العدد 3546 - الثلثاء 22 مايو 2012م الموافق 01 رجب 1433هـ

50 مليون مصري يختارون اليوم رئيسهم الجديد

مازال عدد من «المتشددين» يرابط في ميدان التحرير في وسط القاهرة
مازال عدد من «المتشددين» يرابط في ميدان التحرير في وسط القاهرة

يتوجّه قرابة الـ 50 مليون ناخب وناخبة من المصريين اليوم (الأربعاء) وغداً (الخميس) إلى مراكز الاقتراع للمشاركة لأول مرة في تاريخهم في انتخابات رئاسية لا تُعرف نتيجتها مسبقاً، لاختيار رئيس لهم من بين 12 مرشحاً يخوضون الانتخابات.

من جانبه، كرر رئيس الوزراء المصري، كمال الجنزوري النداء الذي وجّهه المجلس العسكري إلى احترام وقبول نتائج الانتخابات أيّاً كانت.


في أول انتخابات غير محسومة سلفاً

المصريون يختارون اليوم رئيسهم الجديد من بين 12 مرشحاً

القاهرة - أ ف ب

يتوجه المصريون اليوم الأربعاء (23 مايو/ أيار 2012) وغداً (الخميس) إلى مراكز الاقتراع للمشاركة لأول مرة في تاريخهم في انتخابات رئاسية لا تعرف نتيجتها مسبقاً.

ويتعين على قرابة الـ 50 مليون ناخب وناخبة الذين يحق لهم التصويت الاختيار بين 12 مرشحاً يخوضون الانتخابات.

لكن المنافسة الحقيقية تدور بين خمسة مرشحين فقط، اثنان منهما عملا مع حسني مبارك هما وزير خارجيته طوال عقد التسعينات الأمين العام السابق للجامعة العربية، عمرو موسى، وآخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق، القائد السابق للقوات الجوية المصرية، أحمد شفيق.

وينتمي مرشحان آخران للتيار الإسلامي هما رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي والقيادي السابق في الجماعة الذي انشق عنها العام الماضي وبات يقدم نفسه ممثلاً لـ «الإسلام الوسطي المعتدل» عبد المنعم أبو الفتوح.

أما المرشح الخامس، الذي صعدت اسهمه أخيراً وجاء في المرتبة الثالثة في انتخابات المصريين في الخارج فيأتي من اليسار الناصري وهو حمدين صباحي.

الحملات الانتخابية للمرشحين الخمسة حاولت مخاطبة الهموم المختلفة والمتغيرة للمصريين.

عمرو موسى، ركز في دعايته على خبرته كرجل دولة سابق يستطيع إدارة البلاد بعد فترة انتقالية مضطربة وشدد على أن مصر «لا تحتمل أن تكون حقل تجارب»، مشككاً بذلك ضمنياً في قدرات «مرشحي الثورة» الذين لم يعمل أي منهم في الجهاز التنفيذي للدولة مسبقاً.

أحمد شفيق، اعتمد بشكل أساسي في حملته على أنه سيضمن استقرار البلاد وسيوقف الانفلات الأمني الذي صاحب اهتزاز جهاز الشرطة منذ سقوط نظام مبارك.

مرشح جماعة الإخوان، محمد مرسي يعتمد أساساً على ماكينة انتخابية كبيرة للجماعة، التي ما تزال أكبر القوى السياسية في مصر وأكثرها تنظيماً.

ويخوض مرسي الانتخابات استناداً إلى مشروع لتحقيق «النهضة» وضعه أساساً نائب المرشد العام للإخوان الرجل القوي في الجماعة، خيرت الشاطر الذي لم يتمكن من خوض السباق الرئاسي لصدور حكم ضده في عهد مبارك يترتب عليه حرمانه من حقوقه السياسية.

أما عبد المنعم ابو الفتوح، الذي يحظى بدعم حزب النور (أكبر الأحزاب السلفية) وجزء من الليبراليين واليساريين، فيطرح نفسه مرشحاً للتوافق أو «الاصطفاف الوطني» ويؤكد أنه قادر على إنهاء حالة الاستقطاب السياسي ما بين القوى الإسلامية من جهة والقوى الليبرالية واليسارية التي شهدتها مصر بعد إطاحة مبارك.

ومن المقرر أن تجرى جولة ثانية للانتخابات في 16 و17 يونيو/ حزيران المقبل إذا لم يحصل أي مرشح على الغالبية المطلقة في الجولة الأولى وهو أمر مرجح.

من جانبه، كرر رئيس الوزراء المصري، كمال الجنزوري الثلثاء النداء الذي وجهه المجلس العسكري الإثنين إلى احترام وقبول نتائج الانتخابات أياً كانت.

وقال الجنزوري في بيان «أتمنى أن تمر هذه الإنتخابات بهدوء، وأطالب النخبة والمرشحين والقوى السياسية والأحزاب بأن تطلب من أنصارها احترام إرادة الآخرين والقبول بنتائج الانتخابات سوء أكانت لصالح هذا الطرف أو ذاك».

وفي القاهرة ، جابت مصفحة ميدان التحرير قبيل ظهر الثلثاء لتدعو عبر مكبر صوت إلى المشاركة في الانتخابات.

وقال جندي «قوم يا مصري مصر دايماً بتناديك» مستعيراً كلمات أغنية شهيرة من التراث المصري لسيد درويش.


بعد 30 عاماً من حكم حسني مبارك

منافسة حقيقية تشهدها الانتخابات الرئاسية في مصر

القاهرة - رويترز

تبدأ في مصر أول انتخابات رئاسية تشهد منافسة حقيقية في تاريخ البلاد اليوم الأربعاء (23 مايو/أيار 2012) لاختيار رئيس يحل محل حسني مبارك الذي أطيح به العام الماضي في انتفاضة شعبية.

وفيما يأتي بعض التفاصيل عن الانتخابات والمرشحين...

متى ستجرى الانتخابات؟

تجرى الجولة الأولى من الانتخابات اليوم الربعاء 23 و غداً الخميس 24 مايو وهناك نحو 50 مليون مصري من بين 82 مليون نسمة يحق لهم التصويت. وطبقاً لما أعلن رسمياً فإن الفرز سينتهي يوم 26 مايو الجاري ثم تعقبه فترة تقدم فيها الشكاوى. وستعلن النتيجة الرسمية للجولة الأولى يوم 29 مايو. وفي حالة حصول أي مرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى فإنه يفوز دون جولة إعادة. وهذا تصور غير مرجح فيما يبدو في ظل كثرة عدد المرشحين لذلك ستجرى جولة إعادة بين المرشحين اللذين يحصلان على أكبر نسبة من الأصوات في 16 و17 يونيو/ حزيران ومن المقرر إعلان النتيجة يوم 21 يونيو. وفي انتخابات مجلس الشعب بلغت نسبة الإقبال نحو 60 في المئة. ويتوقع بعض المحللين أن تزيد النسبة في هذه الانتخابات.

من هم المرشحون؟

يخوض السباق 13 مرشحاً بعد أن استبعدت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة عشرة مرشحين لعدم استيفاء الشروط المطلوبة. ومن بين المستبعدين، المدير السابق لجهاز المخابرات العامة المصرية، عمر سليمان والذي تولى منصب نائب مبارك لعدة أيام فقط وكذلك نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر التي رشحت بدلاً منه رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، محمد مرسي. وأصبح هناك حالياً 12 مرشحاً فعلياً بعد انسحاب أحدهم. ومن المنافسين الرئيسيين المرشح الليبرالي وزير الخارجية السابق في عهد مبارك والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى وهو من أشهر الأسماء في سباق الرئاسة وكذلك المرشح الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح الذي تمكن من اجتذاب أصوات من توجهات مختلفة من الليبراليين إلى التيار السلفي وأحمد شفيق وهو قائد سابق للقوات الجوية ووزير سابق للطيران المدني وأصبح في الأيام الأخيرة لحكم مبارك رئيساً للوزراء. وينظر لغالبية المرشحين الآخرين على أن فرصهم أقل لكن شعبية المرشح اليساري، حمدين صباحي تتزايد بسبب بساطته في التواصل مع المواطنين العاديين.

من الأوفر حظاً؟

استطلاعات الرأي عملية مستحدثة في مصر حيث كانت الانتخابات في عهد مبارك يجرى التلاعب فيها بصورة كبيرة وكانت النتيجة مسألة محددة سلفاً. لذلك فإن مدى القدرة على الاعتماد على استطلاعات الرأي المنشورة في الصحف لم يختبر. وتظهر المؤشرات العامة أن موسى وأبو الفتوح وشفيق يتصدرون السباق. وكان مرسي متأخراً في استطلاعات الرأي لكن ماكينة الدعاية القوية التي تستعين بها جماعة الإخوان المسلمين جرى تكثيفها في الأيام القليلة الماضية بتجمعات حاشدة وإعلانات مكثفة بهدف إقناع ملايين الناخبين الذين ربما لا يحسمون أمرهم إلى أن تحين اللحظة الأخيرة.

كيف كان يجرى اختيار الرئيس في مصر في الماضي؟

كان مبارك الذي تولى الرئاسة طوال 30 عاماً يتولى المنصب غالبية تلك الفترة من خلال استفتاءات على مرشح واحد إذ كان اسمه هو فقط المدرج في القائمة وكان المصريون يختارون «نعم» أو «لا». ولم يكن كثيرون يكترثون بالمشاركة. وفي 2005 وتحت ضغط من الولايات المتحدة لإجراء إصلاحات سياسية أجرت مصر أول انتخابات رئاسية تعددية، لكن القواعد الموضوعة جعلت من المستحيل على أي شخص أن يمثل منافسة فعلية. وشابت عملية الانتخاب ذاتها انتهاكات وكانت النتيجة هي فوز كاسح لمبارك دون أن تكون تلك مفاجأة. وكان من المقرر أن يخوض انتخابات أخرى العام 2011 في حين كان كثيرون يتساءلون هل سيرشح ابنه جمال نفسه. لكن الانتفاضة الشعبية أنهت حكم مبارك في فبراير/ شباط من العام الماضي.

ما هي الجهات التي ستراقب الانتخابات؟

بعض الجماعات المؤيدة للديمقراطية التي تابعت الانتخابات البرلمانية لم يعد لها نشاط في مصر بعد ملاحقتها قضائياً بسبب مزاعم بتمويل أجنبي غير مشروع. وحصلت ثلاث جماعات دولية على تراخيص لمراقبة الانتخابات الرئاسية وهو أقل من عدد جماعات المراقبة في الانتخابات البرلمانية. والجماعات الثلاث هي مركز كارتر الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، والمعهد الانتخابي للديمقراطية المستدامة في إفريقيا، و «ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان» التي تحمل اسم ماعت إلهة الحق والعدل عند قدماء المصريين، إلى جانب عدد من الأجهزة المحلية مثل المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وعالم جديد ولسة شايفينكم.

وقال مراقبون دوليون إنهم ليس بإمكانهم تقديم تقييم كامل للانتخابات لأنهم منعوا من متابعة الجزء الأكبر من حملات الدعاية.

العدد 3546 - الثلثاء 22 مايو 2012م الموافق 01 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً