العدد 3494 - السبت 31 مارس 2012م الموافق 09 جمادى الأولى 1433هـ

جبهات القتال في اليمن تشتعل رغم رحيل صالح

تخترق الرياح اوراق شجيرات خضراء في حقل تعمل به أسرة المزارع اليمني متعب الجندوبي فيما تلهو إحدى بناته أمام المنزل الواقع على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال العاصمة صنعاء. وهناك بدأت الفتاة حافية القدمين المرتدية غطاء رأس أبيض اللون في سحب أسطوانة بنزين زرقاء متصلة بقطعة من الخيط، غير مبالية كثيراً بقذائف الهاون التي ترتطم بالارض بفاصل زمني بين كل واحدة والأخرى لا يتعدى خمس دقائق فقط على مسافة بضعة كيلومترات.

وتعيش تلك الأسرة على أحد خطوط الجبهة حيث تخوض قوات الحرس الجمهوري الخاص اليمنية ورجال القبائل حرباً منذ فترة طويلة بعد الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح العام الماضي. وفي الوقت الذي تغض فيه الحكومة الطرف عن الصراع، اعتادت أسرة الجندوبي على سماع صوت طلقات القذائف، فقد سقطت عدة قذائف صاروخية على منزلها العام الماضي. ومازالت الواجهة الجنوبية للمبنى المكون من ثلاثة طوابق تحمل ندوبا في شكل ثغرات. ومازالت أيضاً قذيفة غير متفجرة موجودة في حفرة أمام المنزل. وقال الجندوبي «عندما بدأ الجنود في إطلاق النار على المقاتلين في الربيع الماضي في صنعاء أغلق البعض منا مداخل قاعدتين للحرس الجمهوري هنا في أرحب.

لم نكن نريدهم أن يتقدموا إلى صنعاء ويقتلوا المتظاهرين». ولا يذكر الجندوبي يوم حدوث أول شكل من أشكال الاحتجاج على نحو الدقة، أكثر من اليوم الذي تعرض فيه منزله لإطلاق نار وأصيب أحد أقربائه إصابات خطيرة. وأضاف في نبرة شابها بعض التردد «أعتقد أن القنابل كانت تسقط قبل وقت قصير من بدء شهر رمضان» مشيراً إلى ثقبين في حائط غرفة استقبال للضيوف.

ولا يفهم الجندوبي كثيراً عن السياسة. وتعيش أسرته قرب قاعدة عسكرية بالمنطقة وتعتمد في رزقها على زراعة نبات القات الذي يمضع ملايين اليمنيين أوراقه يومياً في ظاهرة فريدة من نوعها يعرفها اليمنيون باسم»التخزين».

ويحدث مضغ نبات القات حالة من النشوة تستمر لساعات. لذا تلقي زراعته رواجا في مدينة أرحب بشكل خاص وهو غال الثمن. وتقضي مدونة سلوك قبائل مدينة أرحب اطلاق أعيرة نارية في الفضاء عند قدوم ضيف ما تعبيراً عن الفرحة، ولكن هذه الرصاصات يلجأ إليها رجال القبائل للانتقام لمقتل أحد رجال القبائل.

ولهذا السبب يتواصل القتال في المنطقة. وفي 25 مايو الماضي بدأ قتال في المنطقة عندما قتل جنود من الحرس الجمهوري أربعة من رجال القبائل عند نقطة تفتيش. ولم يتوقف عندما اتفقت جماعات حزبية في صنعاء في أواخر العام 2011 على خارطة طريق لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة.

وتشكلت حكومة وحدة وطنية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي برئاسة محمد باسندوه وفي فبراير/ شباط الماضي اختير عبدربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح السابق رئيسا للجمهورية في استفتاء عام.

لكن على الرغم من جميع تلك التطورات استمر إطلاق نيران قذائف الهاون في المنطقة. وقال الجندوبي «إنهم يطلقون النيران علي الثوريين مرة أخرى». ولايعكر صوت إطلاق النار صفو الصباح الهادئ في مارس/ آذار، باستثناء نيران قذائف الهاون التي تطلق من بعيد».

العدد 3494 - السبت 31 مارس 2012م الموافق 09 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً