العدد 3531 - الإثنين 07 مايو 2012م الموافق 16 جمادى الآخرة 1433هـ

وانتهت أزمة مصر والسعودية... ولكن!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

كانت حكمة خادم الحرمين الشريفين والمسئولين في مصر سببا في سرعة انهاء الأزمة التي حصلت بين السعودية ومصر وكادت أن تؤدي إلى قطيعة بين البلدين ولكن انتهاءها لا يعني بالضرورة أنه لن تحدث أزمة أخرى مستقبلا مادامت مصالح البعض في إحداث مثل هذه الأزمة بين البلدين اللذين تربطهما علاقات قوية والأمل أن يقظة الشعبين والمسئولين في البلدين تحول دون حدوث أي خلاف جديد.

دعوني أوضح الأمور التي حدثت في سياقها الطبيعي محاولا الوصول إلى الأهداف التي أرادها صانعو الفتنة، والتي لم يكتب لها النجاح. السيد «الجيزاوي» جاء إلى مكة معتمرا – هكذا يقول -! وهو – كما يقول أيضا – له موقف سلبي من الدولة الذاهب إليها!

وشخصيا لم أسمع بهذا الموقف لأن صاحبه نكرة وربما كان يبحث عن شهرة فشل في تحقيقها، هذه الظروف التي يدعيها تفرض عليه إما ألا يأتي إلى السعودية مطلقا وإما أن يحتاط لنفسه كثيرا لكي لا يصاب بأي مكروه! لكنه لم يفعل هذا ولا ذاك، الجيزاوي القادم للعمرة وصل مطار جدة غير محرم! ثم حمل معه كمية كبيرة من المخدرات التي يستحيل أن يمررها من خلال الجمارك السعودية، وكأنه يريد القول: اقبضوا علي بالجرم المشهود! وعندما تم القبض عليه اعترف بما فعل أمام سلطات بلاده، ولا أعتقد بأن المشككين بالسلطات السعودية يستطيعون التشكيك بالسلطات المصرية التي من أولوياتها الدفاع عن مواطنيها.

وهنا يبرز هذا السؤال: لماذا أدخل هذا المحامي وهو يدرك عواقب ما فعل هذه الكمية من المخدرات؟! هل كان يبحث عن مكاسب مادية أم عن أشياء أبعد من ذلك بكثير؟!

الشيء الآخر المثير للاستغراب هو: كيف أستطاع الجيزاوي العبور بهذه الكمية من المخدرات من خلال أجهزة الجمارك المصرية؟َ! المؤكد أنه وجد من يقف معه لتحقيق الأهداف التي تريدها مجموعة مصرية وأخرى دولية وإلا لاستحال عليه تمريرها نظرا للإجراءات الدقيقة التي تتعامل معها الجمارك المصرية!

بعض الإعلام العفن نفخ هذه القضية لكي تنفجر في نهاية المطاف عن قطيعة تامة بين مصر والسعودية! كذبوا كثيرا... لفقوا تهما باطلة... لكنهم أثبتوا أنهم أغبياء لأنهم لم يجيدوا الكذب ولم يخرجوه بصورة يمكن قبولها.

والسؤال: من المستفيد من هذه القطيعة لو تحققت وخاصة في هذه الظروف؟! بعض المتظاهرين طالبوا بقطع العلاقات مع السعودية والاتجاه إلى إيران لأنها الدولة الإسلامية الحقة!

النظام السوري كان سعيدا بما حدث ولم يقصر إعلامه الغبي عن استغلال هذه الفرصة! فهو يدرك أن أي قطيعة بين مصر والسعودية ستكون في صالحه وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها!

إذاً: في مصر أناس يحاولون بعث النظام القديم وإثارة أزمات كبيرة يدعون في نهاية المطاف أنهم القادرون على حلها وحدهم وأن على الشعب المصري إعادتهم للسلطة إن أرادوا الأمن والاستقرار!

وسورية وإيران مستفيدتان من هذه القطيعة لو حصلت لتخفيف الضغط عن سورية وأفعالها الرهيبة.

لست ضد التقارب بين إيران ومصر، بل أنا معه، ومع التقارب بين إيران وكل الدول العربية وقد كتبت عن هذا كثيرا، لكن بحسب قوانين العدالة الحقة... ولكنني لست مع المؤامرات التي تحاك للإفساد ما بين دولة وأخرى لتحقيق أهداف سيئة.

عقلاء مصر – وهم الغالبية العظمى – أفسدوا هذه المحاولة، وعلاقات الحب والمودة بين الشعبيين – المصري والسعودي – ستزيد علاقات البلدين قوة ومتانة.

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3531 - الإثنين 07 مايو 2012م الموافق 16 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:45 ص

      شكرا جزيلا

      شكرا على المقال سيدي الكاتب.....فقط اريد ان اهمس في اذنك بكلمة عزيزي.....لو ينحبس المطر عن الهطول على اي دولة عربية لقلنا ان سبب ذلك الانحباس هي ايران،وان سبب التصحر الذي اصاب تلك الدولة هي ايران اولا وايران آخرا....هذا ما فهمته من مقالك....شكرا جزيلا

    • زائر 4 | 12:38 ص

      لاباس

      مقال معتدل

اقرأ ايضاً