العدد 1460 - الإثنين 04 سبتمبر 2006م الموافق 10 شعبان 1427هـ

ملاحظات للراغبات في الترشح

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

لعله يخطئ من يظن، أنه كلما زاد عدد المترشحات الراغبات في الترشح للانتخابات المقبلة 2006 كلما زادت فرصهن في الفوز، المسألة وما فيها ليست كمية بقدر ما تكون نوعية، ولنا في نتائج الانتخابات السابقة عبرة كما لابد من الاستفادة من الدرس الكويتي، الانتخابات البحرينية السابقة لا سيما المتعلقة بالشق البلدي بلغ عدد المترشحات 33 على رغم ذلك لم يحالف أحدهن الفوز بل لم تصل أحد منهن إلى الجولة الثانية، بينما بلغ عدد المترشحات في الشق النيابي 8 على رغم ذلك صعدت مرشحتان إلى الجولة الثانية وكانت قاب قوسين أو أدنى ولم يحالف أحدهن الحظ، لأسباب عدة نالت حقها الوافي والكافي من التحليل والاستقراء، وعلينا أن نستفيد من ذلك حتى نؤسس لواقع صحي أكثر.

محور كسر الحاجز النفسي الآن على المحك وأظن أن محور التمكين السياسي للمرأة أخذ حقه الكافي ممهداً إلى اختراق الحاجز النفسي، ولابد من الاستفادة منه بدرجة معقولة لا ننسى أن هناك وعياً مجتمعياً متحققاً ولا بد من استثماره؛ لتحقيق مكاسب لصالح المرأة، ولكن ومع ذلك لا يعني أننا علينا أن نزج بالمرأة أياً كانت بل علينا في البداية والنهاية البحث عن الوجوه النسائية الكفؤة المخلصة، المناصرة لقضايا المرأة، لا نريد نساء لا يهتممن بقضايا المرأة وملفاتها وكل ما يقمن به من نشاطات وفعاليات بغرض صقل ذواتهن والعمل على إبراز أسمائهن بشكل بارز ولامع من دون التفكير في المرأة البسيطة التي لا حول لها ولا قوة.

وعلى الراغبات في الترشح من الآن دراسة فرص التنسيق بينهن والبحث عن فرص للتحالف، لا تترك المعارك هكذا من دون تخطيط مسبق لها، فالعملية الانتخابية معركة حامية الوطيس ضد أشخاص وتيارات متصارعة متناحرة كل واحد يحاول البحث له عن فرص فوز، وعلى المرأة أن تكون واعية لذلك لا تجلس هكذا مكتوفة الأيدي وإذا خاضت المعركة ونالت ما نالته تجلس تبحث عن الأسباب وما أسهل على الإنسان أن يلقي اللوم جزافاً على الآخرين وبالتالي تظهر أسباب ومبررات بعضها عملية وغالبيتها تنم عن وضع نفسي صعب اثر النتائج غير المرضية التي تمخضت جراء العمليات الانتخابية، من شأن ذلك أن يؤسس لوضع مجتمعي صعب التعايش معه كاتهام المرأة بالغيرة والحقد والحسد إذا ما اختارت المرأة أن تعطي صوتها الرجل بدلا منها، أو قد تتهم المرأة بأنها غير مستقلة في اختيار مرشحها وأنها ربما تخضع لتهديد ووعيد من قبل زوجها أو أخيها إذا ما أعطته لمرشحة من اختيارها على رغم أن العملية لا تتم هكذا بالإكراه بقدر ما هو بالاقتناع وبالتالي يجب من الآن العمل على كسب صوت المرأة والتي تمثل 50 في المئة أو أكثر من الكتلة الانتخابية أي لا يمكن الاستهانة بها ولا تعتقد المرشحات أن الأصوات النسائية ستأتي هكذا بالفطرة لكونهن من الجنس نفسه. الرجل أيضاً لا يعطي صوته للرجل فقط لكونه رجلاً مثله أبدا ولكن لمعايير وأسباب أخرى تأتي على رأسها القناعة التامة بكفاءته، كما لا يمكن الركون على الصوت الذكوري لأن بذلك تختل المعادلات السياسية، الراغبة في الفوز لابد لها من الاهتمام بالصوتين معاً، هذا الكلام المفيد لا يمكن الاستفادة منه إلا عندما يتحول من الكلام النظري إلى الواقع العملي من خلال فرق عمل ميدانية تجوب الشوارع وتطرق أبواب البيوت في سبيل الترويج عن المرشحة وأعتقد أن الجمعيات النسائية خير من يقوم بعمل كهذا من خلال تجهيز فرق العمل الميدانية المساندة للمرشحات.

إلى جانب ملاحظة، أن نزول مرشحة في قبالة مرشحة أخرى مؤشر على عدم التنسيق وبالتالي عدم ضمان الفوز لأن بذلك ستشتت الأصوات، والرابح سيكون مرشحاً آخر حتما.

من خلال متابعاتي المستمرة لما تنشره الصحافة لاحظت رغبة أكثر من مرشحة في النزول قبالة مرشحة أخرى، وهذا ما حدث في الكويت إذ إن بعض المرشحات الكويتيات قد حصدن على أصوات فاقت ما حصل عليه الرجل في بعض الدوائر على رغم ذلك الرجل فاز لأن الأصوات تشتت بين أكثر من مرشحة وهذا بطبيعة الحال يعكس حالاً شعبية ترغب في أن تكون المرأة ممثلة لهم في المجلس النيابي، وهذا مؤشر على عدم وجود تنسيق ربما النتائج التي آلت إليها المرشحات في الكويت كان سوء التنسيق بين المترشحات جزءاً من قدرة إحداهن على الفوز على رغم وجود إرادة صادقة من المرأة الكويتية بالعمل على إنجاح بعض المرشحات بعد طول انتظار وفي أول مشاركة سياسية إليهن فقد فوتت النتائج النهائية على المرأة الكويتية الفرحة في الفوز على رغم نجاحهم بقرار نيلهن حقهن السياسي كاملاً، كما أن هناك مرشحات مترددات في قبول الدعم من الجمعيات السياسية لا أعرف لماذا وأرى أنه تردد غير مبرر وأعتقد أن هناك سوء فهم سياسي، على رغم أنني أرى إيجابيات التحالف مع الجمعيات السياسية كبيرة جداً بل لا أرى أية سلبيات تذكر، قد أكون مخطئة ولكن واضح أن المرشحة المستقلة لا تستطيع تنفيذ ما يحتويه برنامجها الانتخابي من خطط وبرامج لوحدها هذا إذا افترضنا جدلاً أنها نجحت في إدارة حملتها الانتخابية ونجحت أثناء العمليات الانتخابية لن يكتب لها النجاح داخل أروقة المجلس النيابي الذي يحتاج أي مشروع فيه إلى أصوات لانجاحه، حتى الناخب البسيط يشك في قدرة المرشح على ذلك بعكس المرشحة المدعومة من الجمعيات السياسية ستكون داخل المجلس النيابي كتلة واحدة وبالتالي ستكون هناك برامج سياسية وأخرى اقتصادية واجتماعية سيتم العمل على انجازها عبر مسيرة العمل النيابي.

إدارة الحملات الانتخابية تحتاج إلى نفس طويل وتحتاج إلى فترة زمنية طويلة لا سيما إذا كانت المرشحة غير معروفة أو تترشح في دائرة صعبة أو ضد مرشحين أقوياء، وعلينا أن لا نعول كثيراً على الصحافة فغالبية الناس لا يقرأون الصحافة ولا يتابعونها، ولا يتذكرون ما ينشر فيها، ويأتي تعويض مثل ذلك من خلال اللقاءات الميدانية وأعتقد أن فرصة المرأة في طرق أبواب البيوت أكبر من أخيها الرجل، كما قدرتها على التواصل مع الناخبين أسهل وأيسر من الرجل يجب ألا يترك هذا الأمر حتى الأيام الأخيرة بعد أن تشكل وعي لدى الناخبين بالمرشحين وبعد أن تم اختيار مرشحهم، خصوصاً لدى الناخبين المترددين وأعتقد أن فرصة المرشحات العازمات على الترشح أن تمارسن من الآن هذه الأدوار ولا ينتظرن الإعلان عن تواريخ الانتخابات حتى لا تكون هناك إرباكات.

نأمل أن تكون الانتخابات المقبلة تحمل نتائج مرضية لصالح المرأة التي تستحق فعلاً أن تكون نائبة في البرلمان، متفائلة من فوز مرشحتان على الأقل، ونتمنى أن يتضاعف العدد ولكن التفاؤل نفسه غير كاف وعلينا أن نعمل كما لو كنا لا نضمن الفوز حتى لا يصدمنا صندوق العجائب

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1460 - الإثنين 04 سبتمبر 2006م الموافق 10 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً