العدد 3558 - الأحد 03 يونيو 2012م الموافق 13 رجب 1433هـ

حفظ التراث البحريني مسئولية يتحملها المجتمع... ونتطلع لمشروع وطني يحفظ تاريخنا

أشادوا بإقامة المعرض وأكدوا ضرورة استمرار توثيق تاريخ البحرين... الحاضرون في معرض المقتنيات القديمة:

حسن مطر: مشاريع مستقبلية لحفظ التراث والتاريخ البحريني
حسن مطر: مشاريع مستقبلية لحفظ التراث والتاريخ البحريني

أكد عدد من الحاضرين في معرض صحيفة «الوسط» للمقتنيات القديمة، أن حفظ التراث البحريني مسئولية تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع، معتبرين أن الوثائق والمقتنيات القديمة التي عرضت في المعرض، كنوز تحتاج إلى أن تُحفظ ويستفاد منها.

وأشاد الحاضرون في المعرض، الذي أقيم يوم أمس الأول السبت (2 يونيو/ حزيران 2012)، بفكرة إقامة المعرض من قبل إدارة صحيفة «الوسط»، مؤكدين ضرورة استمرار توثيق تاريخ البحرين.

وشددوا على أن معرفة التاريخ البحريني يعد رابطاً للحاضر والمستقبل، ولابد من جميع أفراد المجتمع التعرف على تاريخ البحرين، وطريقة الحياة التي كان يعيشها الآباء والأجداد، معتبرين أن ذلك نافذة لتكوين مستقبل البحرين.

ورأوا أن المعرض اختزل مراحل تطور البحرين خلال القرن الماضي، وخصوصاً في المهن والتشريعات الإدارية والسياسية، والحياة الاجتماعية والفنية القديمة، متطلعين إلى أن يكون هناك مشروع وطني بين الحكومة والمنظمات الأهلية، يحفظ التاريخ البحريني العريق.

المقهوي: ملامسة المقتنيات القديمة ومعاينتها أعطت نجاحاً للمعرض

قال الفنان التشكيلي محمد صالح المقهوي إن ملامسة المقتنيات والأجهزة في معرض المقتنيات القديمة ومعاينتها، أحد الأسباب التي أدت إلى نجاح المعرض، مؤكداً أن الثقة التي حصل عليها العارضون والمشاركون في المعرض بأن يعرضوا مقتنياتهم بأمان واطمئنان، أكسب المعرض خاصية لا يمكن الحصول عليها في المعارض المماثلة.

واعتبر المقهوي، وهو أحد الحاضرين في معرض المقتنيات القديمة، أن «هذه مناسبة جميلة جداً، وفكرة رائدة من نوعها لأن تكون هناك جهود خاصة في وسط مبنى صحافي، وبإمكانيات بسيطة، تجمع هواة ومهتمين بالمقتنيات القديمة».

وأضاف «أعتقد أن هذه النقلة تستحق تسليط الضوء عليها، وهذه الفترة وإن كانت محدودة، إلا أنها تعطي مساحة كبيرة للاطلاع والوصول والتعرف عن قرب على المقتنيات والتحف القديمة».

ورأى أن «ميزة المعرض أنها خارجة عن الجوانب الأمنية، ويمكن للحاضرين في المعرض الوصول إلى هذه المقتنيات وملامستها».

وأشار إلى أن «ثقة العارض والمهتم بالمقتنيات القديمة، في أن يعرض مقتنياته بأمان هي التي أعطت نجاحاً للمعرض، في حين أنها لو كانت في متحف، لوضعت في صندوق زجاجي مغلق، ولا يمكن الوصول إليها بسهولة»، مضيفاً أن «هذه الثقة هي التي أعطت العرض نجاحاً كبيراً، ولو كان الجمهور لديه فرصة الوصول لأبدى رأياً وإعجاباً أكثر مما شاهدناه».

وأفاد بأن «مررنا بمقتنيات متحفية، عندما تتجول بينها يُخيّل إليك أنك في متحف ضخم».

وزاد المقهوي أن «هذه الخطوة جريئة ورائدة من إدارة «الوسط»، فهي قامت بتعريف الجمهور بالمقتنيات الخاصة الموجودة لدى شريحة من المجتمع. وأعتقد أنه ستكون هناك خطوات مستقبلية تكمل هذا النجاح والمبادرات من (الوسط)».

ونوّه المقهوي إلى أنه «توجد فئات عمرية مختلفة في المعرض، أطفال وشباب، أعطاهم المعرض شيئاً من الرجوع إلى الذكريات، وإلى ما كان عليه الأجداد».

وبيّن المقهوي «عندما تجلس مع طفل وتعطيه شيئاً من الماضي وتحكي له حكاية قديمة عن الأجداد، قد لا تستطيع الوصول إلى الفكرة التي تريدها، ولكن بالمقتنيات القديمة يمكن للطفل أن يصل إلى الفكرة، ويتعرف على ما كان عليه الآباء، ويعطيه الاعتزاز لهويته وانتمائه، ويشعر أنه شيء من الماضي الجميل».

وأكد المقهوي «لو كانت هذه المقتنيات في أي متحف من المتاحف، لعجزت الأيادي عن الوصول إليها، وستكون أسيرة ما بين الزجاج وحراس الأمن، وقد تعطي عائقاً للوصول والتمعن في هذه المقتنيات، وقيمة معرض «الوسط» للمقتنيات القديمة أنك تستطيع الوصول إلى المقتنى الأثري، والتعرف عليه بكل صدقية».

وبسؤاله عن أبرز ملاحظاته في المعرض، ذكر المقهوي أن «هناك عنصر المفاجأة في المعرض، إذ يفاجئك بها الشخص البسيط بأنه استطاع بإمكانياته المادية البسيطة، أن يجول العالم، وتكون أنت عاجزاً عن الوصول إلى هذا العالم في زياراتك وسفراتك الخاصة».

وأردف أن «هذا الشخص البسيط بذل جهداً ووقتاً في البحث واقتناء القطع الفنية القديمة».

واستدرك المقهوي «توجد ملاحظة أخرى، وهي وجود مخطوطات قديمة لأحد العارضين، والتي من بينها مخطوطات للقرآن الكريم، وهي نسخ على رغم كتابة الخط الصغير، إلا أنه يشدك شكل المخطوطة وطريقة الكتابة، وتتمعن بنظرك فيها لتتعرف على كيفية كتابة الآيات القرآنية بخط النسخ القديم، وهي نسخ نادرة جداً، وهي من الأشياء التي شدت انتباهي».

ودعا المقهوي كل الذين يمتلكون هذه الهواية إلى أن يقوموا بتنميتها وصقلها، ووضع طموحات مستقبلية يصلون إليها.

خليل: المعرض عكس

صورة المجتمع البحريني قديماً

أكد القيادي في جمعية الوفاق عبدالجليل خليل أن معرض صحيفة «الوسط» للمقتنيات القديمة عكس الصورة الحقيقية للمجتمع البحريني قديماً، وكشف عن وثائق مهمة توضح الكثير من الحقائق، معتبراً فكرة إقامة المعرض ممتازة، وخصوصاً أنها تصدر عن صحيفة «الوسط»، من أجل توثيق عدد كبير من الحقائق، وهذه خطوة متميزة، معتبراً أنه «لا يوجد اهتمام من الدولة والمجتمع في حفظ تراث البحرين، وخصوصاً الحقب الزمنية الماضية، ومراحل تكوين البحرين، والشخصيات المؤثرة فيها».

وقال خليل: «أنا شخصياً اطلعت على وثائق مهمة جداً، من الممكن أن تعطي صوراً حية عن طبيعة المجتمع البحرين قديماً».

وتطلع خليل إلى أن «تقوم (الوسط) بالاهتمام بهذه الفكرة، والاهتمام بحفظ التراث خطوة رائدة، وستشجع الآخرين على الاهتمام بالتراث، وخصوصاً إذا سلطت «الوسط» عبر الصحيفة، الضوء على هذه الزاوية المهمة، وفترة تكوين الدولة».

ورأى أن «هذا الاهتمام سيدفع المجتمع إلى الاهتمام بقراءة التاريخ، وهذا أمر مهم ومسئولية الجميع، ولابد من كل شخص أن يدرس تاريخه ويعرف جذوره، حتى يهيئ لقراءة صحيحة لمستقبل البحرين».

وختم خليل حديثه بالقول: «نأمل أن تكون هناك معارض مشابهة في الأعوام المقبلة، ويتم الإعلان مبكراً عن المعرض من أجل أن يتقدم المهتمون بالتراث البحريني».

حبيب: المعرض فرصة للتعرف

على التراث الأصيل

إلى ذلك، قال الأكاديمي البحريني فاضل حبيب: «إن المعرض كان فرصة لأن نتعرف على بعض التراث البحريني الأصيل، ورأينا بعض المقتنيات التي بودنا أن يطلع عليها طلبة المدارس، لأنها جزء من التراث الإنسان».

وأضاف حبيب «قد لا يهتم البعض بمثل هذه الأمور، وخصوصاً في ظل التقنيات الجديدة، إلا أنها تستحق الاهتمام والتعرف عليها».

وذكر أن «بعض المعلومات القيمة تعرفنا عليها من خلال المعرض، والتي من بينها أول طابع بريدي، وكيف أن متسلم الرسائل البريدية قديماً هو الذي كان يدفع كلفة الطابع، إلى أن تغيّر الوضع وأصبح المرسل هو من يدفع قيمة الطابع البريدي».

حسن: المقتنيات القديمة

والوثائق كنوز تحتاج إلى من يحفظها

اعتبر النائب السابق عبدعلي محمد حسن أن المقتنيات القديمة والوثائق التي عُرضت في معرض صحيفة «الوسط» للمقتنيات القديمة، تُعد كنوزاً تحتاج إلى من يحفظها من الضياع ويستفيد منها.

وقال حسن، وهو عميد البحث العلمي بجامعة البحرين سابقاً: «إن فكرة إقامة هذه المعارض رائدة، وإن كانت ليست جديدة، ولكن في محتواها ومضامينها جديدة. وأنا شخصياً استفدت كثيراً من متابعتي لبعض الوثائق والمقتنيات التي عُرضت في المعرض».

ووصف حسن المعرض بأنه «معرض متنوّع، ومعروض فيه أشياء كثيرة، ومن بينها وثائق تاريخية لا تقدر بثمن، وما أتمناه ألا تضيع هذه الوثائق التي هي بمثابة الكنوز، وتُحفظ من الضياع والتلف، وفي الوقت نفسه تجرى مزيد من الأبحاث حول تاريخ البحرين، لأن هذا تاريخ، ويجب أن يُبرز كمعطيات تاريخية».

ورأى أن «صحيفة (الوسط) وهي تقدم على هذه الخطوة، قادرة على أن تعلن عن مسابقات كثيرة في دراسات التراث، وهذا بحد ذاته يعطي عدداً كبيراً من المجالات البحثية التي تستطيع من خلالها أن تفرز مضامين تاريخية رائدة».

وذكر أن «ما بث في نفسي الراحة، أن هذا المعرض جاء بمبادرات تطوعية، ومن أشخاص عاديين، جلبوا المقتنيات القديمة، وعرفوا الحضور عليها».

عبدالله: التجول في المعرض

رحلة في ماضي البحرين الجميل

اعتبر استشاري جراحة الأوعية الدموية وزراعة الكلى صادق عبدالله، أن التجول في معرض صحيفة «الوسط» للمقتنيات القديمة، «رحلة جميلة في ماضي البحرين الجميل»، مؤكداً أن «فكرة المعرض فكرة جميلة جداً من قبل (الوسط)».

وقال عبدالله إن المعرض يُظهر جانباً مهماً نحتاجه حالياً للأم الجروح التي أحدثتها الأزمة الأخيرة، وإذا عدنا لهذا الماضي نجد كيف أن أبناء البحرين جميعهم يأتون من شجرة واحدة، وهذه اللفتة جميلة من «الوسط».

وذكر أن أبرز ما يميّز المعرض «تنوّع المادة التاريخية، فهي كانت متنوعة وشيقة، ونأمل أن تكون أكبر في المستقبل».

السلمان: حفظ التراث البحريني

يتطلب مشروعاً وطنياً مشتركاً

أكد الكاتب البحريني محمد حميد السلمان، أن حفظ التراث البحريني يتطلب مشروعاً وطنياً مشتركاً في الجهات الرسمية والمنظمات الأهلية، مشدداً على ضرورة إنشاء مراكز لحفظ التراث والتاريخ، ووضع الوثائق التاريخية في المركز، بدلاً من تركه في الغرف بالمنازل.

ونوّه السلمان إلى أنه «يجب ألا تأخذ الجهات الرسمية الصلاحية من الناس وتسحب المقتنيات القديمة والوثائق القديمة منهم، بل تعمل على إنشاء مشروع وطني، بحيث لو عجزت الدولة عن تمويل هذا المشروع، يأتي دور القطاع الخاص والأفراد، وإذا عجز الأفراد والقطاع الخاص يكون للدولة دور في دعم هذا المركز».

وبسؤاله عمّا إذا كان بقاء الوثائق والمقتنيات القديمة لدى الأفراد أفضل من الجهات الرسمية، أوضح السلمان أن الأمر في الحالتين له إيجابيات وسلبيات، «فمن جهة إذا كانت المقتنيات لدى الفرد وهو الذي اشتراها وحصل عليها، فإنه سيكون حريصاً على حفظها، ولكن مع تقادم العمر، وإذا كبر هذا الشخص، فهل سيحافظ الأبناء على هذا التاريخ».

وعبّر السلمان عن خوّفه على كبار السن الذين يمتلكون الوثائق القديمة، إذ بوفاتهم وضياع الوثائق الموجودة لديهم حالياً، فإن التاريخ يضيع أيضاً، على حد تعبيره.

وأضاف «أما حفظ المقتنيات لدى الجانب الرسمي، فإنه سيحكم الكثير من الوثائق في غرف، ولا يستطيع حتى الباحث الوصول إليها، ولا فائدة من هذا الأمر. فما فائدة الوثيقة من دون فتحها وقراءتها؟».

وفي حديثه عن معرض المقتنيات القديمة، قال السلمان: «على رغم صغر مكان المعرض وأنه في صحيفة، إلا أن الموجود فيه يختزل فترة مهمة من تاريخ البحرين، ما بين الغوص والتشريعات الإدارية والسياسية، والانتخابات، والنواحي الاجتماعية والفنية القديمة، ويختزل تطور البحرين خلال 100 عام، وقد يزيد على ذلك».

ورأى أن «مثل هذه المعارض مهمة للمواطن البحريني، وليس لزمن معيّن، فهي الرابط بين الماضي والحاضر».

وأضاف «من يزور المعرض يعيش في عبق الماضي ويتصل بالحاضر ويحاول أن يفهم ويعي كيف أن الشعب البحريني عظيم، وميراثه عظيم، وأعطى ليس لبلده، وإنما في تاريخ العالم كله».

وتطلع السلمان إلى أن يشهد المعرض نسخاً متتالية خلال الأعوام المقبلة، ويكون أوسع من العرض الأول.

سيار: نحتاج إلى معرض وطني أهلي يجمع الوثائق التاريخية البحرينية

أعرب الباحث الاجتماعي عيسى سيار عن تطلعه إلى إقامة معرض وطني أهلي يجمع الوثائق والمقتنيات البحرينية القديمة، وخصوصاً مع الكثير من الشخصيات البحرينية المهتمة باقتناء الوثائق القديمة، مشدداً على أن يكون المعرض أهلياً وليس رسمياً «حتى لا يدخل في الإجراءات البيروقراطية».

وقال سيار، في تعليقه على معرض صحيفة «الوسط» للمقتنيات القديمة: «إن المعرض على رغم صغر حجمه إلا أنه معرض وثائقي، وخصوصاً فيما يتعلق بالطوابع البريدية وبداياتها في العالم، وفي البحرين أيضاً».

ورأى أن «القائمين على المعرض وفقوا في اختيار المعروضات، وتقسيم المعرض إلى الوثائق والعملات القديمة، وتاريخ الفورمولا في البحرين، وعرض الكاميرات القديمة وغيرها»، مشيراً إلى أن «المعرض لم يكن ذا طابع محلي فقط، بل أخذ الطابع العربي والإقليمي والدولي، كما أنه عرض البعد الديني الموثق لبعض الأحداث الدينية التي حدثت في البحرين قديماً».

وأكد أن إقامة المعرض جهد مقدر لصحيفة «الوسط». وقال: «البحرين فيها الكثير من الشخصيات التي لديها اهتمامات شخصية في اقتناء التحف والوثائق، وسيحسب لـ «الوسط» لو أنها قدمت بادرة، في إقامة معرض وطني سنوي يأخذ الطابع الأهلي الوطني، بعيداً عن الطابع الرسمي، وحتى لا يدخل في الإجراءات البيروقراطية».

وذكر سيار أنه مهتم بجمع العملات والتحف القديمة، وهذا ما دفعه إلى حضور المعرض، ومشاهدة المعروضات فيه.

ونوّه إلى أن «السلبية الوحيدة في المعرض أن مكانه صغير، إلا الجوانب الإيجابية طغت على الأمور الشكلية الأخرى، فحجم المعروضات ونوعها وقدمها، واحتواؤها على العديد من المقتنيات المختلفة، كلها أمور ليس بالسهولة أن تجمعها تحت سقف واحد».

مطر: مشاريع قادمة على غرار

معرض المقتنيات القديمة

أفصح أمين سر جمعية الجمري الخيرية حسن مطر، عن وجود مشاريع قادمة لدى الجمعية، على غرار معرض صحيفة «الوسط» للمقتنيات القديمة، مؤكداً أن من طموح الجمعية واهتماماتها التراث البحريني، وإحياء الثقافة البحرينية القديمة.

وقال مطر، على هامش حضوره معرض المقتنيات القديمة الذي نظمته «الوسط»، إن هناك بذوراً لمشاريع تحفظ التراث البحريني والثقافة البحرينية، سترى النور في المستقبل.

واعتبر مطر أن معرض المقتنيات القديمة «بادرة طيبة من صحيفة «الوسط»، وخصوصاً أنه يعكس الامتداد للحضارة البحرينية»، مشيراً إلى أن المجتمع البحريني مهتم بالثقافة منذ سنوات طويلة.

العدد 3558 - الأحد 03 يونيو 2012م الموافق 13 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً