العدد 3561 - الأربعاء 06 يونيو 2012م الموافق 16 رجب 1433هـ

إبراهيموفيتش... عملاق مزاجي يبحث عن ذاته دولياً

هناك القليل من اللاعبين الذين تنقسم الآراء حولهم بقدر المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، وسيبقى الوضع على حاله حتى يتمكن نجم ميلان الايطالي من فرض نفسه على الساحة الدولية.

من المؤكد أن ابراهيموفيتش من اللاعبين الموهوبين جدا الذين نجحوا في أن يكسبوا محبة آلاف المشجعين حول العالم، لكن يؤخذ عليه انه غالبا ما فشل في الامتحانات الكبرى في حين يؤكد مشجعوه أن اللاعب الذي توج بألقاب مع أياكس أمستردام الهولندي ويوفنتوس (جرد الأخير من لقبيه في الدوري بسبب تلاعبه) وانتر ميلان الايطاليين وبرشلونة الاسباني وصولا إلى ميلان، واللاعب الذي كلف هذه الأندية أموالا طائلة للتعاقد معه لا يمكن أن يكون سوى من اللاعبين الكبار الذين يلعبون دورا أساسيا في فوز فرقهم.

أما بالنسبة لمنتقدي «ابرا» فهم يرون بأنه يتألق أمام المنافسين «الصغار» وحسب، وبان فشله في إحراز لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا وفي التألق مع منتخب بلاده في البطولات الكبار يؤكدان هذا الأمر.

في الواقع، لا يمكن للإحصاءات أن تقيس حجم موهبة لاعب ما، فالبرازيلي رونالدو الذي يعتبر من أفضل المهاجمين الذين عرفتهم الملاعب، لم يفز أيضا بلقب دوري أبطال أوروبا على رغم انه دافع عن ألوان العمالقة برشلونة وريال مدريد وميلان وانتر ميلان وايندهوفن خلال مسيرته الرائعة، لكن ذلك لا يقلل من حجم موهبته وموقعه بين نجوم الكرة المستديرة في التاريخ.

لكن ما يميز «الظاهرة» رونالدو عن ابراهيموفيتش هو انه توج بلقب بطل العالم مع منتخب بلاده مرتين، وأحرز لقب هداف نسخة 2002 إضافة إلى نيله جائزة أفضل لاعب في العالم 3 مرات. السويد ليست البرازيل بالطبع، وبالتالي استفاد رونالدو خلال مشواره الدولي من وجود لاعبين رائعين إلى جانبه، خلافا لابراهيموفيتش الذي يعتبر النجم الأوحد في تشكيلة منتخب بلاده وبالتالي يكون تركيز دفاع الخصم منصبا عليه تماما. هناك العديد من العمالقة الذين لم يشاركوا حتى في بطولة كبرى مع منتخب بلادهم مثل الويلزيين راين غيغز وجورج بست، والأوكراني أندري شفتشنكو لم يلعب حتى الآن سوى في بطولة واحدة وكانت في مونديال 2006.

أما ابراهيموفيتش، فيمكن القول انه حظي بفرصته للتألق على الساحة العالمية بعد إن شارك مع منتخب بلاده في مونديالين وفي نسختين من كأس أوروبا، كما خاض على صعيد الأندية غمار دوري أبطال أوروبا في 10 مواسم على التوالي.

لاعب المناسبات البسيطة

عاش ابراهيموفيتش لحظات جيدة على صعيدي المنتخب ومسابقة دوري أبطال أوروبا، لكنه غالبا ما يفشل في تقديم أفضل مستوياته عندما تكون أنظار العالم منصبة عليه، وفي حين أن معدله التسجيلي على صعيد الدوري المحلي هو أكثر من هدف (بقليل) في كل مباراتين، فمعدله على الصعيد الأوروبي اقل من هدف في كل 3 مباريات.

وكان الدور نصف النهائي المشوار الأبعد للمهاجم السويدي في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وحقق هذا الأمر مرة واحدة فقط، فيما أفضل نتيجة له مع المنتخب الوطني وصوله إلى ربع نهائي كأس أوروبا 2004.

ويرى منتقدوه بأنه لا يقدم أي شيء يذكر عندما يكون فريقه بأمس الحاجة إليه، لكن، وكما يقول المدرب الاسكتلندي الفذ اليكس فيرغسون، إن المهمة الأصعب هي الفوز بلقب الدوري المحلي وقد تمكن «ابرا» من تحقيق هذا الأمر في 7 مناسبات حتى الآن في 3 بطولات مختلفة ومع 4 فرق مختلفة، كما كان لاعبا في فريق يوفنتوس الذي توج بلقب الدوري عامي 2005 و2006 قبل أن يجرد منهما لتلاعبه بالنتائج.

كما توج المهاجم السويدي هدافا للدوري الايطالي مرتين في المواسم الأربعة الأخيرة (مرة مع إنتر وأخرى مع ميلان)، كما اختير مرتين من قبل الاتحاد القاري للعبة ضمن أفضل تشكيلة أوروبية، ونال جائزة أفضل لاعب في الدوري الايطالي 3 مرات وأفضل لاعب سويدي 6 مرات.

«لقد اخذ بعدا آخر مع تقدمه بالعمر»، هذا ما قاله رئيس ميلان سيلفيو برلوسكوني عن ابراهيموفيتش «المزاجي»، مضيفا «قراءته للعبة أصبحت أفضل. أصبح الآن أفضل إن كان كهداف أو صانع الألعاب».

قدم «ابرا كادابرا» موسما جيدا في الدوري الايطالي إذ توج هدافا برصيد 28 هدفا، لكنه خرج خالي الوفاض للمرة الأولى منذ 2003، ما أشعره بالخيبة.

وهذه المرة الأولى التي يفشل فيها ابراهيموفيتش في إحراز أي لقب خلال الموسم منذ العام 2003 حين اختبر هذا السيناريو مع فريقه السابق أياكس أمستردام، إذ توج منذ حينها بلقب الدوري الهولندي العام 2004 ولقب الدوري الايطالي (أعوام 2007 و2008 و2009) وكأس السوبر الايطالية (2006 و2008) مع إنتر ميلان وألقاب الدوري الاسباني (2010) وكأس السوبر الاسبانية (2009 و2010) وكأس السوبر الأوروبية (2009) وكأس العالم للأندية (2009) مع برشلونة، وصولا إلى لقب الدوري وكأس السوبر الايطاليين العام 2011 مع ميلان.

«أنا لست معتادا على عدم الفوز بأي شيء. هذه المرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر معي»، هذا ما قاله ابراهيموفيتش الذي تناسى موسميه الأوليين كلاعب محترف مع فريق بداياته مالمو إذ لم يتوج بأي لقب، مضيفا «اشعر بالخيبة، انه إخفاق».

من الناحية التقنية كان 2006 العام الأخير الذي يخوضه ابراهيموفيتش من دون الفوز بأي لقب لان فريقه السابق يوفنتوس جرد حينها من لقب الدوري لعامي 2005 و2006، لكن المهاجم السويدي اختبر حينها فرحة الاحتفال بالتتويج قبل أن يجرد فريق «السيدة العجوز» من اللقبين لاحقا ويتم إنزاله إلى الدرجة الثانية.

وستكون الفرصة سانحة أمام ابراهيموفيتش الذي نقلت عنه الصحف الايطالية انه سيبقى مع ناديه «على رغم المشاكل الاقتصادية» التي يعاني منها، من اجل أن لا ينهي الموسم خالي الوفاض من خلال قيادة منتخب بلاده إلى لقب كأس أوروبا، وهي مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة وما حققه الدنماركيون واليونانيون عامي 1992 و2004 الدليل القاطع على ذلك.

العدد 3561 - الأربعاء 06 يونيو 2012م الموافق 16 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً