العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ

فشل «إسرائيل» يعطي طهران ورقة قوية في مواجهة واشنطن

يرى محللون أن فشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على حزب الله اللبناني أعطى إيران ورقة رادعة مهمة تواجه بها التهديدات الأميركية. ولا يجمع الكل على أن إيران سعت لهذه المواجهة وأوعزت إلى حزب الله بخطف الجنديين الإسرائيليين في 12 يوليو/ تموز ما حمل «إسرائيل» على شن هجومها العسكري الذي دمر لبنان.

غير أن طهران نجحت في جني أرباح من هذه المواجهة كما أنها سارعت إلى استغلال فشل «إسرائيل» في تدمير صواريخ حزب الله لتوجيه تحذير قوي إلى الولايات المتحدة و«إسرائيل». وتعلن واشنطن وتل أبيب أنهما لن تسمحا لبلد مثل إيران يدعو علنا إلى تدمير «إسرائيل» بامتلاك السلاح النووي ولا يستبعد البيت الأبيض اللجوء إلى القوة لمنعها من ذلك.

وفي طهران التي تحتفل بـ «انتصار حزب الله»، أعلن رجل الدين المحافظ احمد خاتمي أن صواريخ حزب الله «حولت (إسرائيل) إلى بلد أشباح» وحذر الولايات المتحدة و«إسرائيل» من انه «إذا ما أرادتا التعدي على إيران فعليهما أن تخافاً من اليوم الذي ستضرب فيه صواريخنا البالغ مداها ألفي كلم (شهاب 3) قلب تل أبيب».

ورأى المحلل العسكري المستقل بول بيفر أن «رسالة إيران في غاية الوضوح: لا تمسونا وان كنتم تظنون أنكم تواجهون صعوبات بسبب حركة التمرد في العراق، فتصوروا ما يمكن أن تلحق بكم الأسلحة والتكتيكات المستخدمة في لبنان من أضرار إذا ما قررتم اجتياح إيران».

وقال بيفر إن إيران لم تكتف بتجهيز وتسليح مقاتلي حزب الله بل شاركت في المعارك وأوضح أن عناصر من الحرس الثوري هم الذين أطلقوا صاروخ ارض بحر صيني الصنع على زورق إسرائيلي قبالة سواحل صور في 14 يوليو ما أدى إلى مقتل أفراد الطاقم الأربعة.

كذلك أفاد كاتب الافتتاحية في صحيفة «ديلي ستار» اللندنية مايكل يونغ أن عناصر إيرانية أطلقت هذا الصاروخ على الزورق العسكري الإسرائيلي، وأشار إلى أن إيران أقنعت الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله بعدم إطلاق صواريخ من نوع زلزال على تل أبيب تنفيذاً لتهديداته.

واعتبر يونغ وكذلك خبير الشئون الإيرانية في مركز شاتام هاوس البريطاني للدراسات علي أنصاري أن طهران لم تسع إلى هذه المواجهة لكنها استغلتها.

ورأى أنصاري أن نصرالله يملك هامش تحرك أكبر مما يظن البعض تجاه إيران وأوضح «ان القول إن إيران لديها خطة استراتيجية يعود إلى المبالغة في تقدير الطاقات الإيرانية. فالسياسة الغربية هي التي تقدم لها ما تريده على طبق من فضة وهي تغتنم الأمر».

وقال يونغ «إن الولايات المتحدة و(إسرائيل) كانتا تنتظران أية خطوة خاطئة من حزب الله وسرعان ما أدرك الإيرانيون أنهم المستهدفون». وأضاف أنصاري «ان ما قام به الإسرائيليون في لبنان يطابق تماماً الخطط الأميركية للمعركة ضد إيران».

وعرض الصحافي البارز سيمور هيرش الرأي ذاته فكتب في العدد الأخير في مجلة «نيويوركر» أن «إسرائيل» خططت لحملتها الجوية على لبنان من فترة طويلة. وكتب أن الرئيس الأميركي جورج بوش «كان ملتزماً إلى حد بعيد في تحضير الرد الإسرائيلي»، ويرى فيه تمهيداً لهجوم وقائي أميركي محتمل لتدمير المنشآت النووية الإيرانية

العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً