جامعة البحرين، ولا علاقته الوثيقة بـ «الوفاق»، إذ إنه كان من مؤسسي الجمعية وأصبح الآن عضواً في مجلس شورى الجمعية (المنتخب).

ويرى بعض المقربين منه أن انسحابه المبكر كان ذكياً جداً بلحاظ عناصر كثيرة، فجاسم حسين على رغم كل مؤهلاته ليس بمقدوره منافسة الشيخ حسن سلطان الذي كان أحد أعضاء «لجنة المبادرة» التي كانت تمثل القيادة التنفيذية لقوى المعارضة الإسلامية في التسعينات. وفي حين يتميز جاسم حسين بعلاقة وثيقة بعدد من المسئولين وتستفيد منه «الوفاق» كحلقة وصل مهمة جداً لمد جسور التواصل مع شريحة التجار والمؤسسات الاقتصادية، يتميز الشيخ حسن سلطان في المقابل بصلته الوثيقة بالمؤسسة العلمائية ومؤسسات المنطقة الغربية بالإضافة إلى القواعد الشبابية في مدينة حمد وضواحيها.

لكن المثير في الأمر أن جاسم حسين هرب من عمامة في «سابعة الشمالية» ليواجه عمامة أخرى في «ثالثة العاصمة» هي عمامة الشيخ جاسم المؤمن زميله في عضوية «شورى الوفاق»، لكن بالتأكيد تبقى الأسابيع القليلة المقبلة حبلى بالمفاجآت!


هرب من عمامة في مدينة حمد إلى عمامة في النعيم!

لماذا قرر جاسم حسين الانسحاب من منافسة حسن سلطان مبكراً؟

الوسط - حيدر محمد

كان لزاما على الناشط الاقتصادي والأستاذ الجامعي جاسم حسين أن ينسحب من المنافسة في «سابعة الشمالية» التي تشمل دوارات في مدينة حمد حيث يسكن منذ سنوات إلى الدائرة الثالثة من محافظة العاصمة التي تضم النعيم وأجزاء من المنامة، وذلك رغبة من حسين في عدم الاصطدام بعمامة رجل دين بارز هو الشيخ حسن سلطان.

ولم يشفع لحسين لا درجته الأكاديمية المرموقة لكونه رئيس وحدة البحوث الاقتصادية في جامعة البحرين، ولا علاقته الوثيقة بـ «الوفاق» (كبرى الجمعيات السياسية المعارضة) على رغم أنه كان من مؤسسي الجمعية ثم كان احد أعضاء الهيئة الاستشارية (المعينة) وأصبح الآن عضوا في مجلس شورى الجمعية (المنتخب).

جاسم حسين فضل الانسحاب مبكرا حتى قبل إعلان «الوفاق» عن قائمتها النيابية، وفيما يرى بعض المقربين منه أن انسحابه المبكر كان ذكيا جدا بلحاظ عناصر كثيرة يأتي من أبرزها خروج حسين من منافسة غير متكافئة مع الشيخ حسن سلطان، والسبب الآخر - بحسب هؤلاء أيضاً - أن حسين لم يكن مصرا على الدخول في الانتخابات المقبلة كما يفعل بعض المترشحين، بل كان ينتظر ضوءا اخضر من جمعيته ومن الأمين العام الشيخ علي سلمان تحديدا ليدخل في إحدى الدوائر التي تحتاج «الوفاق» فيها إلى شخصية كجاسم حسين، ويقولون أيضا إن حسين موعود بمركز عالي المستوى وهو منصب عميد كلية الاقتصاد في جامعة البحرين، وهو أمر إن صح فعلا فإنه سيجعل حسين يفكر مليا قبل اتخاذ قرار حاسم بالترشح لـ «النيابي».

جاسم حسين الاقتصادي المخضرم هو من مواليد فريق المخارقة «أكثر احياء العاصمة المنامة اضطرابا سياسيا منذ العشرينات»، ويعمل أستاذا جامعيا وكاتبا صحافيا واستشاريا اقتصاديا في بعض المؤسسات المحلية والدولية، ويحمل حسين شهادة الدكتوراه من إحدى جامعات الولايات المتحدة الأميركية، وله عشرات البحوث في الاستثمار والتنمية والتحولات الاقتصادية، كما يشغل عضوية مجلس إدارة جمعية الشفافية البحرينية.

وتعرض حسين في حقبة التسعينات إلى مضايقات أمنية من السلطات بسبب نشاطه وتحليلاته عن الوضع السياسي البحريني آنذاك وعلاقته ببعض الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية.

أما الشيخ حسن سلطان فهو من مواليد قرية داركليب (المنطقة الغربية)، وهو ذو تاريخ سياسي في عقد التسعينات، إذ كان أحد أعضاء «لجنة المبادرة» التي كانت تمثل القيادة التنفيذية لقوى المعارضة الإسلامية في التسعينات، واعتقل بسبب نشاطاته السياسية، وسافر إلى مدينة قم المقدسة للدراسة الحوزوية فيها، وكان دور سلطان السياسي متركزاً منذ بداية العهد الإصلاحي على إلقاء خطب الجمعة والمحاضرات الدينية في مسجد فاطمة الزهراء (ع) الذي يشكل احد المراكز الدينية الشيعية المهمة في مدينة حمد، ولكن بعد انتخابات «جمعية الوفاق» الأخيرة اختاره الأمين العام الشيخ علي سلمان ليكون ضمن تشكيلة الأمانة العامة (الإدارة التنفيذية) للجمعية، ويرأس الآن الملف النيابي في الجمعية.

ويتميز جاسم حسين بعلاقة وثيقة مع عدد من المسئولين الحكوميين والنواب والشوريين وتعتمد عليه «الوفاق» كحلقة وصل مهمة جدا لمد جسور التواصل مع شريحة التجار والمؤسسات الاقتصادية عموما وغرفة تجارة وصناعة البحرين ومجلس التنمية الاقتصادية خصوصا، كما انه يجيد اللغة الانجليزية بطلاقة، وفي بعد آخر سيكون اختياره في إحدى الدوائر لـ «النيابي» أمرا مهما لـ «الوفاق» على الصعيد الاجتماعي مع شريحة المواطنين من أصول فارسية (العجم)، فيما يتميز الشيخ حسن سلطان بصلته الوثيقة بالمؤسسة العلمائية وبالدرجة الأولى المجلس الإسلامي العلمائي (يترأسه الشيخ عيسى قاسم) ومؤسسات المنطقة الغربية بالإضافة إلى القواعد الشبابية في مدينة حمد وضواحيها.

وعلى رغم انسحاب جاسم حسين من حلبة التنافس في «سابعة الشمالية» مبكرا لايزال وضع هذه الدائرة يحمل في طياته مفاجآت متوقعة، فمن المنتظر أن يعيد عضو كتلة النواب الديمقراطيين النائب يوسف زين العابدين زينل ترشيح نفسه مجددا في الدائرة، معتمدا على مؤشرات جيدة لأدائه المتميز في المجلس النيابي وعلاقته التاريخية بحركة المعارضة، كما أنه نجح في السنوات الأربع الماضي .ةفي أن يتواصل بشكل مباشر مع أهالي الدائرة من خلال مجلسه الأسبوعي ورسائل الـsms ورعايته لعدد من الأنشطة الاجتماعية في المنطقة، وهؤلاء الناشطون الثلاثة (سلطان وزينل وحسين) سيترشحون في قبال ناشطة نسائية شاركت في انتخابات 2002 هي فوزية الرويعي.

ولكن المثير في الأمر أن جاسم حسين هرب من عمامة في «سابعة الشمالية» ليواجه عمامة أخرى في «ثالثة العاصمة» وهي عمامة الشيخ جاسم المؤمن الذي يعد زميله في عضوية «مجلس شورى الوفاق».

«العمامة» كانت ومازالت لها رمزية خاصة في الوسط الشيعي العام في البحرين، وكانت ممثلة في المجلس التأسيسي ومن ثم المجلس الوطني، وبرز دورها السياسي على نحو خاص منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وبالتالي فإن لعبها دورا اكبر في الشأن السياسي المستقبلي لن يكون أمرا غريبا، ولكن عزاء « الأفندية الوفاقيين» أن جمعيتهم تمارس عليها ضغوط كبيرة لتقليل عدد رجال الدين في قائمتها النيابية، وهو أمر يفرح بعض المترشحين قطعا، ولكن وبالتأكيد ستكون الأسابيع القليلة المقبلة حبلى بالمفاجآت

العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً