يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبدالله اليوم (الثلثاء) في مصر لدراسة السبل الكفيلة بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان حسب ما أعلنت الرئاسة المصرية أمس. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط ان المسئولين سيبحثان في التدابير الكفيلة «بوضع نهاية سريعة للمواجهات العسكرية الحالية على الساحة اللبنانية لوقف الدمار الذي يتعرض له لبنان وإنقاذ الأبرياء الذين يدفعون حياتهم ثمناً لهذه الأعمال الإجرامية». وذكرت مصادر قريبة من الرئاسة أن القمة المصرية السعودية قد تعقد في الإسكندرية . ودعا الرئيس المصري إلى وقف فوري لإطلاق النار محذراً من «كارثة إنسانية» في حال استمرار المعارك. ونقلت الوكالة عن الرئيس مبارك قوله «انه بعد وقف إطلاق النار يتم التعامل مع القضايا المسببة للمشكلة الحالية ومنها رسم حدود مزارع شبعا والإفراج عن المعتقلين في السجون الإسرائيلية».
من جانبه، أعلن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط أمس انه سيطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار في لبنان خلال المؤتمر الدولي بشأن لبنان الذي سيعقد في روما الأربعاء.
وفي الكويت أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مباحثات مع أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح تناولت الأوضاع المتدهورة التي تشهدها المنطقة جراء تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والأراضي الفلسطينية.
القاهرة - د ب أ
نقلت تقارير إخبارية أمس عن مصادر دبلوماسية مصرية قولها إن هناك مشاورات عربية بين الرياض والقاهرة وعمَّان لصوغ مبادرة متكاملة للتعامل مع الوضع الراهن في المنطقة لعرضها على مؤتمر روما المقرر عقده غداً (الأربعاء) لبحث الصراع في لبنان. وأشارت تلك التقارير إلى أن المبادرة تتضمن وقفاً شاملا وفورياً لكل العمليات العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان كخطوة مهمة لتعزيز نزع أسلحة الميلشيات وتحول حزب الله إلى حزب سياسي. وقالت مصادر مطلعة إنه جرى التشاور لبلورة هذه المبادرة بالتنسيق بين عواصم عربية وأوروبية مشيرة إلى أنه تم بحثها خلال مباحثات وزيري خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير في المنطقة.
كما شهدت الساعات الماضية اتصالات مكثفة بين العواصم العربية التي تقود هذه التحركات والعواصم الأوروبية النشطة وفي مقدمتها باريس التي أوفدت وزير خارجيتها مرتين لهذه المهمة. وتضمنت المبادرة عدة عناصر أساسية اعتبرت المصادر المصرية أنها «متوازنة وتلبي مطالب كل الأطراف خصوصاً في النواحي الأمنية» لكن تلك المصادر أعربت عن مخاوفها من أن تصطدم هذه المقترحات بـ «تعنت إسرائيلي وتشدد أميركي وسعي تل أبيب لفرض شروطها».
وأكدت تك التقارير إن المبادرة التي تسعي الدول العربية للمشاركة في بلورتها لتوسيع الدعم الدولي لها وأن يتبناها مجلس الأمن ومؤتمر روما تتضمن سبع نقاط رئيسية أولاها الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية وقصف الصواريخ. أما النقطة الثانية والثالثة فتركزان على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق اللبنانية التي تحتلها ونشر قوات دولية بمناطق الحدود بين لبنان و«إسرائيل» وتعزيز اضطلاع الجيش اللبناني بمهماته بهذه المنطقة. وتشدد النقطة الرابعة على أهمية استكمال الانسحاب الإسرائيلي الكامل واحترام سيادة لبنان على أراضيه واستقلاله ما يسهل تطبيق قرار مجلس الأمن 1559 وينفي أية ذرائع وينهي مخاوف الانقسامات والفتنة الداخلية والإقليمية بشأن هذه القضية. ومن المنتظر أن تهيئ تلك الخطوات الأجواء للعمل على تبادل الأسرى وإنهاء حال الاحتقان عبر مفاوضات ترعاها أطراف دولية
العدد 1418 - الإثنين 24 يوليو 2006م الموافق 27 جمادى الآخرة 1427هـ