العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ

خطاب الأسد يثير ربكة في لبنان وجنبلاط يعتبره «أباح دم المعارضة»

أميركا ترفض «التبجح» و«إسرائيل» تتهمه بالانحياز لـ «العناصر المتطرفة»

بيروت، الرياض - أ ف ب، د ب ا 

16 أغسطس 2006

أثار اتهام الرئيس السوري بشار الأسد قوى لبنانية معارضة لدمشق بتنفيذ مخطط إسرائيلي ردود فعل عنيفة في أوساطها، كما أربكت نبرته شخصيات من خارج قوى 14 آذار وأخرى معروفة بقربها منه.

واعتبر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، أحد أبرز قادة الأكثرية النيابية، أن اتهام الأسد قوى 14 آذار بأنها «منتج إسرائيلي» يعني «إباحة دمها». ونقلت صحيفة «المستقبل» عنه قوله «ذلك يعني أن النظام السوري يتهيأ لحملة تصفيات في موازاة الإعداد لانقلاب سياسي يستكمل الانقلاب العسكري».

وأضاف جنبلاط أن «دماء قانا وأهل الجنوب غالية جداً علينا لكن دماء الأحرار اللبنانيين غالية أيضاً». وفي تصريح نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» اتهم النائب اللبناني حزب الله وسورية بالسعي داخلياً للانقلاب على «دولة الطائف». وقال «طرح الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله في كلمته الأخيرة بناء الدولة القوية العادلة الأمر الذي يعني أن دولة الطائف ليست قوية وغير عادلة ما يعني أن الدولة المطلوبة هي انقلاب على دولة الطائف».

وأضاف «الأسد يسعى لقطف ثمرة الصمود بغية توظيفها في تثبيت المحور الإيراني- السوري على حساب المحور العربي ودولة الطائف». واعتبر أن «الانقلابات» تجمع بين الأسد ونصرالله.

ووصف النائب سعد الحريري، زعيم الأكثرية النيابية التي تمثل قوى 14 آذار المناهضة لسورية، خطاب الرئيس السوري بأنه «غير مسئول»، وذلك في تصريحات للصحافيين جاءت اثر استقباله وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي.

وقال النائب السابق فارس سعيد «هذا الهجوم يلوح بتجدد مسلسل الاغتيالات. الأسماء المرشحة باتت معروفة، لكن الأسد لن يخيفنا ونحن نتكل على الله وعلى إيماننا بلبنان». وأضاف «نقول للأسد انه غير قادر على الدخول مجدداً سياسياً أو عسكرياً إلى لبنان وان تهديداته المتكررة لن تخيف أحدا».

واعتبر سعيد «أن الأسد يحاول أن يحقق مكاسب سياسية على حساب دم شهداء لبنان وشهداء حزب الله ما يثبت مدى العلاقة التي كنا نؤكدها سابقا ان هناك أطرافا في لبنان تموت من اجل تحسين مفاوضات الجانب السوري أو الإيراني».

وعلى رغم إشادته بالأسد، رأى رئيس الحكومة السابق سليم الحص، وهو معارض لقوى 14 آذار، ان الأسد «كان في غنى» عن هذا الموقف. وقال في تصريح صحافي «نقدر المشاعر الصادقة والأصلية التي أبداها (...) ولكننا نرى انه كان في غنى عن التعرض من قريب أو بعيد لفرقاء لبنانيين معينين».

ورفضت الولايات المتحدة «تبجح» الرئيس السوري بانتصار حزب الله، معتبرة أن تصريحاته تدل على شعور دمشق بالمرارة والعزلة. وردا على سؤال، رفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك تصريحات الأسد معتبرا أنها تدل على شعور سورية بالمرارة لاستبعادها من أي دور في تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 ونزع سلاح حزب الله.

كما اتهمت «إسرائيل» الأسد بالانحياز لـ «العناصر المتطرفة» في المنطقة، وقال المتحدث باسم خارجيتها مارك ريغيف «من خلال هذا الخطاب، أكدت سورية أن خيارها الاستراتيجي يتمثل في انحياز تام للعناصر المتطرفة». واعتبر أن هذا «المعسكر المتطرف» يضم إيران وحزب الله والمنظمتين الإسلاميتين الفلسطينيتين (حماس) وحركة (الجهاد)».

وبدورها انتقدت صحف لبنانية بشدة خطاب الأسد ورأت فيه تحريضا على الاغتيالات والفتنة الداخلية ومحاولة لاستثمار صمود حزب الله في مواجهة «إسرائيل».

وكتبت «المستقبل» التي تملكها عائلة الحريري «لم يتأخر الأسد في استثمار الحرب على طريقة أمر العمليات الذي يعني إباحة الدم». وأعربت عن تخوفها من «بدء سورية وإيران هجوما سياسيا مضادا ينذر بمضاعفات داخلية وإقليمية خطيرة».

ورأت «النهار» «أن الخطاب في شقه اللبناني تحريضي ويرمي إلى افتعال مشكلة بين اللبنانيين»، مؤكدة «أن لا عودة لنفوذه (الأسد) في لبنان». حتى أن «السفير» المقربة تقليديا من القادة السوريين كتبت افتتاحية لناشرها طلال سلمان حملت عنوان «لو أن الأسد ظل أخا اكبر».

وقالت السفير «كنا نتمنى لو أن الرئيس السوري تعالى على المرارات المتخلفة عن التجربة التي فشلت في بناء النموذج للعلاقات بين دولتين متكاملتين (...) واكتفى بان يهنئ اللبنانيين كل اللبنانيين على النجاح في صد الهجمة الإسرائيلية الهمجية».

وأضافت «نتمنى لو أن الأسد اغتنم لحظة النصر البهي الذي حققته المقاومة المعززة بالتضامن الشعبي وبالتماسك الحكومي فتوجه إلى لبنان كله ليفتح صفحة جديدة».

كما انتقدت صحف سعودية ومصرية وأردنية صادرة خطاب الأسد واتهمته بـ «سرقة نصر حزب الله». وقالت «الوطن» السعودية في مقال بعنوان «سرقة النصر دون طلقة رصاص واحدة»: «لا يحاولن أحد سرقة النصر الذي حققه لبنان، فحري بهذا البلد أن يهدي النصر لبنيه من دون أي تدخل من أية جهة كانت».

وفي عمان نشرت «الغد» المستقلة مقالة لرئيس تحريرها أيمن الصفدي قال فيها: «تحدث الأسد وكأنه عاد لتوه من الجبهة، حاضر بشأن الصمود والمقاومة وكأن الجولان مشتعل في وجه الاحتلال، نسي أن للناس ذاكرة وآذانا وعيونا لم تسجل أي فعل سوري مقاوم منذ عقود ولم تلحظ من النظام السوري إلا استقواء على لبنان وعلى الشعب السوري وخنوعا أمام (إسرائيل)».

وفي القاهرة، كتبت صحيفة «الجمهورية» الرسمية «كان طبيعيا أن يلقي الرئيس السوري خطابا بعد وقف إطلاق النار ليؤكد سروره بانتصار المقاومة اللبنانية وهو الانتصار الذي أسعدنا جميعا». وأضافت «لكن الأسد عليه أن يدرك أن اللغة الازدواجية التي يتحدث بها ربما كانت تصلح في عهد والده الزعيم الراحل حيث كانت هناك قوتان عظميتان».

واعتبر محللون في دمشق أن الانتقادات التي وجهها بشار إلى القادة العرب والغربيين تهدد بمضاعفة العزلة التي تعانيها سورية.


حزب الله لا يتبنى موقف بشار من قوى 14 آذار

بيروت - أ ف ب

أكد أحد نواب حزب الله في البرلمان اللبناني أن الحزب «لا يتبنى» موقف الرئيس السوري بشار الأسد من قوى 14 آذار المناهضة لدمشق.

وقال حسين الحاج حسن في مقابلة أمس نشرت مقتطفات منها الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية «إن حزب الله لا يتبنى كلام الأسد فيما يتعلق بقوى 14 آذار»، رافضا اعتبار فريق 14 آذار «عميلاً لإسرائيل ولا لأميركا».

وأضاف الحاج «نصرنا هو لقوى 14 آذار قبل أن يكون لحزب الله، وهم شركاء في النصر ونحن وراءهم».


دمشق تحذر من أن احتلال الجولان لن يدوم «إلى الأبد»

دمشق - أ ف ب

حذرت صحيفة «الثورة» السورية أمس «إسرائيل» من أن احتلالها هضبة الجولان لن يستمر «إلى الأبد»، مؤكدة أن الشعب السوري «مستعد ليقاتل الدولة العبرية، كما قاتلها حزب الله».ووجهت حديثها إلى الإسرائيليين «لن نترككم إلى الأبد تحتلون أرضنا وتهجرون سكانها وتنعمون بخيراتها، عليكم أن تدركوا أن شعبنا سيقاتلكم كما قاتلتكم المقاومة اللبنانية». وأضافت أن «شعبنا سيقاتلكم في جبل الشيخ وفي مسعدة ومجدل شمس وعين قنية (...) وفي كل بقعة في الجولان وعلى كل هضبة وتلة وواد»

العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً