قتل 4 جنود إسرائيليين أمس بينهم اثنان في المعارك الدائرة قرب مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان واثنان جراء تحطم طائرة مروحية حربية في شمال الدولة العبرية، فيما جرح تسعة آخرون بـ «نيران صديقة». وقال حزب الله إنه دمر أربع دبابات إسرائيلية في المعارك البرية في وقت استشهد فيه ثلاثة مدنيين لبنانيين جراء القصف الإسرائيلي لقرية شمال صور. وتحدث الجيش الإسرائيلي عن أسر عنصرين من حزب الله.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي لـ «يونايتد برس انترناشونال» إن مقاتلي حزب الله أطلقوا صاروخ «آر. بي. جي» على دبابة إسرائيلية قرب بنت جبيل ما أدى إلى تدميرها ومقتل جنديين. وأضاف المصدر العسكري أن عبوة ناسفة انفجرت تحت دبابة إسرائيلية ثانية ما أدى إلى إصابتها بأضرار كبيرة وإلى إصابة قائدها بجروح متوسطة. وأصيب في المعارك التي تشهدها منطقة بنت جبيل 9 جنود إسرائيليين آخرين بجروح ما بين متوسطة وطفيفة. وقال المصدر العسكري إن «الجنود التسعة أصيبوا بنيران صديقة أطلقها جنود إسرائيليون». كذلك هاجم مقاتلو حزب الله جرافتين عملاقتين عسكريتين من نوع «دي - 9» أصابوا إحداها بأضرار كبيرة وتوقفت عن العمل.
إلى ذلك، قال حزب الله أمس إن مقاتليه دمروا «أربع دبابات إسرائيلية على الأقل وقتلوا وجرحوا الكثير من الجنود الإسرائيليين». وقال مصدر في حزب الله لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «مقاتلينا الشجعان دمروا أربع دبابات وأوقعوا خسائر فادحة بين الجنود الإسرائيليين في بلدة بنت جبيل». وأكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن عدداً من الدبابات الإسرائيلية أصيب في الاشتباكات لكنها لم تدل بمزيد من التفاصيل.
ونفذ الجيش الإسرائيلي عمليات إنزال قوات إضافية في المنطقة الواقعة جنوب بنت جبيل لمساندة القوات الموجودة في هذه المنطقة منذ الليلة قبل الماضية.
وبدأت قوة عسكرية من وحدة غولاني «عملية التوغل» في مدينة بنت جبيل. وأكد المصدر أن هذه القوة العسكرية أصبحت عند مشارف المدينة. وقال المصدر العسكري إن مروحية عسكرية من طراز أباتشي سقطت في شمال «إسرائيل» ما أسفر عن مقتل ملاحيها الاثنين. وشدد المصدر على أنه لم يتم إسقاط المروحية وإنما تحطمت في حادث بعد اصطدامها بأسلاك كهرباء بسبب تحليقها على ارتفاع منخفض. وأضاف المصدر العسكري أن الجيش الإسرائيلي مازال يفحص سبب تحطم الطائرة.
على صعيد متصل أفاد شهود عيان أن جثث سبعة مدنيين من بينهم طفلان سحبت من تحت أنقاض منازل دمرها أمس القصف الإسرائيلي الجوي الذي استهدف قريتي حلوسية ومعلية شمال وجنوب صور إذ مازال هناك عدة عائلات تحت الأنقاض.
من جهتها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش أسر أمس مقاتلين من حزب الله في مارون الراس في جنوب لبنان واقتادهما إلى «إسرائيل». كما ذكر الجيش الإسرائيلي أمس أن الكثير من مقاتلي حزب الله محاصرون في بلدة بنت جبيل. وكانت «إسرائيل» أعلنت الجمعة أنها تحتفظ بجثث 31 مقاتلاً من حزب الله قتلوا في المعارك. وأعلن مسئول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة في لبنان أنور رجا أمس أن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار أمس الأول على موقع للجبهة في منطقة البقاع ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين بجروح.
من جهة أخرى، ذكر راديو «إسرائيل» أن 03 إسرائيلياً أصيبوا بجروح جراء سقوط صواريخ كاتيوشا أطلقها مقاتلو حزب الله اللبناني في مدن بشمال «إسرائيل». نقل الراديو عن قائد الشرطة الإسرائيلية موشيه كارادي أمس الأول أن الشرطة الإسرائيلية تستعد لاحتمال إقدام حزب الله على إطلاق صواريخ على وسط «إسرائيل».
وفي السياق ذاته، هدد الجيش الإسرائيلي أمس بتدمير عشرة مبان في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله رداً على «كل صاروخ» يطلقه التنظيم على مدينة حيفا. وقال ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي لإذاعة الجيش إن «رئيس الأركان دان حالوتس أصدر توجيهات إلى الطيران بتدمير عشرة مبان من عدة طبقات في الضاحية الجنوبية رداً على كل صاروخ يطلق على حيفا». وقد نفى مصدر إسرائيلي آخر هذه التوجيهات في وقت لاحق أمس.
من ناحيته، أكد عضو المكتب السياسي في حزب الله أحمد ملى أن مقاتلي الحزب لا يعتمدون خطة قتالية تقليدية، لافتاً إلى أن الحزب سيقاتل بطريقة توجع العدو الصهيوني. جاء ذلك في وقت اعتبر الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشئون الإنسانية يان ايغلاند أمس أن الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين هي «عمل خاطئ» وخرق للقوانين الدولية.
ووجه ايغلاند نداءً عاجلاً لجمع 051 مليون دولار لمساعدة نحو 008 ألف نازح في لبنان بسبب القصف الإسرائيلي الواسع النطاق. ويتضمن هذا المبلغ 8,32 مليون دولار طلبتها منظمة رعاية الطفولة (يونيسف) للأطفال اللبنانيين «الموجودين في لبنان وسورية» والذين يعانون أكثر من غيرهم من جراء الهجوم
العدد 1418 - الإثنين 24 يوليو 2006م الموافق 27 جمادى الآخرة 1427هـ