شهد العالم العربي عاماً ونصف العام تقلبات كبيرة أدت إلى سقوط الأنظمة في تونس ومصر وليبيا وأجبرت الرئيس اليمني على التنحي وتسليم السلطة فيما مازالت دول تسعى لمزيد من الحرية والديمقراطية وفيمايلي نسلط الضوء على بعض هذه الدول:

مصر

ينتخب المصريون اليوم (السبت) وغداً (الأحد) في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية رئيساً جديدا يخلف حسني مبارك الذي أطيح به في 11 فبراير/ شباط 2011. وينظم الاقتراع الذي يتنافس فيه الإسلامي محمد مرسي وأحد وجوه نظام مبارك، أحمد شفيق، في أجواء من الغموض والارتياب الشديدين بعد قرار المحكمة الدستورية بطلان نتائج الانتخابات التشريعية التي فاز بها (الإخوان المسلمون) في بداية 2012.

ويشتبه في سعي المجلس الأعلى العسكري الذي يحكم البلاد منذ سقوط مبارك، إلى الإبقاء على قبضته على الحكم من خلال شل البرلمان والدفع باتجاه انتخاب الفريق شفيق.

وكان مبارك الذي حكم البلاد منذ 1981 سلم السلطة إلى المجلس العسكري بعد 18 يوماً من انتفاضة شعبية خلفت 850 قتيلاً، جرت في خضم الثورة التونسية.

تونس

في 14 يناير/ كانون الثاني 2011 فر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي حكم تونس منذ 1987 من بلاده ولجأ إلى السعودية بعد ثورة أوقعت 330 قتيلاً اندلعت إثر انتحار شاب حرقاً في مدينة سيدي بوزيد (وسط غربي) احتجاجاً على إهانته والتضييق عليه من قبل الأمن.

وفي 13 يونيو 2012 حكم على بن علي (75 عاماً) غيابياً من قبل محكمة عسكرية تونسية بالسجن المؤبد وذلك بعد إدانته بتهمة القمع الدامي للثورة.

وأفرزت أول انتخابات حرة في تاريخ تونس في أكتوبر/ تشرين الأول 2011 مجلساً تأسيسياً يهيمن عليه إسلاميو حزب النهضة (89 مقعداً من 217) وحكومة يرأسها أحد قادتهم.

وانتخب المنصف المرزوقي المعارض اليساري الشرس لنظام بن علي من قبل المجلس التأسيسي رئيساً للبلاد. لكن الاحتجاجات الاجتماعية تتوالى في بعض المناطق كما قامت قوات الأمن بتفريق تظاهرات محظورة بعنف.

واندلعت موجة من العنف الاثنين والثلثاء الماضيين خلفت قتيلاً ومئة جريح في البلاد بعد تنظيم معرض رسوم اعتبرها إسلاميون متششدون مسيئة للإسلام.

ورداً على أعمال العنف هذه فرضت السلطات الثلثاء حظر تجول ليلي في ثماني مناطق تونسية بينها العاصمة كما قررت وزارة الداخلية منع تظاهرات كانت مقررة الجمعة.

ليبيا

قتل معمر القذافي الذي حكم ليبيا منذ 1969 في 20 تشرين أكتوبر 2011 بعد اعتقاله في سرت.

وكان واجه منذ فبراير ثورة بدأت في المناطق الشرقية قبل أن تتحول إلى مواجهة مسلحة أدت إلى سقوط العاصمة طرابلس في أغسطس/ آب بفضل دعم حاسم من عملية عسكرية دولية شنت في مارس. وبحسب المجلس الانتقالي الليبي فإن النزاع خلف 30 ألف قتيل.

وتواجه الحكومة حالياً انتقادات لفشلها في بسط سلطتها والتصدي للمليشيات المسلحة التي شكلها بعض المقاتلين السابقين ضد نظام القذافي.

وكان من المقرر انتخاب مجلس تأسيسي لوضع دستور للبلاد في يونيو غير أنه تم تأجيل الاقتراع إلى 7 يوليو/ تموز.

اليمن

في 21 فبراير/ شباط 2012 انتخب عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس رئيساً لفترة انتقالية من عامين خلفاً للرئيس علي عبد الله صالح الذي حكم البلاد منذ 1978.

وجرى الاقتراع وفق اتفاق دعمته دول مجلس التعاون الخليجي بعد انتفاضة شعبية استمرت لأكثر من عام وخلفت مئات القتلى، وقبل صالح بموجبه التنحي عن السلطة مقابل حصانة له وللمقربين منه.

واستغل تنظيم «القاعدة» فترة عدم الاستقرار هذه التي أضعفت أكثر الحكم المركزي، لتعزيز حضوره في جنوب اليمن وشرقه.

غير أن الجيش اليمني تمكن في الآونة الأخيرة من استعادة ثلاثة من معاقل «القاعدة».

سورية

تشهد سورية منذ 15 مارس 2011 ثورة على نظام الرئيس بشار الأسد، تعسكرت في مواجهة القمع. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عمليات القمع والمعارك بين الجيش والمنشقين عنه التي خلفت أكثر من 14400 قتيل أغلبهم من المدنيين. وقتل 2300 من هؤلاء بين 13 مايو و13 يونيو.

وتكثفت المعارك في الآونة الأخيرة رغم انتشار نحو 270 مراقباً دولياً بدوا عاجزين عن فرض احترام خطة المبعوث الدولي، كوفي عنان.

البحرين

تشهد مملكة البحرين تظاهرات منذ فبراير ومارس 2011. واستؤنفت التظاهرات في الأشهر الأخيرة وتجري صدامات متقطعة بين محتجين والشرطة.

المغرب

جرت تظاهرات في 2011 للمطالبة بإصلاحات سياسية. وفاز حزب العدالة والتنمية (إسلامي معتدل) بالانتخابات التشريعية نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني وتم تعيين زعيمه رئيساً للوزراء بموجب دستور جديد.