تدفع شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة وخدمات الحوسبة السحابية والتحليلات البيانية (Data analytics)، العديد من الشركات في الشرق الأوسط والعالم إلى تطوير قدراتها في مجال إدارة الموارد البشرية وتعزيز أدائها في العام 2012، بحسب ما ورد في التقرير الثاني السنوي من «ديلويت» بشأن اتجاهات الموارد البشرية بعنوان «قفزة إلى الأمام»، والذي يرصد الاتجاهات الأساسية التي من المرجّح أن تؤثر على الشركات والأسواق في العام 2012. ويرى تقرير «ديلويت» أن التعاطي مع شبكات التواصل الاجتماعي وأجهزة الهواتف النقالة بشكل فاعل أضحى أمراً ضرورياً لوصول المؤسسات إلى أهدافها الاستراتيجية.

وفي هذا الإطار، أفاد الشريك المسئول عن استشارات الموارد البشرية في «ديلويت الشرق الأوسط» غسان تركية، قائلاً: «يظهر التقرير المبني على دراسات وخبرات أخصائيي ديلويت أن ثمة ضرورة اليوم في الشركات عموماً وأقسام إدارة الموارد البشرية خصوصاً للإقدام سريعاً على خطوات من شأنها تحيز الفرص والاستفادة من الاتجاهات الجديدة لتحسين الأداء والحثّ على النمو. ويوضح التقرير كيفية استخدام هذه التكنولوجيات من المؤسسات للقيام بخطوات جريئة تضعها في المقدمة». من جهة أخرى، يرى تقرير»ديلويت» أنه في حين تنمو مختلف الاقتصادات في العالم وتستعيد عافيتها بوتيرة متفاوتة، في ظلّ مواجهة الأسواق الناضجة الطلب الراكد أو غير المتساوي، تظهر منطقة الشرق الأوسط والأسواق الناشئة الأخرى على أنها المحركات الأساسية للنمو المستقبلي.

كما، يشير تقرير «ديلويت» إلى أن اتجاهاً عالمياً متنامٍ للشركات يبرز لاعتماد نماذج تشغيلية جديدة، بدفع من التطور السريع في الاقتصادات الناشئة والمتطورة، والضغط المستمر لتقليص الكلفة. ومن المرجّح أن يكون التحوّل إلى نموذج تشغيلي مندمج عالمياً التحوّل الأبرز الذي ستشهده الشركة، وعلى أقسام الموارد البشرية الاضطلاع بالدور الأهم في هذا التحوّل.

وهذه هي الاتجاهات الثمانية المهمة والمؤثرة في إدارة الموارد البشرية التي يدرجها تقرير»قفزة إلى الأمام» من «ديلويت» في السنتين المقبلتين:

1 - شبكات التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا الهواتف الخلوية في العمل: لقد رفعت شبكات التواصل الاجتماعي وأجهزة الهواتف الخلوية مستوى توفير خدمات الموارد البشرية. فبالنسبة إلى غالبية المؤسسات، لم يعد تطوير وتطبيق استراتيجية لأجهزة الهواتف الخلوية وشبكات التواصل الاجتماعي من الكماليات؛ بل أصبح ضرورة في صلب استرتيجية إدارة الموارد البشرية.

2 - خدمات الحوسبة السحابية: تغير الخدمات السحابية طريقة عمل الشركات وتلعب أقسام إدارة الموارد البشرية دوراً أساسياً في مساعدة المؤسسات على التأقلم مع هذا الواقع الجديد. فمن خلال هذا الدور الرائد في الخدمات السحابية، تسهل أقسام إدارة الموارد البشرية التحول وتساعد المؤسسات على اكتساب وتطوير المواهب السحابية الضرورية للاستفادة بالكامل من هذه الخدمات.

3 - ترقّب الأمور الوشيكة: تستخدم العديد من الشركات تقنية رقع التقارير بشأن القوى العاملة والتحليلات لاتخاذ قرارات أفضل في ما يخص رأس المال البشري. وبالاستفادة من أحدث تقنيات وأدوات التحليل، تحسن عملية استقطاب الموظفين وإبقائهم ومكافأتهم، ما يقلص تكاليف العمل ويحسن الإنتاجية وفعالية الموظف، ويدير المخاطر بشكل أكثر فعالية.

4 - في العام 2012، الأولوية للنمو: بالنسبة إلى المديرين التنفيذيين، الأولوية في العام 2012 هي للنمو. وبالتالي، تعزز الموارد البشرية قدراتها في ثلاثة مجالات مهمة: الأسواق الناشئة وعمليات الدمج والاستحواذ والابتكار.

5 - عولمة العمليات: تتحول العديد من الشركات إلى نماذج تشغيلية مدمجة عالمياً تكون فيها البلد الأم مجرد سوق من بين أسواق عدة.

6 - الصعود السريع إلى أعلى الهرم: تواجه الموارد البشرية تحدي تطوير الجيل التالي في تحريك النمو المستقبلي. وعندما يفهمون ما حقيقة معنى «الإمكانات العالية» و»الأداء العالي»، بالاعتماد على العلم وليس على التخمين، تبدأ الاستثمار في سلسلة مدمجة من الأنشطة المعتمدة على البيانات لتسريع تطوير أكثر المواهب القيادية الواعدة لديها.

7 - اختيار الأشخاص ذوي المخاطر يشكل خطراً على الشركة: في عالم من المفاجآت غير السارة التي تؤثر سلباً وعلى نطاق واسع، وفي ظل جو من عدم الاستقرار، على غرار حلول الربيع العربي في الشرق الأوسط، يتوسع دور الموارد البشرية في إدارة المخاطر المحدقة بالشركة. وبهدف المساعدة على اجتياز هذا الواقع غير الآمن توسع العديد من المؤسسات دور الموارد البشرية فيها ليضطلع القادة في هذا المجال بإدارة المخاطر في الشركة.

8 - البقاء في الطليعة بفضل قوى بيع فعالة: إن البيئة المتعددة القنوات تبرز الحاجة إلى نوع آخر من قوى البيع. وسيتطلب تحقيق هذا الأمر قادة في الموارد البشرية يفهمون مسائل البيع الأساسية، وتجربة العميل وخصائص قوى البيع المستقبلية.

وقالت الشريكة المسئولة عن إدارة المواهب والتواصل في «ديلويت الشرق الأوسط»، رنا سلهب: «في العام 2012، ستحتاج الشركات إلى مزيج من الاستثمارات النوعية في رأس المال البشري ليكون الأداء متميزاً. وعبر التركيز على التأقلم واستغلال الاتجاهات التي أدرجها تقرير «ديلويت» ومنها شبكات التواصل الاجتماعي واستخدام تكنولوجيا الهواتف الخلوية في العمل و خدمات الحوسبة السحابية ستقوم قيادة الشركات وأقسام إدارة الموارد البشرية بوضع استراتيجيات تتناسب مع أهداف المؤسسة ؛ الأمر الذي سيعزز التنافسية في سوق مازالت تتسم بالمخاطر».