العدد 1402 - السبت 08 يوليو 2006م الموافق 11 جمادى الآخرة 1427هـ

هل ينجح «مجلس الظل» في إقناع المجتمع بالمرأة الكويتية؟

بعد «النفاق الرجالي»... «الفساد»... «الطائفية»

الجفير، أم الحصم - ندى الوادي 

08 يوليو 2006

بكل حماس الدنيا وتحديها قالت: «سنشكل (مجلساً للظل) يراقب مجلس الأمة ويحسب عليه أنفاسه على مدى 4 سنوات، حتى لولم ندخل المجلس، فلن يمنعنا ذلك من أداء واجبنا الوطني»، بهذه الكلمات أعلنت المترشحة الكويتية فاطمة العبدلي أن المعركة لم تنته بعد، وأنه على رغم عدم فوز أية امرأة في الانتخابات الكويتية التي جرت نهاية الشهر الماضي، إلا أن الأمل موجود، على رغم الألم.

بين إشكال «الألم والأمل»، تحدثت العبدلي، وهي رئيسة فريق الصحة والبيئة في شركة نفط الكويت عن تجربتها في الترشح للانتخابات، أثناء زيارة قامت بها للبحرين لحضور الملتقى الإقليمي للبرلمانيات والقياديات في دول مجلس التعاون الخليجي، تبعتها بإلقاء محاضرة في جمعية العمل الديمقراطي (وعد) عن التجربة نفسها.

«النفاق الاجتماعي»، «الفساد التشريعي»، «الطائفية والقبلية»، جميعها مصطلحات استخدمتها العبدلي في حديثها كثيراً، لتشرح ببساطة ماذا يحدث في الكويت بالضبط، ولماذا لم تفز المرأة في انتخاباتها الأولى؟

حصلت العبدلي على نحو 14 في المئة من الأصوات الكويتية محرزة المركز الأول بين النساء المتقدمات للترشح وجاءت بعدها المترشحة الناشطة الكويتية رولا دشتي التي حصلت من الأصوات على 12 في المئة، وتلتها ليلى الراشد بنسبة بلغت 10 في المئة من الأصوات، ثم نبيلة العنجري بنسبة 8 في المئة من الأصوات.

في لقاء خاص لها مع «جهينة» قالت العبدلي: إن ما حصل في الانتخابات الأخيرة في الكويت هو أن كل تيار يريد أن يضع بصمته على الكويت، مشيرة إلى أن اختصار تجربة المرأة الكويتية الأولى يمكن فيها المزج بين «الأمل والألم»، فهي لا تنكر شعورها بالألم للخسارة، وهو الألم الذي أصاب كثيراً من النساء في الدول العربية، ولكنه أيضاً شعور يمتزج بالأمل في التغيير الذي لابد أن يحصل يوماً ما.

المرأة في مراكز صنع القرار «ضرورة»

في ردها بشأن مدى أهمية تعيين المرأة في مواقع صنع القرار في أي دولة تقول العبدلي إنه ضرورة أساسية لإصلاح المسار التنموي في المجتمع، فعمل المرأة بالشراكة مع الرجل في المجتمع يعطي هذا العمل أبعاداً أخرى، وكذلك الأمر في البرلمان، فهو مؤسسة ضمن المؤسسات التي تعنى بالمجتمع، الموظفون فيه هم النواب الذين يطالبون بأداء أعمالهم نظير الرواتب التي يتسلمونها، وترى أنه عندما تدخل المرأة هذه المؤسسة فيمكنها أن تخلق الإبداع في التشريع مثلما تخلق الإبداع في كل مكان تشارك فيه. وتضرب المثال بقانون العمل الذي ينظر فيه الرجل إلى قضية البطالة وكيف نحولها إلى «عمالة»، بينما تنظر المرأة للتفاصيل الأخرى مثل جودة العمل، توافق الراتب مع حياة العامل، وفرص التوظيف، فهي بحكم طبيعتها تهتم أكثر بالتفاصيل. وتعتبر العبدلي دخول المرأة للبرلمان ضرورة لتفعيل موضوعات اجتماعية مهمة استمر إهمالها طويلاً، مثل قوانين التنمية والشباب والصحة والسكن والتوظيف، فالمرأة هي البنية التحتية للمجتمع . كما أنها ترى أن دخول المرأة إلى مجلس الأمة يساهم بالضرورة في تقليل الفساد مثلما أثبتت بعض التقارير العالمية.

الحل هو «الكوتا»

تؤكد العبدلي أننا في المنطقة بحاجة إلى نظرة موضوعية ونقدية في تغيير الدساتير، ففي الكويت هناك خوف كبير من تعديل الدستور وقانون الانتخاب الكويتي، ولذلك تعتبر العبدلي الحل الوحيد لدخول المرأة في البرلمان هو تطبيق الكوتا. ففي دائرتها نافست العبدلي 14 رجلاً كانت هي الأكفأ بينهم بشهادة الجميع، إذ تشكل دائرتها «الدعية» 7500 صوت انتخابي، ولكنها لم تفز على رغم أن النساء يمثلن 60 في المئة من القاعدة الانتخابية في الكويت، مؤكدة أن المرأة في الكويت لم تفز، وفازت في مقابلها الحزبية والطائفية والقبيلة. وكان المعوق الأكبر سطحية الفكر السياسي لدى المرأة بأهمية صوتها الانتخابي ولمن تمنحه، علاوة على محاربة التيارات للمرأة، فلأول مرة مثلاً تحصل هناك تحالفات بين التيارين الليبرالي والإسلامي فقط لإسقاط المرأة.

وتقول العبدلي أيضاً: إن المتطلبات من المرأة المترشحة أكبر مما هي المتطلبات لغيرها من المترشحين الرجال، فمطلوب منها مثلاً أن تحفظ دستور الدولة عن ظهر قلب، ومطلوب منها أن تكون ملتزمة بالضوابط الشرعية وهو ما يفسر فقط بالتزامها بالحجاب، على رغم أن الفساد يعتبر خرقاً للضوابط الشرعية والقانونية أيضاً، معتبرة أن المقياس للضوابط الشرعية هو الأخلاق الحميدة والتي يعاكسها تماماً الفساد.

«كذب ونفاق رجالي»

وبحدة تصف العبدلي تأييد الرجل للمرأة في الانتخابات التي جرت في الكويت «بالكذب والنفاق الرجالي»، إذ قام بعض المترشحين بخلق فكرة وهمية مفادها أن المرأة هي عدو المرأة على رغم أن هذا الأمر غير صحيح، فغالبية الأصوات التي حصلت عليها المترشحات ذوات الأصوات عالية النسبة كانت أصواتاً نسائية على رغم كل الظروف. فالرجل لم يكن في القضايا النسائية التي يطرحها ينظر إلا إلى قمة الجبل الجليدي، ولم يتمكن، أو لم يفكر في النظر إلى قاعدة الجبل، فقد ركز بعض المترشحين الرجال بحسب قولها في برامجهم الانتخابية على قوانين التقاعد للمرأة والحضانة وإجازة الأمومة، وقضايا منح الجنسية لأبناء المتزوجة من غير كويتي، بينما أهملوا قضايا أهم وأكثر تعقيداً تمس واقع المرأة في المجتمع.

والمشكلة برأيها أيضاً هو الحكم المجحف على المرأة بعدم إمكان تمثيلها في مجلس الأمة على اعتبار أنها تغلب عاطفتها على عقلها، على رغم أن أحد المبادئ الحديثة في علم الإدارة يعتمد على مفهوم «الذكاء العاطفي»، فإذا تدخلت العاطفة في قرار ما لا يمكن اعتبار هذا القرار خاطئاً بالضرورة لأنه في النهاية جاء بهدف الإصلاح. والمشكلة أيضاً بنظرها تمثلت في الجمعيات النسائية التي لم تدعم النساء المترشحات فقد كانت تعبئ المرأة للإقبال على تجربة الانتخابات والتصويت، لكنها لم تشجعها على قيامها بالتصويت للمرأة.

وعن طرح النساء في الانتخابات الكويتية قالت العبدلي: إن كثيرين وصفوه بأنه طرح راق وواع ومختلف، إلا أن أحد أسباب إخفاق المرأة هو أن الموسم لم يكن مسعفاً للمرأة إطلاقاً، فقد جرت الانتخابات في الصيف، كثير من الأشخاص كانوا خارج الكويت، ودرجة الحرارة كانت مرتفعة جداً، كما أن الوضع السياسي كان استثنائياً فنحو 31 نائباً في المجلس المنحل تم إعادة انتخابهم، إذ كان دعمهم المادي قوياً جداً، أما الـ 13 نائباً فدخلوا المجلس بدعم «الطائفة أو القبيلة»

العدد 1402 - السبت 08 يوليو 2006م الموافق 11 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً