العدد 3552 - الإثنين 28 مايو 2012م الموافق 07 رجب 1433هـ

بحريني وأفتخر؟

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

بحريني وأفتخر، عنوان حملة علاقات عامة قامت بها مجموعة لإظهار الوضع الحالي البائس، وكأنه «عال العال».

بحريني وأفتخر... نعم وأفتخر، فقد أضحى اسم البحرين في كل مكان، على كل شفة، في الفضائيات و «التويتر» و «الفيسبوك» وفضاء الإنترنت، والمؤتمرات والندوات رديفاً لاستخدام القوة ضد النساء والأطفال والشيوخ، وضد المحتجين السلميين، والاستخدام المفرط للغازات المسيلة للدموع ضد أكبر عدد من المواطنين في «المناطق الخارجة على القانون» مع الغازات الخانقة والسامة، التي يتم رميها بكل دقة داخل البيوت الآمنة حتى غرف النوم.

بحريني وأفتخر... فقد تم التوصل إلى وسائل لا تخطر على عقول جهابذة الـ (كي جي بي)، أو (سي آي أيه) وانتزاع الأفكار العميقة في العقل الباطني، ولا يمكن أن تحدث إلا في أفلام الخيال.

بحريني وأفتخر... فقد أضحى بالإمكان حشد مجموعةٍ من المواطنين في قضية مؤطرة، ورسم أدوار كل منهم في مؤامرة مفترضة، حتى ولو لم يعرف أحدهم الآخر، ثم حشد الأدلة من مصادر مجهولة، وإدانتهم والحكم عليهم مدى الحياة.

بحريني وأفتخر... فقد أضحى الآلاف يتمتعون برفاهية البطالة، وهاهم يتسكعون في المقاهي الفاخرة، ويعيشون حياة تقاعدٍ مبكر، فيما سخّرنا الأجانب للقيام بمهامهم ووظائفهم وخدمتهم.

بحريني وأفتخر... فقد أضحت سياسة التمييز، عفواً «التميّز»، لها جائزة ومهرجانات، وما المشكلة؟ فأصابع اليد لا تتماثل... ألم تقم حضارة روما العريقة على تصنيف أسياد وعبيد؟

بحريني وأفتخر... فقد أصبح شعب البحرين شعباً كوزموبوليتيّاً، أي من جميع جنسيات العالم، يتكلمون عشرات اللغات، ومن مختلف الأعراق؟ أليس ذلك من علامات التعددية والتحضر والتسامح؟

بحريني وأفتخر... فقد أصبحت الجنسية في متناول الجميع، وأضحت متاحةً في أطراف المعمورة، بحيث يتفحص ضباط الهجرة في كل مطار وميناء هوياتنا بتعجب، ويسألك ضابط المطار العربي، بحريني أم لا؟

بحريني وأفتخر... فقد رسخت الفكرة أنني طيّب إلى حد «الهبل»، والتساهل في الأرض والعمل والمال، وتحوّلت إلى ضيف في بلدي، مثلما قال الشاعر: يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا... نحن الضيوف وأنت رب المنزل.

بحريني وأفتخر... فمشهورٌ عني السلمية، حتى إذا ضربك أحدٌ على خدّك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، حتى طالت الإهانة والضرب والأذى الجميع، النساء والأطفال والرجال والشيوخ.

بحريني وأفتخر... مشهور بالثقة في الآخرين، ورعاية الذمة، فلم تكن هناك حاجةٌ لعقود فيما بيننا وحتى مع الأجانب، والبيع بالسلف ولذلك دخلت الأسواق وأخذت منها حاجتي على اعتبار أن هناك ثقة، وبالتأكيد سأسدّد قيمتها عندما تتيسر الأمور، فإنها سلفةٌ ليس إلا.

بحريني وأفتخر... عفيف اللسان، غاض الطرف، ولذلك أنفّس عن مكبوتي ببذاءات تخرج غصباً عني في التلفزيون والإذاعة والصحف والإنترنت والجامع والمسجد، جهراً أو سرّاً.

نعم بحريني وأفتخر... ولكن لشعب مكافح صبور، كالعين التي تقاوم المخرز. والصدور العارية التي تواجه المدفع بالورود.

بحريني وأفتخر... للعقول والكفاءات الطبية والأكاديمية والهندسية والأدبية والإعلامية، وهي تقدّم عصارة جهدها للجميع، بحرينيين ومقيمين، في تجرّدٍ وصدقٍ ونزاهة، ثم تعاقب بقسوة على عطائها بدل التكريم. إنها التماعات الأخوة والإنسانية لشعب عربي كريم.

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 3552 - الإثنين 28 مايو 2012م الموافق 07 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 9:07 ص

      hdfeeling

      كلام جميل لا يفهمه إلا الأحرار

    • زائر 26 | 3:03 م

      تفصيل وتصوير جداً رائع

      أحسنت قولاً ومنطقاً

    • زائر 22 | 10:31 ص

      بحرينى وعزومى قوية

      طال عمرك استاذنا العالم كله يضحك علينا , الفزاعه وصلوا وين واحنا فوين لازلنا نتجادل ونتشربك ونتقاتل وهم يتفرجوا علينا

    • زائر 20 | 6:11 ص

      الى رقم 9 زائر 10

      صدقت ياعزيزى قلت ما بودى ان اقوله لزائر 3 وازيد عليه بان يترك الحقد والبغضاء

    • زائر 19 | 5:42 ص

      إلى رقم 3

      بو منصور البحريني الأصيل أنت تاج رأسنا ونفتخر بك بين الأمم، لا نفتخر بالجهل والتخلف، لا نفتخر بالفساد، لا نفتخر بمن يفرط في القيم والمبادئ والأخلاف فلا فرق في ثقافته بين (الشتم والكذب والصدق) نفتخر بصدقك، بوطنيتك، بعطائك اللامحدود، بقلبك النابض الموجوع على بلد صار شعبه كوزموبوليتيّاً..لكن أين الأحساس وأين الضمير؟

    • زائر 17 | 5:29 ص

      التهميش

      سياسية تهميش البحريني صاحب الأرض القديمة الجديدة تتقلد عدة شعارات ظاهرها جميل وباطنها خبيث تحاول بكل أسباب قوة ....إبعاد الاصيل لخوفها الشديد منه وإستعباد الغير المواطن ليكون سداً منيع

    • زائر 15 | 4:52 ص

      سنابسيون

      نعم بحريني وافتخر أنني أكثر شعب سلمي وأكثر شعب تكالبت عليه المصائب ،

    • زائر 11 | 3:17 ص

      هناك تميّز وهناك تمييز التميّز بضم الياء من نصيب والتمييز من نصيب

      لقد ظهرت معادن هذا الشعب على حقيقتها للعالم وعرف العالم ان هذا الشعب الموجود له جذور تاريخية قوية ممتدة من قبل الاسلام وحتى جاء االاسلام واقبل اهل البحرين عليه بشغف وقبول حسن، هؤلاء هم الآن من ينالون الجوائز والاستحسان والتقدير العالمي بما يقدمون لهذا البلد من عطاء في ظل وضع مجحف.
      أما في الطرف فهناك من يسعى الى تكريس التمييز والعنصرية البغيضة والتي إن استفحلت فلن تخدمهم فقد مقتها البشر بجميع انواعه.
      هذا التمييز الذي يمارس على عينك يا تاجر سوف يعرف من يقوم به مدى فداحته ولو بعد حين

    • زائر 10 | 2:06 ص

      رقم 3 الستم عايشين معنا ؟ أستغرب حقيقة هذه العقليات

      الم تسمعوا ان في القرى أناس ماتوا ؟ أم تشاهدوا افلام الفيدوا ترمي مسيلات الدموع عمدا داخل البيوت الآمنة ؟ أم تسمعوا وتشاهدوا امهاتنا تصرخ حرقة على أبنائها المعتقلين ؟ هل قلوبكم من الحجارة ؟ اذا لم تعرفوا كيف تستخدموا التكنلوجيا واليوتيوب وتروا تلك الفظائع قولو لنا نورونا وسنرسل لكم المقاطع المنشورة ، أما ما ان يشكوا أحد الحال حتى تكون ردودكم مقرفة وكأنكم لا تعيشون معنا ، تبحثون في دول اخرى وتحصون من جرح ومن قتل ونحن بين ظهرانيكم نعذب وكأن شيئا لم يكن ما هذه العقلية .

    • زائر 9 | 2:05 ص

      شي مضحك

      مادري على شنو يفتخرون الله يهديهم..وضع بائس وشائك..

    • زائر 8 | 1:51 ص

      حملات علاقات عامة

      بحريني وافتخر هي احدى تلك الحملات الإعلامية التي أطلقت لردم الهوة وإعادة اللحمة الوطنية والانقسام بين أبناء الوطن والتي ساهمت في أحداثه بعض المؤسسات الرسمية ، اتمنى من القائمين على تلك الحملات تقييمها لمعرفة مدى قدرتها على تحقيق الهدف التي من اجلها أنشئت ، هل أنشئت للتفاخر لنقول للعالم اننا أنجزنا شئ بغض النظر عن النتيجة والهدف مثلها مثل اي شئ اخر كالقوانين والمشاريع وغيرها ام ماذا بالضبط ؟

    • زائر 7 | 1:14 ص

      خطاب في الصميم لقلوب صماء

      مقال في الصميم . ولكن أقول ذبحونا البعض بترديد المواطنين والمقيين وهم أنفسهم من داسوا ثوب المقيمين والمواطنين بل في بطونهم وعلى جباههم. كفوا عن الهبل والاستغفال وكفوا عن التمادي فما الله بغافل عما يعمل الظالمون كما لم يغفل عن بطل قادسيتكم وبطل سيناء

    • زائر 5 | 12:45 ص

      جنيف1

      حينما حملنا علم الوطن بماذا وصفتمونا ؟
      حينما خرجنا بالزهور بماذا واجهتمونا ؟
      ولازال القمع قائما على قدم وساق ... وسلميتنا يشهد لها الداني والقاصي ... وخير دليل جلسة جنيف ... التي انتقدت عنف السلطة ... واشادت بسلمية الشارع ...

    • زائر 4 | 12:43 ص

      نعم يبو منصور بحريني وافتخر انك بحريني بعد

      يحق للبحرين ان تفتخر بك كواحد من ابنائها البرره فارقتك الديه والبحرين وكان عمري بين التاسعه والعاشره وما رايتك الا وانا اب تخرج ابنائه من الثانويه طول هذه السنين كنت تحمل البحرين في عقلك واحساسك كحلم وامنيه لو اردت ان تعيش في منفاك معزز مكرم كانت شهادتك كدكتور بيطري في ذاك الزمان توهلك ان تعيش حياه مترفه في اي بلد تقصده ولاكن حنينيك ووفائك لاوال حملك اكثر ما يحتمله انسان لسنين طويله طوبى لبطون واصلاب انجبتك ويحق للبحرين ان تفتخر بانك بحريني...ديهي حر

    • زائر 3 | 12:00 ص

      اذن لماذا

      الذي يفتخر بوطنيتة لايمكن باي حال من الاحوال ان يدوس على طرف ثوبة ولكن مانشاهد مع الاسف هو عكس ذلك من ترهيب المواطنين والمقيمين واعمال الحرق اليومية فهل هذا وطنية.

    • زائر 2 | 11:45 م

      أنا افتخر

      والله يا استاذ أنا افتخر .. انك بحريني أصيل .. دمت و دام لنا فكرك .. وخير الكلام ...

    • زائر 1 | 11:44 م

      شكرا

      شكرا لقد اختصرت ما اود قوله ولله درك يا وطني

اقرأ ايضاً