العدد 1401 - الجمعة 07 يوليو 2006م الموافق 10 جمادى الآخرة 1427هـ

يا حكام الخليج استفتوا شعوبكم!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

بعد عناء أسبوع من الدراسة وآلام البطن والأمعاء وعدم التأقلم مع الأكلات المصرية، وخصوصاً أن النظام الغذائي الخاص بي هو أمر عسير في البحرين فكيف بمصر؟! المهم بعد الاسبوع الأول من الأطعمة المجبر على أكلها وانتزاعها انتزاعاً من على المائدة ووضعها في فمي، وفي يوم إجازة، أجبرت زميلي «بوفيصل» على الذهاب معي إلى أحد المطاعم الراقية في مدينة نصر. وأبوفيصل ابن «الرياض»، هو كريم ابن كرام، ليس لهذا الرجل من عنوان آخر سوى: طيبة، كرم، نخوة وشهامة لا نظير لها البتة. أثناء وجبة الغداء، أجبرت زميلي «بوفيصل» على أكل «التبولة» اللبنانية، والتي خلفت آثاراً كبيرة على أمعائه، إذ وصل الأمر إلى «التلبك» المعوي. قال «بوفيصل» وهو يتأوه من آلام أمعائه: لو أن «التبولة» رجلاً لقتلته! اعتذرت لـ «أبوفيصل» على ما سببته «التبولة» من آلام. على رغم أن العلاقة السببية منقطعة بيني وبين «التبولة»، ولا تجمعني معها أية صلة تحضير أو تقديم، ولا هي من خلفي العام أو أنا من خلفها الخاص، وإنما كان الاعتذار تلطيفاً لآلامه ليس إلا... ولكي أسدد دين السيد «تلبك معوي» الذي سدد لأبوفيصل لكمة في أمعائه، وجعله يصرخ بهلوسة: «أيه النظام»! قطعت وعداً على نفسي بأن اتجشم عناء البحث معه عن شقة يسكنها، وهو عناء في «القاهرة» لا يقل ألماً عن وعكة «التبولة»، إن لم يكن أكثر! فمن فخ إلى فخ ومن نصاب إلى آخر، ومن داهية إلى أختها، وجميع هؤلاء ينظرون إليك كخليجي «بطران» بالنعمة، وأنك «بنك» متنقل لست بقادر على حمل فلوسك، وأنك سفيه ومن الواجب الحجر على أموالك، وإعادة توزيعها بطريقة اشتراكية! أي مشاركة الجميع فيها؛ لسائق «التاكسي» نصيب وللبواب نصيب ولمساعد البواب نصيب، وللسمسار نصيب ولمن أتى بك إلى السمسار نصيب، و«الكمسري» له، وللمارة أيضاً نصيب و... و... و«اللي» يحب النبي «يهبر» من هذا البنك المتنقل! لا يهم، فالمعيشة ضنك، والوضع الاقتصادي الضاغط بمصر لا يطاق البتة، ثم عزائي بأن هؤلاء لا يمثلون الشعب المصري العظيم! وفي كل بلد نموذج مشابه لهؤلاء! ولا توجد «ديرة بلا مقبرة»! بعد عدة أيام، وأنا «رايح جاي» مع «بوفيصل»، أقر الأخير بأنني (كاتب السطور) أبليت معه بلاءً حسناً في البحث عن شقة، وأراد بذلك أن يولم لي، أي يعزمني لديه في الشقة على مجموعة «فراخ» مطهوة بطريقتنا الخليجية مع الرز البسمتي. أجبرتني لذة الوليمة على هدم أركان النظام الغذائي الخاص بي! وخصوصاً في أجواء مرح الأطفال: «فيصل» و«سارة» و«لولوة»، مشمولاً بكرم «البدو» المعروف. بعدها بيومين، أصر الزملاء القطريون، «بوسلطان» و«بومحمد»، على التوليم لنا كاتب السطور و«بوفيصل»، وبعد الرفض والاعتذار، و«التعزز» كما يقولون، وافقنا على الوليمة. ذهبنا إليهم بالزمالك شارع أبوالفدا، سكن الطبقة الارستقراطية، «الشيك أوي»، وإذا بالجماعة القطريين ذابحين «تويس» (تصغير تيس)... أكلنا حد الشبع. وفي توافق تام كان الحديث يدور بيننا حول مختلف الشئون المحلية والدولية، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. الحكاية تبدأ من هنا وتنتهي هنا، وهي أن شعوب الخليج عاداتها وتقاليدها متقاربة؛ فعلى أي خيار يعتمد القادة في قرار الوحدة الخليجية؟ أليس للشعوب رأي؟ فاستفتوا شعوبكم وانظروا للنتائج إن كانت توافق على الوحدة أم تأبى؟

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1401 - الجمعة 07 يوليو 2006م الموافق 10 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً