العدد 3471 - الخميس 08 مارس 2012م الموافق 15 ربيع الثاني 1433هـ

العربي وعنان يرفضان الحل العسكري لأزمة سورية

كوفي عنان خلال لقائه بنبيل العربي في القاهرة أم
كوفي عنان خلال لقائه بنبيل العربي في القاهرة أم

أعلن المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى سورية، كوفي عنان رفضه استخدام العنف لحل الأزمة السورية، وتفضيله الحل الدبلوماسي. وأوضح عنان، عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي أمس (الخميس) أن مهمته في سورية تقوم على ثلاث خطوات: وقف العنف وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري والبدء في حل الأزمة سياسياً والبدء في إصلاحات فورية. وقال نبيل العربي إنه أطلع عنان على كل الخطوات التي قامت بها الجامعة العربية لحل الأزمة السورية ومهمة بعثة المراقبين. (


وأموس تشعر «بهول» ما رأته في حي بابا عمرو... وتركيا وتونس تعارضان تدخلاً غير عربي في دمشق

عنان يدعو لإنهاء العنف في سورية ومسئول ينشق عن نظام الأسد

القاهرة، دمشق - رويترز

قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص لسورية، كوفي عنان أمس الخميس (8 مارس/ آذار 2012) إنه سيحث الحكومة والمعارضة على وقف العنف والسعي إلى تسوية سياسية للصراع الدائر منذ نحو عام مما أثار انتقادات غاضبة من جانب المعارضين. ودفعت الأزمة معاون وزير النفط للانشقاق ليصبح أرفع مسئول مدني يتخلى عن الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الانتفاضة على حكمه.

وقال عبده حسام الدين (58 عاماً) الذي أعلن انشقاقه عن حكومته إنه يدرك أن خطوته هذه ستعرض أسرته للاضطهاد. وفي إشارة أخرى على تصاعد الضغوط على سورية تراجع سعر العملة المحلية إلى مستوى مئة ليرة للدولار من نحو 47 ليرة قبل نحو عام. و

وقال عنان في القاهرة حيث من المقرر أن يتوجه إلى سورية اليوم (السبت) «بينما أتوجه إلى سورية سأبذل كل ما في وسعي للحث على وقف القتال وإنهاء العنف». ومضى يقول «لكن بالطبع فإن الحل في النهاية يكمن في التسوية السياسية. سنحث الحكومة وقطاعاً كبيراً من المعارضة السورية على العمل معنا من أجل التوصل إلى حل يحترم تطلعات الشعب السوري».

وانتقد نشطاء سوريون بشدة تصريحات عنان قائلين إن الدعوات للحوار من شأنها فقط اتاحة المزيد من الوقت للأسد لقمعهم. وتقول مصادر في المعارضة إن الحكومة التي تهيمن عليها الطائفة العلوية توقفت فعلياً عن العمل في المحافظات التي تمثل معاقل للانتفاضة مثل حمص وإدلب في الشمال الغربي. ويقولون إن وقت الحوار قد انقضى.

وقالت الصين إحدى أصدقاء الأسد القليلين في الخارج إن مبعوثها وجه رسالة للسوريين تشبه رسالة عنان. وحث المبعوث الصيني حكومة الاسد والأطراف الأخرى على وقف العنف على الفور ودعاهم الى السماح لمنظمات الإغاثة بدخول المناطق المتضررة من الصراع، ورحبت سورية بمبادرة الصين مؤكدة على موقف بكين المعارض للتدخل الأجنبي في شئون البلاد وهو ما انصب عليه كذلك اهتمام بعثة مسئولة الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة لسورية، فاليري أموس التي قالت إنها شعرت «بهول» ما رأته في حي بابا عمرو بمدينة حمص السورية وإنها ترغب في معرفة ما الذي حدث للسكان هناك. وقالت أموس لـ «رويترز» بعد اختتام اجتماعها مع وزراء في دمشق «شعرت بهول ما رأيت في بابا عمرو أمس». وأضافت «الدمار هناك هائل.. ذلك الجزء من حمص دمر تماماً وأنا أرغب بشدة في معرفة ما الذي حدث للناس الذين يعيشون في ذلك الجزء من المدينة».

ورغم الصراع الذي تقول الأمم المتحدة إن قوات الأمن السورية قتلت فيه أكثر من 7500 مدني وفقدت نحو ألفين من قواتها لم تنشق أعداد كبيرة من القادة العسكريين والمسئولين الحكوميين. وأصبح حسام الدين أكبر مسئول سوري مدني ينشق منذ بداية الانتفاضة. وقال حسام الدين في فيديو وضع على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب»: «أعلن انشقاقي عن النظام واستقالتي من منصبي كمعاون وزير النفط والثروة المعدنية... وأعلن انضمامي إلى ثورة هذا الشعب الأبي الذى لم ولن يقبل الضير مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامته». وأضاف في التسجيل الذي لم يتسن التحقق من صدقيته «أقول لهذا النظام الذي ادعى أنه يملك الأرض... لا تملك الا موطئ الدبابة التي تحركها وحشيتك بقتل الأبرياء والتي قطعت أوصالها بحواجز الرعب بدلاً أن تكون حواجز الأمن والأمان للمواطن وألبست من ادعيت أنه شعبك عاماً كاملا من الاسى والحزن وقطعت عنه ابسط مقومات الحياه والإنسانية وأحلت البلاد إلى شفير الهاوية بتعنتك وتكبرك وانفصالك عن الواقع».

واعتبرت الولايات المتحدة الخميس أن انشقاق نائب وزير النفط السوري عبدو حسام الدين سيشكل «نبأ ساراً جداً» في حال تم تأكيده.

فيما رحب زعيم المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون المقيم في باريس بخطوة حسام الدين لكنه قال إن المجلس ليس على اتصال به. وأضاف لـ «رويترز»: «يجب أن يواصل مسئولون من الحكومة الانضمام للمعارضة». وأعلنت تونس وتركيا لسورية معارضتهما لأي تدخل من جانب أي قوة من خارج المنطقة وحذر عنان من المزيد من «عسكرة» الصراع.

وقال عنان «يجب ألا ننسى الأثر المحتمل لسورية على المنطقة إذا حدثت أي حسابات خاطئة». وقال الرئيس التونسي منصف المرزوقي إن بلاده التي عرضت اللجوء السياسي على الأسد لإنهاء إراقة الدماء مستعدة للمشاركة في قوة حفظ سلام عربية محتمل تشكيلها في سورية. وقال الرئيس التركي عبد الله غول «من غير الممكن أن يستمر أي نظام من خلال استخدام العنف... والدكتاتورية... قرار استخدام القوات المسلحة ضد الشعب جعل القضية تحظى باهتمام دولي».

ونأت القوى الغربية بنفسها عن الحديث عن تدخل عسكري في سورية على غرار ما حدث في ليبيا لكن بعض المشرعين الأميركيين تساءلوا عن عدد السوريين الذين يتعين أن يقتلوا قبل ان تستخدم إدارة الرئيس باراك أوباما القوة. ودافع وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا الأربعاء عن موقف بلاده الحذر خاصة في ظل الافتقار لإجماع دولي بشأن سورية لكنه قال إن وزارة الدفاع (البنتاغون) راجعت الخيارات العسكرية الأميركية. وقالت الأمم المتحدة إنها تعد امدادات غذائية تكفي 1.5 مليون نسمة في سورية في إطار خطة طوارئ عاجلة مدتها 90 يوماً لمساعدة المدنيين المحرومين من المؤن الأساسية بعد نحو عام من الصراع. وقال جون جينج من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية أمام المنتدى الانساني بشأن سورية في جنيف «يجب فعل المزيد».

واتهم السفير السوري في جنيف، فيصل خباز الحموي مدعوماً بروسيا جماعات مسلحة بتدمير منشآت مدنية. وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، ميخائيل ليبيدوف «جماعات المعارضة تهاجم وتقتل وتعذب وتروع السكان المدنيين

العدد 3471 - الخميس 08 مارس 2012م الموافق 15 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً